نظمت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، احتفالية بعنوان "القاهرة بوابة الشرق وقبلة الرحالة والمستشرقين" بمناسبة مرور 1050عاما على إنشاء مدينة القاهرة، وذلك أمس الخميس، بمقر المكتبة بالزمالك. تحدث في الندوة المؤرخ الدكتور أيمن فؤاد السيد، أستاذ التاريخ الإسلامي ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، والدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس، وأدار الندوة ياسر مصطفى عثمان مدير المكتبة. قال الدكتور أيمن فؤاد السيد، «القاهرة التى أنشأها الفاطميون وأطلقوا عليها "قاهرة المعز" أو "قاهرة العباسيين، عام 969م، ليست مجرد أسوار للحكم، ولكنها شاهد عيان على سلاطين ومماليك تعاقبت عليها، وطرق حكم مختلفة واضطرابات وتناقضات وفترات إضمحلال وإزدهار فى العهد الأيوبى ثم العهد المملوكي مرورا بالدولة العثمانية حتى عهد محمد علي، ومن هنا أصبحت القاهرة الخديوية». وأضاف الدكتور أيمن فؤاد أن القاهرة تزخر بكنوز من العمارة والتخطيط العمراني يعكس مدى التقدم العلمى والاستراتيجى للقائمين عليها فى هذه العصور، ولها موقع يلهم كل معمارى ومصمم لبناء مسجد أو مدارس لتعلم علوم القرآن والعلوم الأخرى للتعمق فى بحر الإبداع والتميز، كما ألقى الضوء على العديد من سمات القرن التاسع عشر الميلادي. ومن جانبه تحدث الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، عن تاريخ مدينة القاهرة، بداية من فترة محمد علي وحكمه والانجازات التى اشتهر بها عهده من حيث مقر الحكم الذى كان فى قلعة صلاح الدين الأيوبي، وأنها كانت مقرا للحكم فقط، واستعانة محمد علي بالفرنسيين بعد هزيمة نابليون، مرورا بعهد أبناءه إبراهيم وتوفيق باشا، ثم نقل مقر الحكم لقصر عابدين، حيث بدأ بناء مايسمى ب"القاهرة الخديوية"، وهى النموذج الثاني من باريس العاصمة الفرنسية، التى استعان بها إسماعيل فى إنشائها بمهندسين معماريين أجانب وتخطيطها على غرار العواصم الأوروبية. كما تضمنت الاحتفالية، إقامة معرض فنى تحت عنوان "من وحى القاهرة"، ضم مجموعة صور عن أهم معالم القاهرة التاريخية، ومعرض فوتغرافي بعنوان القاهرة الخديوية للفنان طارق المري، بالإضافة إلى عرض خرائط لأول مرة عن مدينة القاهرة.
