يعتزم نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم تيليكوم القابضة، تأسيس شركة جديدة تتولى إدارة أصول شركته فى مصر (موبينيل) وكوريا الشمالية، بعد شهرين من توقيع اتفاقية اندماج ويذر مع مجموعة فيمبلكوم الروسية، والمقرر فى فبراير المقبل، على اعتبار أن هذه الأصول لم يتم إدراجها فى الصفقة التى تم الإعلان عنها، مساء أمس الأول. ويدير الشركة الجديدة خالد بشارة، الرئيس التنفيذى الحالى للمجموعة فى مصر، «ولكنى أعلم أن عملية فصل الملكية لن تكون سهلة وتستغرق وقتا، ولكنها ستكون شركة مستقلة، وسيتم إدراجها فى البورصة»، أضاف ساويرس. وأشار ساويرس إلى أنه سيتم منح مساهمى أوراسكوم أسهما فى الشركة الجديدة مساوية لحصتهم الحالية فى الشركة القابضة. وبعد الصفقة المقومة نقدا، وبالأسهم تعتزم أوراسكوم الانفصال إلى سهمين منفصلين مدرجين فى البورصة المصرية من أجل فصل الأصول المصرية والكورية الشمالية للشركة. وقد أرسلت الهيئة العامة للرقابة المالية، أمس، بيانا إلى البورصة تطالب أوراسكوم فيه بالكشف عن تفاصيل تقييمها قبل فصل أنشطتها المصرية فى إطار اتفاق اندماجها مع فيمبلكوم، مؤكدة أنه يجب حماية حقوق مساهمى أوراسكوم وألا يتحملوا أى أعباء مالية تتعلق أو ترتبط بتنفيذ هذه الصفقة. وعلق ساويرس على بيان الهيئة بقوله: «هذا كلام صحيح وفى محله، سنحترمه تماما، هذه الصفقة أبرمت أساسا من أجل مساهمى الأقلية». كانت مجموعة ويذر انفستمنت، المملوكة لساويرس، قد أعلنت، مساء أمس الأول، اندماجها مع مجموعة فيمبلكوم الروسية، فى صفقة بلغت قيمتها 6.6 مليار دولار، وهى الصفقة التى سينتج عنها أكبر مشغل للهاتف المحمول على مستوى العالم. وتمتلك شركة ويذر انفستمنت 51% من أوراسكوم تيليكوم، و100% من شركة ويند الإيطالية للاتصالات، وبإتمام الصفقة يقدر عدد المشتركين فى الكيان الجديد نحو 174 مليون مشترك. وبحسب جريدة الفاينانشيال تايمز، سيكون ساويرس واحدا من أكبر ثلاثة مديرين سيديرون الكيان الجديد، الذى سيحتفظ بحصة أقلية فيه تبلغ 20%. ساويرس يريد التحكم فى موبينيل بمفرده أرجع ساويرس احتفاظه بأصول أوراسكوم فى مصر لأسباب عاطفية بالدرجة الأولى، بحسب تعبيره خلال المؤتمر الصحفى، الذى عقده أمس للتعقيب على الصفقة، خاصة أن العائد الاقتصادى كان سيصبح أكبر إذا تضمنت موبينيل، مشيرا إلى رغبته فى التحكم بمفرده فى مجريات أمور شركته داخل مصر، خاصة بعد المعركة الطويلة التى خاضها مع شركة فرانس تليكوم حول موبينيل، والتى حسمت لصالحه فى النهاية»، مضيفا: «ولأنى لم أسمح لأحد أن يقول إن نجيب يريد أن يخرج من مصر». كما برر ساويرس عدم إدراج أصوله فى كوريا الشمالية ضمن الصفقة بصعوبة إدخال مستثمرين جدد فى هذه الدولة، «فهم لا يقبلون ذلك بسهولة». وقد قفز سهم أوراسكوم تيليكوم، الذى تم تعليق تداوله يوم الاثنين ترقبا لصفقة فيمبلكوم، بنسبة 6.5% فى الدقائق الأولى عند استئناف التداول عليه أمس، مسجلا أكبر زيادة له على مدى الشهور الأربعة الماضية، كما ارتفع سهم موبينيل، التى تملك أوراسكوم حصة 34.7% فيها، بنحو 1.9% خلال منتصف تعاملات جلسة أمس. الصفقة تمت بأقل من القيمة العادلة لأوراسكوم وجاءت ردود فعل الخبراء تجاه الصفقة متباينة، فمن ناحية اعتبر بنك الاستثمار سى آى كابيتال اتفاق شركة فيمبلكوم الروسية مع ويذر «سلبى على المدى القصير»، حيث لم يتم حسم وضع شركتى موبينيل وجيزى، إلا أن البنك اعتبر، فى تقريره الصادر صباح أمس، الدمج إيجابيا على المدى الطويل، فعلى حد قوله «ربما يجد مساهمو أوراسكوم حلا فى النزاع القائم مع الحكومة الجزائرية»، وستزول تهديدات ديون أوراسكوم نظرا لوجود مساهم كبير مثل فيمبلكوم. وهو ما اتفق عليه محلل فى أحد بنوك الاستثمار الأجنبية الكبرى، طلب عدم نشر اسمه، والذى اعتبر أن هذه الصفقة مثلت «إغاثة مالية لساويرس»، كون أوراسكوم لديها دين قدر بنحو 4.6 مليار دولار بنهاية يونيو الماضى، كذلك وصل دين شركة وسند الإيطالية إلى 8.3 مليار يورو، حتى فيمبلكوم نفسها لديها ين يقدر حاليا بنحو 4 مليارات دولار. وبحسب المحلل الأجنبى طالما سعى ساويرس لدمج شركته مع كيان آخر، فهو يبحث منذ فترة طويلة عن شريك مناسب لتحقيق هذا الهدف، «وقد تكون فيمبلكوم ليست الاختيار الأمثل لرجل الأعمال، فهى مدرجة فى بورصة نيويورك أو أمستردام، إلا أنها تعمل فى الاتحاد السوفييتى السابق، إلا أنه لم يجد بديلا آخر، فى إشارة إلى محاولة الاندماج مع مجموعة إم تى إن الجنوب أفريقى. من جهة أخرى، يرى محلل اتصالات فى أحد بنوك الاستثمار المحلية طلب هو الآخر عدم نشر اسمه إن اندماج فيمبلكوم وأوراسكوم يدعم موقف أوراسكوم فى الجزائر، حيث «كون روسيا شريكا تجاريا رئيسيا للدولة الجزائرية، حيث يوجد مجلس أعمال جزائرى روسى، من المقرر أن يجتمع خلال أيام، وسيناقش قضية جيزى، ومن المؤكد أن الجزائر سترغب فى إنهاء مشاكلها مع أوراسكوم». وقد قال ساويرس، خلال لقائه مع العربية، إنه سيحترم رغبة الحكومة الجزائرية إذا ما قررت أن تبقى هذه الوحدة لها، مشيرا إلى أن الظروف الصعبة التى تمر بها جيزى، التى دفعته لتضمينها ضمن الصفقة، ومعتبرا أن روسيا مؤهلة أكثر من مصر لحل مشكلة الجزائر. إلا أن وزير الصناعة وترقية الاستثمار الجزائرى قال إن المحادثات بين أوراسكوم وفيمبلكوم «لن تغير فى خطة الجزائر لشراء الوحدة الجزائرية للشركة المصرية». ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الوزير محمد بن مرادى قوله إن أى تغيير فى ملكية أوراسكوم لن يقوض أى التزامات قائمة لنقل ملكية جيزى إلى الحكومة. واعتبرت سالى جرجس، محلل الاتصالات ببنك الاستثمار بلتون، أن قيمة الصفقة، والتى قدرت ب6.6 مليار دولار، أقل من التقييم العادل لأصول أوراسكوم، إلا أنها تؤكد أن هذه القيمة مناسبة فى ظل الظروف، التى تمر بها وحدة أوراسكوم فى الجزائر( جيزى). «التقييم العادل لأوراسكوم يقدر ب 8 مليارات دولار، لكن القيمة المعلن عنها فى الاتفاق عادلة فى ظل الظروف السيئة، التى تعانى منها أوراسكوم فى وحدتها الجزائرية، وأفضل مما كانت ستدفعه الحكومة الجزائرية فى حالة شرائها لجيزى» تبعا لجرجس.