قال مصدر وزارى بالجزائر، إن الحكومة ستعلن خلال الشهر الحالى عن تقييم لوحدة اوراسكوم تيليكوم فى الجزائر «جيزى»، بما يسمح بإتمام عملية الاستحواذ عليها. ونقلت وكالة بلومبرج الاخبارية أول أمس على لسان وزير الاتصالات الجزائرى، موسى بنحمادى، أن وزير مالية بلاده اطلق دعوة دولية لعقد مناقصة لاختيار خبير يقوم بتحديد القيمة السوقية لجيزى. ويأتى هذا التصريح الجزائرى عقب ما أعلنته فيمبلكوم الروسية فى نهاية الاسبوع الماضى، عن انها ستلتقى ممثلين لشركة ويذر انفستمنت، المالكة ل51% من اوراسكوم تيليكوم المصرية، بنهاية الشهر الحالى لوضع اللمسات الأخيرة فى اتفاق الاندماج بينهما، «حتى لو لم يتم الحصول على موافقة من الحكومة الجزائرية بضم وحدة اوراسكوم فى الجزائر فى اتفاق الاندماج بين الشركتين»، بحسب ما نقلته بلومبرج عن ألكسى سيبوتن، مدير علاقات المستثمرين بفيمبلكوم. وجاءت تصريحات الشركة الروسية مخالفة لتوقعات المتشككين فى امكانية فشل صفقة الاندماج بين فيمبلكوم وويذر، المملوكة لساويرس، التى أُعلن عنها فى 4 اكتوبر الماضى، بسبب الفارق الكبير بين تقييم السلطات الجزائرية والشركة الروسية لجيزى. ومن جانبه أكد بنحمادى أن بيع جيزى لن يتم قبل ان تسدد اوراسكوم التزاماتها تجاه مصلحة الضرائب والبنك المركزى الجزائرى. ونقلت وكالات الانباء الاسبوع الماضى على لسان رئيس الوزراء الجزائرى أن على أوراسكوم تليكوم سداد 230 مليون دولار ضرائب متأخرة و190 مليون دولار غرامات إلى البنك المركزى، قبل أن تبرم الجزائر اتفاقا لشراء جيزى. وفى اطار التصريحات المتبادلة عن صفقة الإندماج بين ويذر وفيمبلكوم ذكر تقرير صحفى لجريدة نرويجية أجرت حوارا مع نجيب ساويرس، أن رجل الاعمال المصرى أصبح مقتنعا بأن المدير التنفيذى لشركة تيلينور، المالكة ل40% من فيمبلكوم، لا يرغب فى اتمام صفقة الاندماج مع الشركة الروسية، مؤكدا للصحيفة أنه «لن يمارس صغوطا لاتمام الصفقة إذا كانت تيلينور غير راغبة فيها». وأشارت الصحيفة الى أن تيلينور تتشكك فى إمكانية قيام الحكومة الجزائرية بتأميم جيزى، واحتمال وجود اعتراضات حكومية فى باكستان وبنجلاديش على دمج اصول أوراسكوم هناك ضمن صفقة الاندماج بين فيمبلكوم وويذر. ويطالب مجلس ادارة فيمبلكوم، إدارة شركته بالتفاوض على اتفاق أكثر وضوحا قبل إعلان الموافقة النهائية على الاندماج، بحسب الصحيفة النرويجية، التى أضافت أن ساويرس لا يراهن فقط على فيمبلكوم وتيلينور، ولكنه يعتبر أيضا أن شركات فودافون وفرانس تيليكوم واورانج وتيليفونيكا شركاء محتملين. ومن ناحية أخرى اعتبر تقرير لبنك الاستثمار سى أى كابيتال، أنه فى حالة نجاح صفقة الاندماج بين ويذر وفيمبلكوم، والتوصل لتقييم يرضى السلطات الجزائرية واوراسكوم، فإن أكثر سيناريوهات تقييم جيزى تفاؤلا هى تحديد قيمة حصة اوراسكوم فى الوحدة الجزائرية، 96.8%، ب7.8 مليار دولار. بينما تذهب التوقعات «الأكثر انخفاضا» لتقييم جيزى ب3 مليارات دولار، ويعتبر التقرير أنه من الممكن الوصول لسعر وسط بين التقييمين يصل إلى 5.4 مليار دولار. ومن السيناريوهات المحتملة أيضا عدم توصل فيمبلكوم والحكومة الجزائرية لاتفاق، وفى هذه الحالة لن يكون هناك سبيل أمام اوراسكوم سوى اللجوء للتحكيم الدولى. وأضاف التقرير أنه من السيناريوهات المرجحة أيضا فشل الاندماج بين فيمبلكوم وويذر، وفى هذه الحالة لن يكون أمام أوراسكوم سوى خيارين، إما قبول استحواذ الحكومة الجزائرية على جيزى بالتقييم الذى ترغب فيه، او اللجوء للتحكيم الدولى. كما أن تأميم الحكومة الجزائرية لجيزى بدون أى مقابل سيكون ضمن السيناريوهات المطروحة فى حالة فشل الاندماج، إلا أن التقرير اعتبر أن التأميم على هذا النحو أمر غير مرجح لما سيسهم فيه من تشويه لسمعة الجزائر كبلد غير مرحب بالاستثمار. وتوقع تقرير سى أى كابيتال ان يصل صافى ارباح اوراسكوم تيليكوم بعد حقوق الاقلية فى الربع الثالث من 2010، والتى سيعلن عنها اليوم، إلى 289 مليون دولار، مقارنة بخسائر 66 مليون دولار فى الربع الثانى من نفس العام.