أجرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الثلاثاء، محادثات في برلين مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في محاولة أخيرة لتجنيب بلادها خروجا من الاتحاد الاوروبي في نهاية الأسبوع بدون اتفاق، وستلتقي لاحقا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعيا للحصول على دعم لإرجاء بريكست مرة ثانية. وتتوجه ماي لاحقا إلى باريس حيث ستطلب من الرئيس الفرنسي دعم طلب ارجاء بريكست، وقال مصدر في الإليزيه عشية القمة الأوروبية أن فرنسا "لا تعارض ارجاء بريكست" لكن مهلة السنة التي تتحدث عنها بروكسل "تبدو طويلة جدا"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. واعتبر وزراء دول الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون اجتماعا في لوكسمبورج تحضيرا للقمة، أن الأوروبيين مستعدون لمنح بريطانيا ارجاء لبريكست الى ما بعد 12 أبريل لكن بشروط. وصرح كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه أمام الوزراء الأوروبيين الثلاثاء أن مدة إرجاء محتمل "مرتبطة" بالخطة التي ستعرضها ماي. وقال إن "مدة التأجيل يجب أن تكون مرتبطة بسؤال لماذا؟ وهذا مرتبط بما ستقوله ماي غدا". وأكد أن خروج بريطانيا بلا اتفاق "لن يكون أبدا قرار الاتحاد الأوروبي وسيكون دائما من مسؤولية المملكة المتحدة أن تقول لنا ما تريده"، مؤكدا أن بريطانيا يمكنها تجنب انفصال قاس بالموافقة على الخطة التي تفاوضت حولها ماي مع الاتحاد، مؤكدا من جديد أن هذا الاتفاق غير قابل للتفاوض خلافا "للإعلان السياسي" المرفق به. من جانب آخر، يستضيف رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال غدا الأربعاء قمة مصغرة في بروكسل بين دول الاتحاد الأوروبي الست التي ستكون "الأكثر تضرراً" من خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق. من جهته، قال الوزير الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث إن هذا الارجاء يجب أن "يخضع لمعايير مشددة جدا"، معتبرا خصوصا أنه من الضروري ان تتعهد بريطانيا التزام "موقف بناء" إذا تم تمديد وجودها ضمن الاتحاد الأوروبي. من جهتها، أكدت وزيرة الشؤون الفرنسية أميلي دو مونشالان إن فرضية إرجاء بريكست "ليست حقا مكتسبا أو تلقائية" مؤكدة أن الطلب يجب ان يرفق "بخطة سياسية موثوقة". وبحسب صحيفة "ذي تايمز" البريطانية فان القادة الاوروبيين يعتزمون أن يقولوا لماي إنه في حال قبول الارجاء، فلن يكون للندن كلمة في المحادثات حول الموازنة والاتفاقات التجارية للاتحاد الأوروبي. ويعني هذا الأمر الحول دون تمكن بريطانيا من عرقلة القرارات الأوروبية خلال فترة التمديد هذه كما كان صرح الأسبوع الماضي النائب المحافظ المشكك بالاتحاد الاوروبي جاكوب ريس-موج.