نفى السفير الجزائرى فى مصر، عبدالقادر حجار، معرفته بما إذا كانت حكومة بلاده ترغب فى خروج شركة أوراسكوم تيليكوم منها، مكتفيا بقوله ل«الشروق»: «لا علم لى بالموضوع»، عندما حاولت «الشروق» الاتصال به. وكانت وكالة رويترز للأنباء، قد نقلت، مساء أمس الأول، عن مصدر حكومى بالجزائر، طلب عدم نشر اسمه، قوله: «لم نعد نريد أوراسكوم بعد»، كما نقلت الوكالة عن مصدر مطلع بالقطاع المالى بالجزائر، طالبا هو الآخر عدم نشر اسمه بأن حكومة بلاده تعتبر أن أسلوب أوراسكوم فى أداء الأعمال بها ليس فى صالحها، وعليه فإن أوراسكوم يجب أن تغادر السوق الجزائرية، بحسب تعبير المصدر، قريب الصلة بالحكومة الجزائرية. والذى أشار إلى أن نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم، طالب السلطات الجزائرية أكثر من مرة خلال الفترة الماضية أن يجتمع معها، إلا أن الأخيرة رفضت هذا المطلب. وما زالت شركة أوراسكوم ترفض التعليق على هذه التصريحات، وكانت منال عبدالحميد، المتحدث الرسمى باسم الشركة قد أشارت ل«الشروق»، مساء أمس الأول، إلى أن «شركتها لا تعتزم الرد على مثل هذه التصريحات، قبل أن يصلها بيانا رسميا من السلطات الجزائرية يؤكد ما تم نشره». وكان ساويرس، قد قال قبل يوم من نشر هذه التصريحات: «نحن حريصون على البقاء فى الجزائر، إذ إنه واحد من أهم أصولنا الرئيسية، فضلا عن شعورنا بالسعادة الغامرة فى هذا البلد قبل حدوث التطورات الأخيرة». لكننا فى حاجة إلى معرفة ما إذا كانت استثماراتنا محل ترحيب هناك أم لا، وفى حالة عدم الترحيب باستثماراتنا سوف ننظر عندئذ فى خيارات أخرى. «بحيب ما جاء على لسان ساويرس خلال لقائه مع ماركت ووتش على هامش فعاليات المؤتمر العالمى للهواتف المحمولة. وأضاف رجل الأعمال المصرى أن هناك إقبالا شديدا على أصول أوراسكوم فى الجزائر، لذلك «لن يتردد فى اتخاذ قرار البيع إذا اتخذت المسألة منحى شديد الخطورة». شركة نجمة المرشح الأول رجح بنك الاستثمار بلتون أن تكون شركة «نجمة» للاتصالات، العاملة فى السوق الجزائرية، والتى تملك الشركة الوطنية الكويتية للاتصالات 71% منها، المرشح الأول لأن تحل محل شركة أوراسكوم فى الجزائر «جيزى»، فى حال خروج الأخيرة من السوق الجزائرى، على أن تكون شركة «موبيليس» الجزائرية أيضا المرشح الثانى. وتعد نجمة المنافس الأول لجيزى فى السوق الجزائرى، وتستحوذ جيزى على 63% من سوق المحمول الجزائرى، ويصل عدد مستخدمى شبكتها إلى 14.7 مليون شخص، فى مقابل حصة بنسبة 26% لنجمة، التى يبلغ عدد مشتركيها 5.9 مليون، والنسبة المتبقية 11% من نصيب موبيليس. ويذكر أن عدة صحف جزائرية كانت قد أشارت، فى وقت سابق، إلى أن شركتى نجمة، وديفندى الفرنسية كانا قد أبديا، أكثر من مرة، رغبتهما فى شراء جيزى. وبالنسبة للشركات الموجودة فى المنطقة، والمرشحة أيضا لأن تحل محل جيزى، فى حال خروجها من الجزائر، فقد أشارت بلتون إلى أن شركة الاتصالات الإماراتية تأتى على رأس هذه الشركات، كونها تتمتع بسيولة كبيرة، والتى توجد بالفعل فى سبع أسواق أفريقية. لتليها شركة زين الكويتية. وقد قدر بنك الاستثمار قيمة صفقة بيع جيزى عند 6.7 مليار دولار، والذى أضاف أنه إذا نجحت أوراسكوم فى بيع الشركة التابعة لها عند قيمة قريبة من هذا المبلغ، فإن هذا «سيكون مفيدا جدا لأواسكوم، كونها تحتاج إلى سيولة، ويصل صافى مديونيتها إلى 5.2 مليار دولار». من جهتها ترى دلايلا هيكل، محللة الاتصالات بشركة فاروس للأوراق المالية، أنه إذا ثبت بالفعل أن الحكومة الجزائرية لا ترغب فى وجود شركة أوراسكوم فى الجزائر، فإن «هذا الأمر سيصعب على أوراسكوم التفاوض على أفضل سعر لبيع الشركة»، مشيرة إلى أنه قد يكون هناك العديد من الشركات ترغب فى شراء جيزى بسبب جاذبية السوق الجزائرى، إلا أن قدرة أوراسكوم فى التفاوض على السعر ستكون أقل، حيث إنه مطلوب منها المغادرة». وحول تأثير بيع أوراسكوم لجيزى على إيرادات المجموعة المصرية، ترى هيكل أنه من الصعب إيجاد سوق بديل للسوق الجزائرية يحقق لأوراسكوم نفس الإيرادات، لأن الفرص المتاحة فى أسواق الاتصالات فى العالم تقل بسبب ازدياد المنافسة واقتراب العديد من الأسواق من مرحلة التشبع.