تأبى جلسات محاكمة «أليكس فينز»، قاتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى، أن تمر مرور الكرام، أو أن تسير على وتيرة واحدة تتناسب ومنطقية الوقائع، سواء فيما يتعلق بشهادة الشهود، أو اعتراف المجنى عليه ذاته. وشهدت جلسة المحاكمة تصاعداً ملموساً أمس الأول الاثنين، فبعد ترافع فريق الدفاع عن حق مروة وزوجها الدكتور علوى عكاز، ترافع المحامون الألمان والمصريون والفرنسيون، مطالبين بصدور أقصى عقوبة ضد المتهم، وهى السجن مدى الحياة بلا حد أدنى، كما ينص القانون الألمانى، وهى 15 سنة، بعدها كان الجميع على موعد مع مرافعة الادعاء الألمانى ولم تقل فى منطقيتها عن فريق الدفاع المصرى فى توصيف الجريمة، أو المطالبة بمعاقبة المتهم بعقوبة مناسبة. حيث وجه الادعاء حديثه للمتهم قائلاً: «نحن لا نريدك يا فينز أنت وأمثالك فى مجتمعنا، لقد تعمدت القتل والدليل هو تلك السكين التى كانت معك وهى سكين ذات تصميم يابانى يقدر طول نصلها ب18 سم، بينما يصل طول ذراعها ل 12 سم». هنا قررت رئيسة المحكمة «برجيت واجند» رفع الجلسة ومنح الجميع بضع دقائق لالتقاط الأنفاس، معلنة أن يوم أمس الثلاثاء سيكون يوم راحة، على أن يكون النطق بالحكم خلال جلسة الأربعاء. لم يكن قد تبقى فى جلسة الاثنين الماضى سوى مرافعة فريق الدفاع عن المتهم «أليكس فينز»، عاد الجميع فى موعد انعقاد الجلسة ليفاجأوا بإعلان رئيسة المحكمة عن تلقيها خطاباً من الجيش الروسى يفيد بأن المتهم أصيب فى الفترة من 2000 إلى 2001 بفصام فى الشخصية «شيزوفرينيا»، وأنه خضع للمراقبة، فى ذلك الحين، أصيب الجميع، داخل قاعة المحكمة بالوجوم، وأعلن فريق الدفاع عن المتهم سحب مرافعته النهائية بعد ما استجد من أحداث، وبدا القلق على وجه المهندس طارق، شقيق مروة، وزوجها علوى عكاز، بعد أن أعلنت القاضية مواصلة جلسات المحكمة أمس الثلاثاء، وإلغاء الإجازة التى أعلنتها من قبل، للاستماع إلى شهادة الطبيب النفسى الخاص بالمتهم فى الرابعة من عصر أمس. وقال المهندس طارق الشربينى إنه لا يعلم إلى أين ستسير الأمور بعد وصول هذا الخطاب، الذى قد يؤدى إلى تغيير الحكم المتوقع صدوره ضد المتهم، وربما يطيل جلسات المحاكمة، التى كان من المقرر انتهاؤها اليوم «الأربعاء». وأصدرت رئيسة المحكمة قرارها فى نهاية جلسة «الاثنين» بترجمة الخطاب المرسل من قبل الجيش الروسى، إلى اللغة الألمانية، لقراءته على الحضور خلال جلسة أمس، وهو ما يطرح تساؤلاً، هو هل من الممكن أن تتجاهل المحكمة الخطاب وفحواه، إذا ما تبين لها أنه مناقض لأقوال الطبيب النفسى، الذى قد أوكلت له المحكمة مهمة تقرير حالة المتهم قبل بداية الجلسات، والذى أكد فى شهادته أن المتهم مسؤول بشكل كامل عن كل ما يصدر عنه من أفعال؟! القانون الألمانى لا يمنح المحكمة سلطة تجاهل أى مستند رسمى، من شأنه توضيح جميع جوانب الصورة، ليس هذا فحسب، بل إن تجاهل مثل هذا الخطاب، حتى لو جاء مضمونه مناقضاً لتقرير الطبيب النفسى للمحكمة، يمنح المتهم ودفاعه، حق اللجوء إلى محكمة النقض، لتمتد جلسات القضية مرة أخرى وبشكل يؤثر عليها ويفقدها الاهتمام الكافى بها، على حسب تعبير دكتور سعد الجزار، رئيس مركز مروة الشربينى الإسلامى بدريسدن. من جانبه نفى المحامى خالد أبوبكر، أحد أعضاء فريق الدفاع عن مروة، شعوره بالقلق، وقال: «لدىَّ يقين بنسبة 97% أن الحكم سيصدر الأربعاء وأنه لا تأثير للخطاب على مضمون الحكم، لأن المحكمة صار لديها اليقين الذى لا يقبل التشكيك فيه، عبر شهادة الشهود، وسرد الوقائع، واعتراف المتهم بأنه كان يعلم بما يفعل ويدركه، كما أن الخطاب الصادر من الجيش الروسى يعود تاريخه إلى عام 2001، بينما تقرير الطبيب الخاص بالمحكمة يعود إلى يوليو الماضى، أى أنه الأحدث». على صعيد آخر، أكد فريق الدفاع عن المتهم، أن مرافعتهم قد تم بناؤها على أساس خطأ التقرير الطبى الخاص بحالة المتهم النفسية، لأنه تم تقرير حالة المتهم على مدى ثلاثة أيام فقط منذ ارتكابه الجريمة وليس كما هو متعارف عليه فى القانون المصرى، الذى يقتضى المتابعة لمدة 45 يوماً.