اتجهت السوق المحلية للتراجع معظم أيام الأسبوع، مدفوعة بعمليات جنى أرباح واسعة، خاصة من جانب المستثمرين الأجانب، وأنهى المؤشر الرئيسى للبورصة EGX 30 تعاملات الأسبوع بانخفاض 1.17% ليغلق عند 6195.47 نقطة، بينما تراجع مؤشر EGX70 الأوسع نطاقا بنسبة 0.63%، وأغلق عند 712.52 نقطة. وقد غلب الاتجاه الهبوطى على البورصة فى أغلبية أيام الأسبوع، حيث بدأت السوق الأسبوع متراجعة بنحو 0.82%، بسبب عمليات البيع الواسعة التى قام بها أغلبية المستثمرين، ثم ارتفعت بشكل طفيف يوم الاثنين، بنسبة 0.11%، لتعود للانخفاض مرة أخرى يوم الثلاثاء بنسبة 2.7%، ولتتراجع بنسبة أعلى، 3.12%، يوم الأربعاء، وقد أنهت التداول بانخفاض أقل، بلغ 1.17%. «لقد تعرض الأسبوع الماضى لنزول عنيف، حيث انتاب المستثمرين حالة من الفزع والقلق، نتيجة تخوفهم من انخفاض الأسعار ووصولها لمستويات متدنية، وهو ما دفعهم إلى البيع بصورة مكثفة، وحدوث عمليات جنى أرباح عنيفة»، على حد قول أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء فى شركة عكاظ للأوراق المالية. من وجهة نظر زكريا، ظهور نتائج أعمال العديد من الشركات خلال هذا الأسبوع، والتى جاءت أقل من التوقعات هو السبب الرئيسى وراء حدوث عمليات بيع مكثفة، ثم جاءت أحداث الجزائر، وما تم إعلانه من فرض غرامات وضرائب بثلاثة مليارات جنيه على شركة أوراسكوم تيليكوم فى الجزائر لتعزز ما اتجاه تعاملات المستثمرين نحو البيع. «إلزام الشركة بدفع هذا المبلغ يعنى انخفاضا فى صافى أرباحها، مما سيؤثر بالسلب على نصيب المساهمين من الأرباح، وهو ما دفع المستثمرين إلى بيع السهم»، كما قال زكريا، مما أسفر عن تراجع السهم فى نهاية الأسبوع بنسبة 5.67%، ليصل آخر سعر له إلى 29.29 جنيه. وفاق الاتجاه لجنى الأرباح تأثير الأسواق الخارجية، فرغم الاتساق بين اتجاه السوق المحلية والأسواق الدولية خلال الأسبوع قبل الماضى، فإنها اتخذت مسارا مخالفا خلال الأسبوع الماضى، بحسب تعبير زكريا، مشيرا إلى عدم تأثر البورصة المصرية بارتفاع الأسواق الدولية فى الأسبوع الماضى. وأشار المحلل إلى اتجاه تعاملات الأجانب إلى البيع خلال الأسبوع الماضى، خاصة يوم الخميس، وذلك بعد فترة طويلة سجلوا فيها صافى مشترين، وقد بلغ صافى مبيعاتهم، فى نهاية الأسبوع، 57.092 مليون جنيه. وقد اتجهت أغلب الأسهم القيادية إلى الانخفاض خلال الأسبوع الماضى، «تراجع سهم أوراسكوم تيليكوم، صاحبة ثانى أكبر وزن نسبى فى المؤشر الرئيسى، خلق موجة عنيفة من البيع على كل الأسهم القيادية»، تبعا لزكريا، وعلى رأسها سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة، الذى هبط طوال جلسة أمس، ولكنه أغلق على ارتفاع طفيف، بنسبة 0.6%، ووصل آخر سعر له إلى 226.02 جنيه. ولم تسهم الأخبار الإيجابية، التى تم تداولها فى نهاية الأسبوع بخصوص أوراسكوم للإنشاء فى دفع سهمها لأعلى بقوة، فكانت الشركة قد أعلنت عن تأسيس شركة جديدة فى البرازيل، مع شركة فيتكو البرازيلية، لتوزيع إنتاجها من الأسمدة هناك، مع إمكانية التوسع فى أسواق أمريكا اللاتينية فيما بعد، كما توقعت الشركة. بالإضافة إلى ذلك فإن توقعات أغلبية المحللين لأرباح أوراسكوم فى الربع الثالث من العام، المنتظر إعلانها يوم الاثنين المقبل، جاءت إيجابية، استنادا إلى تحقيق قطاع الأسمدة بالشركة أداء إيجابيا خلال هذا الربع، مقارنة بالربع السابق عليه، مع ارتفاع أسعار اليوريا والأمونيا فى هذه الفترة. وبعد الارتفاع الذى شهده على مدار الأسبوع قبل الماضى، تراجع سهم بايونيرز القابضة بشكل متواصل خلال الأسبوع الماضى، ليغلق على انخفاض نسبته 1.35%، ويصل آخر سعر له إلى 7.32 جنيه. الإعلان عن الاندماج بين بلتون وبايونيرز ساهم فى رفع السهم خلال جلسات الأسبوع قبل الماضى، بنسبة وصلت إلى 20%، وانخفاضه خلال الأسبوع الماضى يأتى فى سياق انخفاض السوق لجنى الأرباح، تبعا لزكريا، «لم يتمكن أى سهم من الصمود أمام عمليات جنى الأرباح العنيفة التى حدثت»، بحسب تعبيره. وكانت بايونيرز قد أعلنت، يوم الأحد الماضى، عن القوائم المالية المجمعة للشركة عن التسعة أشهر المنتهية فى 30 سبتمبر 2009، والتى أظهرت تحقيق الشركة صافى ربح بلغ 88.759 مليون جنيه بتراجع بلغت نسبته 64.9% عن نفس الفترة من عام 2008. وقد جاء هبوط مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة أقل من المؤشر الرئيسى، لأنه «يشهد عمليات جنى أرباح منذ فترة، وهو ما يجعل وتيرة التراجع تقل»، بحسب مدير حسابات عكاظ. ويرى زكريا أن السوق بدأت تأخذ اتجاها هبوطيا، حيث جاءت أعلى النقاط التى وصل إليها قبل تراجعه، أقل من النقاط العليا، التى حققها فى المرات السابقة، حيث كانت نقطة القمة التى حققها الأسبوع الماضى 6500، مقابل 6900 فى أسابيع سابقة، «وبالتالى أصبح يحقق نقاط قمة أقل، وهو ما يشير لهبوطه». من وجهة نظر المحلل، تراجع أسعار أغلب الأسهم، فى الوقت الحالى، يعد فرصة جيدة للاستثمار وتحقيق أرباح على المدى القصير، مع معاودة السوق الارتفاع.