بدأت أجهزة حى حدائق القبة صباح أمس ترافقها أجهزة الأمن فى تنفيذ قرار إزالة العقار رقم 26 بشارع القصر بعد أن انهار على رءوس ساكنيه وأسفر عن مصرع شخص بنجلاديشى الجنسية وإصابة 5 مصريين و8 من بنجلاديش. وقررت نيابة غرب القاهرة استدعاء مالك العقار والمسئولين بالحى لمعرفة من المسئول عن التقصير فى تنفيذ قرار إزالة العقار. كما تقرر انتداب لجنة فنية لتحديد أسباب الانهيار. ووقع الانهيار فى التاسعة والنصف ليلة أمس الأول حينما سمع الأهالى صوت ارتطام شديد فهرعوا إلى مصدر الصوت ليكتشفوا أن الواجهة الأمامية للمنزل المكون من 5 طوابق انهارت بالكامل، وشاهدوا عددا من سكان العقار معلقين فى الأسياخ الحديدية التى برزت من بقايا الحوائط المنهارة. بدأ الأهالى فى إنقاذ من تعلقوا ببقايا الحوائط المنهارة، وأبلغوا أجهزة الأمن بالقاهرة، وانتقل اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة على رأس قيادات أمن القاهرة لمتابعة الموقف، وهرعت سيارات الدفاع المدنى بقيادة اللواء عاطف زكى مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة ونائبه اللواء عبدالعزيز توفيق، وتم انتشال جثة واحدة لشخص بنجلاديشى و13 مصابا بينهم 5 من المصريين و8 من بنجلاديش. وتلقى المصابون علاجهم من الإصابات فى مستشفيات منشية البكرى والزيتون والدمرداش، وتمت مخاطبة سفارة وقنصلية دولة بنجلاديش بالقاهرة لتسلم جثة القتيل البنجلاديشى ومتابعة سير القضية بالنسبة للمصابين الثمانية من دولة بنجلاديش. واستمرت عمليات إنقاذ الضحايا من أسفل العقار ما يقرب من 3 ساعات وشاركت فيها 36 سيارة إسعاف و11 سيارة من الدفاع المدنى وعدد كبير من رجال الأمن والإنقاذ واستمرت عمليات البحث عن متعلقات سكان العقار حتى صباح أمس. وتم إخلاء السكان من عقارين مجاورين للعقار المنهار خوفا من تعرضهما للانهيار مما تسبب فى تشريد ما يقرب من 17 أسرة فى الشارع ليلة كاملة حتى تم التأكد من سلامة العقارين وإعادة السكان مرة أخرى. وتبين أن البنجلاديشيين حضروا من بلادهم للعمل فى مصر وحصلوا على فرصة عمل فى مصنع نسيج منذ شهور واستأجر لهم صاحب العمل شقة بالعقار المنهار كى يسكنوا بها. أوضحت التحقيقات أن العقار المنهار ملك حلمى نجم من مدينة طنطا، ولم يكن موجودا وقت انهيار العقار، وصدر للعقار قرار إزالة منذ فترة إلا أن مالك العقار لم ينفذه، وتباطأ المسئولون بالحى فى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضده. وأكد شهود عيان من سكان المنطقة أنهم كانوا يشعرون بالرعب خلال مرورهم من الشارع أسفل العقار حيث كانوا يتوقعون انهياره فى أية لحظة وأنهم كثيرا ما أرسلوا استغاثات إلى الحى للبدء فى إزالة العقار وتخليصهم من حالة الرعب التى كان يتسبب فيها لهم إلا أن أحدا لم يبال باستغاثاتهم ولم يتحرك أحد إلا بعد وقوع الكارثة، حيث بدأت الأجهزة المعنية فى تنفيذ قرار الإزالة بعد انهيار العقار. وأوضح شهود العيان أن علامات قرب الانهيار كانت ظاهرة بشدة على العقار لدرجة أن عددا من سكانه هجروه قبل الحادث بساعات وهناك أصحاب محال أخلوا بضاعتهم من محالهم بالعقار لشعورهم بقرب وقوع الكارثة.
