انهيار عقار كرموز المنكوب والذى أسفر عن وقوع ثلاثة ضحايا أمس لم يكن الأول ولن يكون الأخير وهذا ما حذرت منه «الشروق» ودقت ناقوس الخطر بشأنه فى عددها قبل الماضى، حيث كشفت عن وجود ما يقرب من 1000 عقار مهدد بالانهيار فى أى لحظة وكان العقار المنكوب بداية لما توقعناه. فى هذا التقرير نرصد مشاهد المعاناة والرعب التى عاشها ويعيشها يوميا أهالى منطقة كرموز، حيث يوجد المئات من العقارات الآيلة للسقوط وإليكم التفاصيل. كانت البداية مع مشاهد الرعب بين الأسر المقيمة بالمنازل المجاورة للعقار المنكوب والتى أصبحت بلا مأوى بعد أن صدرت أوامر عليا بالإخلاء نتيجة انهيار العقار. يقول عدلى حامد 50 سنة عامل «استيقظنا على انهيار العقار الأول فى الثامنة صباحا وأثناء محاولتنا إنقاذ الضحايا سقط العقار المجاور ولولا العناية الإلهية لسقطنا بجوارهم وأصبحنا من الضحايا». أما فاطمة السيد 37 سنة ربة منزل فتقول: «لم يتحرك أحد من المسئولين حتى الآن لإنقاذنا أو لتوفير أماكن لإيوائنا واكتفوا فقط بإرسال اثنين من المخبرين من قسم كرموز، الكل هنا خائف من الصعود إلى بيته». وأوضح عصام شوقى 42 سنة «قهوجى» أن كل المنازل هنا صدر لها «إخلاء إدارى» من عام 2006 بعد تحريرنا محاضر وتقديم عدة شكاوى بعدم صلاحية العقارات التى نسكن بها وحتى الآن لم نتسلم المساكن البديلة، فلا نملك سوى قوت يومنا ولا نستطيع أن نجلب على نفقتنا مساكن لنعيش فيها. واستكملت الحاجة فوزية 75 سنة، نحن مهددون بالموت وننتظر انهيار منازلنا فى أى لحظة والملجأ الوحيد لنا الآن هو الشارع ونحتاج إلى يد تمتد لنا لتساعدنا وتنقذنا. أما دولت سعد47 سنة فقالت وهى فى حالة انهيار وبكاء شديدين: أعيش أنا وأبنائى الأربعة فى كشك منذ عشر سنوات، وذلك بعد أن أوشك بيتى على الانهيار وليس لى مصدر آخر للعيش. وأضافت فاطمة مصطفى 35 سنة: نريد أن نعيش فى أمان فبمجرد سقوط الأمطار أو سماعنا لرعد الشتاء نخرج مسرعين إلى الشارع خوفا من انهيار العقار على رءوسنا كما حدث من قبل، نحن لا نطالب المسئولين بقصور أو شقق فارهة مثلما فعلوا مع «جدو» لاعب الكرة وأعطوه 3 شقق «تمليك»، فقط نريد حجرة تشعرنا بآدميتنا ونحمى أطفالنا، فنحن لا نملك مالا لنستأجر به شققا «فمن يمرض منا يوما يجوع». وأشار محيى الدين إسماعيل أحد سكان البيوت المنكوبة إلى أن «فالح أحمد» الموظف التابع لحى غرب «أتى إلى هنا ورفض الصعود إلى منازلنا للمعاينة خوفا من سقوط العقار فيصاب بضرر وأبلغنا بضرورة الإخلاء الفورى دون أن يوفر لنا مساكن بديلة». وقال فاروق موسى بالمعاش: البيوت تنهار علينا وتسببت فى عدة إصابات لبعض الأهالى منها كسور وأحيانا جروح شديدة ومنهم من يتلقى العلاج حتى الآن على نفقته. وأثناء رصد «الشروق» لحزن الأهالى الشديد وانخراطهم فى البكاء وسرد معاناتهم حضر «فواز عبدالحليم» عضو مجلس الشعب عن دائرة كرموز فاحتشد الأهالى حوله وهاجم بعضهم أداء نواب الدائرة جميعا لتركهم يموتون دون أن يحركوا ساكنا. وهدد الأهالى نواب الدائرة جميعا بعدم التصويت لهم فى الانتخابات المقبلة. وتقول نبيلة محمود 45 سنة والتى تقيم فى منزل مجاور للمنزل المنهار «ننتظر الموت فى أى لحظة وانهيار منزلنا الآيل للسقوط وقد تحول إلى شبح مخيف بعد أن امتلأ بالشروخ والتصدعات فى جميع الأركان». وكإجراء وقائى بسيط صنعت نبيلة كشكا خشبيا بجوار المنزل والذى يتحول إلى ثلاجة ليلا وتقدمت بعدة شكاوى إلى رئيس الحى والمحافظ وكان الرد كالعادة «نأسف لعدم وجود شقق خالية». وتصرخ الحاجة كوثر محمود «نستغيث بمبارك وسوزان مبارك، نحن نعيش كالحيوانات فى الشارع ونخشى النوم فى منازلنا التى أصبحت على وشك الانهيار». كما أن شقيقى أحمد انهار منزله منذ عام وحتى الآن يعيش أيضا فى الشارع رغم أن زوجته مريضة بالفشل الكلوى وابنه مصاب بمرض صدرى لنومه فى الشارع. أما نواب الدائرة فلم نجد منهم إلا فواز عبدالحليم شاهين عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى الذى جاء لعدة دقائق ثم ركب سيارته ورحل بعد أن هاجمه الأهالى وصاح فيه أحدهم: أين كنت وقد أخبرناك منذ نجحت أن منازل الشارع كله سوف تنهار ووعدتنا بتوفير مساكن بديلة فور نجاحك». والمنطقة المحيطة بالشارع المنكوب أصابتها الشيخوخة وتحتاج إلى إخلاء أو إزالة ومنها شوارع الزمزمى والعمرى والسعداوية. فمنازل شارع الزمزمى آيلة للسقوط ولم تصدر لها قرارات إزالة حتى الآن، كما أحدثت عمليات الرصف والترميمات التى حدثت سددا فى الصرف الصحى فغرقت المنازل بمياه الصرف. بقى أن نذكر أن 35 أسرة تعيش فى الشارع حاليا إما فى أكشاك أو خيام بعد صدور قرار هدم لمنازلهم فى عام 2006 بدعوى خوف المسئولين على أرواحهم ولم يتم تسكينهم حتى الآن.