وصل رجل الأعمال الأمريكي برنارد مادوف صباح الخميس إلى محكمة نيويورك حيث سيعلن أمام بعض من ضحاياه الذين خسروا كل ما يملكون أنه مذنب في قضية احتيال ضخمة بعد إحالته رسميا إلى القضاء. وفي مؤشر إلى أهمية هذه القضية التي هزت عالم المال حول العالم بدأت قنوات التلفزيون الأمريكية نشراتها الأخبارية بهذا النبأ , وبثت صورا للسيارة التي أقلت مادوف إلى المحكمة في شوارع نيويورك. وبعد ثلاثة أشهر على اعتقاله بتهمة الاحتيال في صفقة قدرت قيمتها بخمسين مليار دولار أعلن مادوف أنه سيقر بذنبه الخميس في التهم ال11 الموجهة ضده. وقال المدعي مارك ليت الذي استبعد أي مفاوضات محتملة ، أنه سيطالب بإنزال عقوبة السجن 150 سنة في حق مادوف. وسيقرر القاضي ديني تشين إن كان يتوجب إبقاء مادوف - 70 عاما - قيد الإقامة الجبرية في شقته الفخمة في مانهاتن أو إيداعه السجن حتى صدور الحكم بحقه. والإقرار بالذنب يجنبه محاكمة أمام هيئة محلفين , وسيصدر القاضي عقوبة مادوف خلال بضعة أشهر. وسمح القاضي بمثول شهود هم من ضحايا مادوف المفترضين اعتبارا من الخميس تحت حراسة مشددة. وأوضح بينيت جولدوورث - أحد الشهود عبر شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية- أن عملية الاحتيال قلبت حياته رأسا على عقب , وقال : "سبق أن تقاعدت من عالم الأعمال وانتقلت للسكن في فلوريدا, بات علي البدء مجددا ، والعودة إلى نيويورك للسكن مع والدي وأنا في الثانية والخمسين من عمري" ، موضحا أنه استثمر حوالى أربعة ملايين دولار لدى مادوف. وسجلت المحكمة حتى الآن طلبات 25 ضحية للشهود في المحاكمة. وسيكون من الصعب جدا وضع جرد بالضحايا المحتملين لمادوف لأنه استخدم المليارات التي استثمرها زبائنه لتسديد أرباح كبرى لغيرهم طوال سنوات ، فيما كان ينهب البعض. وأدت الأزمة المالية العالمية إلى فضيحته بعد مطالبة عدد كبير من المستثمرين القلقين بأموالهم ، ما كشف عملية الاحتيال الضخمة التي بدأت في الثمانينات بحسب المحققين.