أسست شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، مساء أمس الأول، مشروع مشترك لتوزيع الأسمدة مع شركة فيتكو إنترناشيونال البرازيلية التى توجد فى بضعة أسواق فى أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى وضعها القوى فى البرازيل بقيمة استثمارية تبلغ 2.50 مليار دولار، وفقا لما ذكره حسن بدراوى، مدير علاقات المستثمرين بأوراسكوم، فى تصريحات خاصة ل«الشروق». «الهدف الأساسى من هذا المشروع هو توزيع إنتاجنا من الأسمدة فى البرازيل، مع إمكانية التوسع فيما بعد فى دول أمريكا اللاتينية»، على حد قول بدراوى، مشيرا إلى أن شركته كانت قد وقعت اتفاقية مع فيتكو، فى مارس الماضى، تقضى بأن تقوم الشركة البرازيلية باستيراد الأسمدة النيتروجينية من أوراسكوم وتسويقها فى البرازيل. وبالتالى فإن هذا المشروع امتداد للاتفاقية السابقة، والاختلاف هو أنه «بدلا من أن كانت أوراسكوم تمد فيتكو بالأسمدة فقط، أصبحت الآن جزءا من الكيان الذى سيستورد»، على حد قوله، مشيرا إلى أن حصة أوراسكوم فى الشركة الجديدة تبلغ 50%، والنسبة المتبقية من نصيب فيتكو. وقال بدراوى: إن المشروع الجديد «يضمن وجود مستمر لأوراسكوم فى البرازيل»، وهو ما اعتبره «شيئا إيجابيا جدا»، على حد قوله، خاصة أن «البرازيل سوق استراتيجية للأسمدة بالنسبة لأوراسكوم، كونها، إلى جانب الولاياتالأمريكية والهند، أكبر مستورد للأسمدة عالميا»، تبعا لبدراوى. من ناحية أخرى، قال بدراوى: إن استثمارات أوراسكوم فى الجزائر تعرضت لأحداث شغب يوم الأحد الماضى، ولكنها لم تسفر عنها خسائر تُذكر كما حدث مع شركة أوراسكوم تيليكوم، «نحن لدينا مواقع مُحصنة فى بعض المناطق الصناعية بالجزائر، بالإضافة إلى وجود شريك جزائرى وهو شركة سوناطراك»، على حد قوله. وتتمثل استثمارات أوراسكوم فى الجزائر فى مجمع سورفيرت لإنتاج الأسمدة النيتروجينية، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليونى طن سنويا، وهو فى فترة الإنشاء حاليا، ولن يتم الانتهاء منه قبل 15 شهرا تقريبا، تبعا لتقدير بدراوى. ومن المنتظر أن تعلن أوراسكوم للإنشاء والصناعة عن أرباحها فى الربع الثالث من العام الحالى، يوم الاثنين المقبل، وجاءت تقديرات سى آى كابيتال، للأبحاث، لإيرادات أوراسكوم المتوقعة خلال هذا الربع إيجابية، متوقعة أن ترتفع بنسبة 31%، مقارنة بالربع الثانى من نفس العام، لتصل إلى 1.087 مليون دولار. واستندت شركة الأبحاث فى هذه التقديرات المتفائلة إلى «الأداء الإيجابى لقطاع الأسمدة، إلى جانب استقرار قطاع الإنشاءات بالشركة، على حد تعبيرها. وتوقعت سى آى كبيتال أن يكون قطاع الأسمدة بالشركة قد عمل بكامل طاقته الإنتاجية فى هذا الربع، معتبرة هذا القطاع استفاد بشكل جيد من ارتفاع أسعار اليوريا بنحو 2% فى الربع الثالث، مقارنة بالربع الثانى، لتصل إلى 271 دولار للطن، بالإضافة إلى زيادة أسعار الأمونيا بنحو 19% فى الفترة ذاتها، لتبلغ 239 دولار للطن. وكانت سى آى كابيتال رفعت تقديراتها للسعر المستهدف لسهم أوراسكوم، فى أواخر الشهر الماضى، إلى 315 جنيها بدلا من 263 جنيها، بزيادة نسبتها 19.8%، مستندة فى ذلك إلى توقعاتها الإيجابية فيما يتعلق بخط إنتاج الأسمدة الخاص بالشركة فى أمريكا. وكان إجمالى أرباح أوراسكوم، إحدى أكبر شركات الإنشاءات فى الشرق الأوسط، قد تراجع فى النصف الأول من العام الحالى بنسبة 54.65%، ليصل إلى 208.2 مليون دولار، مقابل 458.6 مليون دولار فى نفس الفترة من العام الماضى، وقاد هذا التراجع إنتاج الشركة فى مجال الأسمدة، على حد تبرير الشركة فى مؤتمر صحفى كانت قد عقدته للتعليق على نتائج أعمالها. وكانت أرباح الشركة من قطاع الأسمدة قد هبطت خلال النصف الأول من العام، نتيجة لتراجع الأسعار العالمية للأسمدة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، بالإضافة لتراجع قيمة المخزون فى شركة جاليفون الأمريكية للأسمدة، نتيجة لإتباع طريقة محاسبية جديدة فى تقييمه، تبعا لأوراسكوم. وقد عمل قطاع الأسمدة فى الشركة بكامل طاقته الإنتاجية خلال النصف الأول من العام، وبلغت مبيعاته 655 طنا من اليوريا، و70 طنا من الأمونيا، مساهما بنحو 35% من أرباحها قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك. أما عن الخطط المستقبلية لقطاع الأسمدة فى أوراسكوم، فقد توقعت الشركة، خلال الشهر الماضى، أن تزيد المصرية للأسمدة، التابعة لأوراسكوم، إنتاجها من اليوريا 200 ألف طن إضافية بحلول عام 2011، مع إجراء تعديلات لا تتطلب المزيد من استهلاك الغاز الطبيعى. وكانت أوراسكوم قد اقتحمت مجال الأسمدة بعد أن باعت نشاط الأسمنت لديها لشركة لافارج العالمية فى يناير 2008. وفى نفس العام استحوذت أوراسكوم على الشركة المصرية للأسمدة، التى كانت تابعة لأبراج كابيتال الإماراتية، مقابل 1.59 مليار دولار إلى جانب ديون الشركة التى بلغت 1.1 مليار. وعبر المصرية تمتلك أوراسكوم 20% فى شركة نوتورى النيجيرية للأسمدة، كما أسست شركة أخرى فى المنطقة الحرة بالسويس.