اختيار قضية «الإعلام فى زمن الحرب» وتحديدا «التغطيه الإعلامية للحرب على غزة» لتكون عنوانا لواحدة من الندوات المقرر عقدها ضمن فاعليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان القاهرة للإعلام العربى أثار العديد من التساؤلات والشكوك حول الهدف الحقيقى من وراء مناقشة هذا الموضوع، خصوصا بعدما تعرض إعلام الدولة الرسمى، تحديدا قطاع الأخبار، لهجوم ضار واتهام صريح بالفشل فى مواكبة هذا الحدث، والتصدى لهجمات «قناة الجزيرة»، التى اتهمته بأنه السبب وراء المأساه التى تعرضت لها أهل غزة. واعتبر المراقبون حينها أن هذا الموضوع لم يكن ليتصاعد بهذه الصورة السيئه لو لعب إعلام الدولة فى مصر دوره كما ينبغى وتصدى بالحجة والبيان لاتهامات «الجزيرة»، وزادت الشكوك حول محاولة المسئولين عن المهرجان لاستغلال هذه الندوات، التى تعد أحد عوامل نجاح هذا المهرجان فى العامين السابقين، فى طرح قضايا مصرية خالصة وذلك حينما تم الاعلان عن قضية أخرى مطروحة للنقاش فى ندوة أخرى بالمهرجان وهى قضية «التغطية الإعلامية للانتخابات»، خصوصا أن مصر مقبلة خلال العامين المقبلين على فترة انتخابات تشريعية ورئاسية. حملنا هذه الشكوك وتوجهنا إلى عبداللطيف المناوى أمين الإعلام والندوات بالمهرجان ورئيس قطاع الأخبار وسألنا عن الهدف الحقيقى من طرح قضية التغطية الإعلامية للحرب على غزة فقال: «لا أحد ينكر أهمية هذا الموضوع فى هذا الوقت الراهن بعد أن حدث نوع من التجاذب والتناقض فى تقييم الأداء الإعلامى فى هذا الوقت الصعب وأثيرت حالة من الجدل غير المسبوق وهوجم إعلام الدولة والإعلام الخاص على حد سواء لهذا الشأن وليس فى مصر فحسب بل فى كل الدولة العربية» وأضاف المناوى: «كشفت هذه الحرب عن الوجه الحقيقى للإعلام فى المنطقه العربية وانتماءات بعض وسائله واعتبر مراقبون أن هذا الحدث نقطة محورية فاصلة فى تحديد أهداف كل وسائل الإعلام، وبالتالى فمن الضرورى جدا طرح هذه القضية من جميع جوانبها». حول ما إذا كانت تمت دعوة قناة الجزيرة للحضور خصوصا أنها طرف أصيل فى هذه القضية، قال المناوى: «نحن لا نعقد حلبة للمصارعة نحن نعقد ندوة للمتخصصين والمهنيين للحديث حول المعايير المقترحه لتغطية حدث مهم مثل هذا الحدث وفكرة متى تكون الوسيلة الإعلامية محايدة ومتى تكون منحازة، وعلى هذا فلقد وجهنا دعوة للقائمين على قناة الجزيرة وللعلم ليست هذه هى المرة الأولى فنحن نوجه دعوة لكل الوسائل الإعلامية العربية وليس لنا موقف من أى جهة ودليل على صحة كلامى فنحن نستعد لاستقبال رئيس تليفزيون المنار وهو أحد ضيوف المهرجان». أما عن ندوة التغطية الإعلامية للانتخابات، فأوضح أنه يجب التأكيد على حقيقة أن تأثير الندوات على أرض الواقع محدود حيث لا تخرج عن إطار طرح بعض التوصيات واعتبارها مجالا لتبادل وجهات النظر، وقال: «من هذا المنطلق، نطرح هذه القضية لأن مصر مقبلة على عامين يتمتعان بخصوصية شديدة وهما 2010 و2011 حيث يشهدان انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية وأردنا أن نعرف ما معايير التعامل مع هذين الحدثين سواء على مستوى إعلام الدولة أو الخاص؟ فقمنا بتوجيه الدعوة للقنوات المصرية الخاصة لمناقشة هذه القضية لنتجاذب أطراف الحوار وقد نصل إلى معايير يرضى عليها الجميع». وبمواجهته بتكرار موضوعات طرحت للنقاش فى دورات سابقة، مثل الحداثة الإعلامية وعصر ما بعد التليفزيون وفضائيات الدراما وصياغة العقل العربى، وأزمة بث المباريات، وكعكة الإعلانات بين المشاهد والقنوات والمعلن، وكذلك تكرار أسماء الضيوف مثل عبدالرحمن الراشد رئيس قناة العربية، وعثمان العمير رئيس تحرير موقع إيلاف، وعادل درويش الكاتب الصحفى بجريدة الديلى ميل البريطانية، وإدموند غريب أستاذ العلاقات الدولية بواشنطن، وعصمت عبدالخالق الأستاذة فى جامعة القدس بفلسطين، أكد المناوى أن تكرار أسماء الضيوف مقصود ويمكن تسميته أنه من باب «الاستعانة بمن لهم ولاء للمهرجان»، إلى جانب أنهم أسماء لكبار، يعتبرون إضافة إلى أى منتدى، وقال: «أما فيما يتعلق بتكرار الموضوعات فذلك لأن المشكلة لا تزال قائمة بل إنها تتطور فمن ينكر أنه حدث انقلاب فى السوق الإعلانية وأن أزمة المباريات فى تصاعد ونفس الأمر مع الدراما وعليه فنحن نطرح هذه القضايا للنقاش ولا نهدف إلى تقديم حلول بل لتبادل وجهات النظر والتوصل إلى تقديم مجموعة من التوصيات التى قد يأخذ بها بعض الحريصين على تطوير أدواتهم»، لافتا إلى أن اختيار الموضوعات يخضع لورش عمل وقرار جماعى.