تظاهر اليوم الأربعاء عشرات النشطاء السياسيين والحقوقيين والنواب أمام مقر مجلس الشعب وسط القاهرة احتجاجا على ما وصفوه ب"التصاعد غير المسبوق لأحداث العنف الطائفي" ولمطالبة الدولة باتخاذ إجراءات للتصدي لهذه الظاهرة. والتقى وفد من أعضاء "اللجنة الوطنية للتصدي للعنف الطائفي" الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب حيث قدموا له عريضة مطالب بهدف تفعيل دور المجلس في التصدي لجرائم العنف الطائفي. يذكر أن "اللجنة الوطنية للتصدي للعنف الطائفي" الداعية للمظاهرة تأسست في 4 يناير الماضي وتضم في عضويتها منظمات حقوقية وأحزابا معارضة ونشطاء سياسيين وشخصيات عامة ونوابا بالبرلمان. وتضمنت العريضة عددا من المطالب أبرزها إصدار تشريعات لتفعيل المادة الأولى من الدستور وهي المادة الخاصة بالمواطنة وتبني عدد من مشروعات القوانين، بينها قانون إنشاء وترميم دور العبادة الموحد المعروض على البرلمان منذ عام 2005 ،ولم يتم إقراره حتى الآن. وشددت العريضة على ضرورة المحاسبة السياسية للمسئولين الحكوميين الذين يثبت تقصيرهم في أداء واجباتهم، وخصت العريضة وزير الداخلية حبيب العادلي مطالبة بمحاسبته بسبب ما وصفته ب"التقصير الشديد في حماية المواطنين المصريين وممتلكاتهم أي كانت ديانتهم". وطالبت العريضة البرلمان بممارسة دوره في: "تأكيد الصفة المدنية للدولة القائمة على مبدأ المواطنة وتكريس المساواة من خلال مراجعة ما يتخذ أو اتخذ في وقت سابق من قرارات إدارية ومشروعات قوانين للتأكد من أنها لا تنطوي على أي تمييز على أساس الدين ومراجعة المناهج الدراسية وتنقيتها من كل ما يعمق الفرز الطائفي بين المواطنين". من جانبه ، قال النائب المستقل جمال زهران إن عددا من نواب المجلس يعتزمون تبني مشروعات القوانين التي تضمنتها العريضة. وتابع: "سنبدأ في تبني القوانين المعروضة بالفعل على مجلس الشعب وصياغة قوانين جديدة للمطالبة بمناقشتها". وكان من بين أعضاء الوفد الذين شاركوا في تقديم العريضة لرئيس مجلس الشعب، الدكتور أسامة الغزالي حرب، وإبراهيم نوار، ومحمد منير مجاهد، وجورج إسحاق، الذي قال في تصريحات قبل دخوله لتقديم العريضة، إن المطلب الأساسي لهم هو تحقيق المواطنة والمساواة، وأضاف "مواد الدستور ليست ديكور ويجب تفعليها بقوانيين تحقق المساواة وتجرم التمييز". وحمل المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي حضرتها والدة أبانوب كمال عاطف، أحد ضحايا حادث نجع حمادي والتي انهارت أثناء الوقفة، علم مصر وصور أبانوب التي طبعها المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ووجه المشاركون تحيه للنائبه جورجيت قليني وهتفوا "بنحييكي يا جورجيت بنحييكي يا أجدع ست". وفي الوقت نفسه اتهموا الحزب الوطني بالتورط في جرائم العنف الطائفي، كما ردد المشاركون هتافات تطالب مجلس الشعب بالتصدي لهذه الجرائم بالإضافة إلى هاتفات معادية للحزب الوطني وأحمد عز وعبد الرحيم الغول.