تأتى مطالبة بعض أعضاء مجلس الشعب بمشروع قانون يجرم من يسىء لسمعة مصر على الفضائيات لتثير جدلا ولتفتح من جديد ملف فوضى الإعلام وتأثيرها السلبى على المجتمع، ثم أكد على تلك الحالة من الجدل، ما أعلن عنه أنس الفقى وزير الإعلام عن مشروع جهاز لتنظيم البث الفضائى، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة تستعد لاستغلال سقطات الإعلام الفضائى فى الفترة الماضية، لتضع يدها على مفاتيح اللعبة وتفرض سيطرتها على الإعلاميين أم أن المسألة بحق تحتاج لوقفة؟ قال اللواء أمين راضى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، وصاحب مشروع القانون: «قدمت هذا المشروع وقد أكون صائبا أو خاطئا، ولكنى أعرف لماذا قدمته فأولا أنا مؤيد تماما لحرية التعبير الكاملة للإعلام فى تقديم ما يريد، كما أنى مؤمن تماما بحرية أى مواطن لينتقد بلده كيفما يشاء حتى لو تم هذا الأمر على أى فضائية، ولكن ضد تماما أن يصل الأمر إلى السباب والتراشق وإهانة البلد بهذا الشكل والدخول بها إلى مناطق تهدد كيانها الاجتماعى. وأضاف: «فى أزمة الجزائر قلت للنواب لا تحاسبوا الجزائر لخطئها فيكم، ولكن حاسبوا من أهاننا من أبناء بلدنا أولا.. لذلك قدمت هذا المشروع وأعلنت عنه بعد ما رأيته يحدث بين اثنين مثل نبيل لوقا بباوى وعبدالحليم قنديل». وتابع: «الذى دفعنى أيضا لتقديم القانون أن الإعلام أقوى مؤثر الآن على عقول الناس، وأى موطن الآن يفتح قناة تليفزيونية ويجد عالما يتحدث سيتركه سعيا خلف برامج السب والعراك. ولكنى أؤكد وقوفى الكامل مع حرية الإعلام ولكن ضد أن تسب مصر من أبنائها باسم هذه الحرية». أما الدكتورة منى الحديدى فعلقت على الدعاوى لتلك القوانين والأجهزة بالقول إن الحرية المطلقة لا وجود لها، وأى ممارسة لابد أن تحكمها قوانين ولوائح وأطر.. والآن وفى ظل وجود رأس المال الضخم صار الإعلام متاحا للجميع، ولكننا لابد ألا ندع أصحاب الملايين يلعبون برءوس جماهير كيفما شاءوا، وذلك لن يتم إلا بميثاق شرف ولابد أن من يضع هذا الميثاق يكون من أصحاب المهنة أنفسهم، لا أن يهبط عليهم من أعلى من الحكومة مثلا أو من أى جهة. وتطرقت أيضا منى إلى فوضى البرامج الدينية والرياضية خصوصا، وقالت إنها لا ترى برامج دينية حقيقية إلا نادرا، والآن نرى برامج تفسير أحلام وفتاوى غاية فى العجب، وبالنسبة لقنوات الرياضة فما يحدث فيها من جلب غير المتخصصين لتقديم برامج على الهواء يعد عدم احترام للمهنة وللمشاهد، والقناة لابد أن تستعين بذوى الخبرة لأن التليفزيون ليس عمارة بدون بواب، وضربت مثلا بهل يجوز لها كإعلامية أن تتجه وتلعب مع المنتخب القومى، بالطبع لا، فلماذا يسمح للاعبى الكرة بتأدية دور إعلامى وهو غير مؤهل، وبالطبع تلك الممارسات لن يحلها إلا نقابة للاعلاميين تنظم كل هذه الفوضى، وتحدد أدوار الجميع. واتفق معها تماما فى الرأى الإعلامى القدير محمود سلطان الذى قال أنا ضد قوانين الحكومة ولكنى أتمنى قبول مشروع النقابة الذى قدمناه، لأنه إذا امتلكنا نقابة بميثاق شرف حقيقى سنخرج من تلك الأزمة تماما، لأن ما يحدث فوضى كبيرة، ومباراة الجزائر مثلا أظهرت نتيجة الاستعانة بغير الإعلاميين لتقديم برامج على الهواء، ولذلك الأمل فى النقابة، التى ستمنع وتمنح، أما تدخل الحكومة بقوانين فسيدخلنا فى دائرة مفرغة من المشاكل والقضايا، وسنعود لأزمة حبس الصحفيين وغيرها من الأمور التى نحن فى غنى عنها.