دافع السياسيون الفرنسيون لسنوات طويلة عن حقهم فى إبعاد الفضوليين عن غرف نومهم، لكن الفترة الأخيرة شهدت جدلا متزايدا حول ما إذا كانت سلوكيات الساسة الفرنسيين ومغامراتهم العاطفية هى شأن شخصى محض أم شأن وطنى أيضا. وللمرة الأولى، تعرض وزير فى الحكومة الفرنسية الحالية لفضيحة فجرتها زوجته السابقة، حول خياناته الزوجية، وأزمة منتصف العمر التى مر بها، وكذلك هروبه مع امرأة شابة. وبدلا من خوض المعارك بين الوزير وزوجته السابقة فى المحاكم، أصبح اريك بيسون، الوزير المقرب من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، مادة لكتاب يستعرض الفضائح العاطفية. ويعد بيسون وزير الهجرة والهوية الوطنية، المرشح الأبرز لتولى رئاسة الوزراء (خلفا لرئيس الوزراء الحالى)، وهو اشتراكى سابق تحول إلى حزب ساركوزى أثناء الحملة الانتخابية، لذا لقب ب«الخائن». وقد عرف الوزير بأنه «المفضل لدى» الرئيس ساركوزى، حيث تمتع بدعمه الكامل. لكن بيسون حاليا يواجه جدلا حول قراره بهدم «الأدغال»، وهو مخيم للاجئين فى كاليه. فى الوقت نفسه فإن زوجة بيسون السابقة سيلفى برونل، التى تبلغ من العمر 49 عاما، أصدرت كتابها «حرب عصابات النساء»، الذى تحدثت فيه بالتفصيل عن سلسلة غراميات زوجها. وفى أثناء مراسم زواج بيسون وبرونل فى عام 1983، رفض بيسون تلاوة النص القانونى لإتمام الزيجة الذى يتعهد فيه الزوجين بالاخلاص. وقال بيسون فى ذلك اليوم «الإخلاص.. لا». حينها ظن موثق الزواج أن الأمر مجرد مزحة. لكن بيسون أثبت أنه لم يكن يمازح أحدا على الاطلاق، فهو لم يكن مخلصا فى السنوات الخمس قبل الزواج، وكذلك السنوات الخمس والعشرين التالية، على حسب ما تقول برونل اليوم. وتعترف برونل بأنها تلقت التحذيرات من خيانات بيسون. وكان بيسون قد ترك حزبه الاشتراكى لينضم لحزب ساركوزى، ثم بعد فترة ليست ببعيدة ترك زوجته من أجل امرأة أخرى، تقول عنها برونل إنها، «هى فى سن ابنتنا الكبرى»، وتعانى من نرجسية مفرطة. وعندما قرأ بيسون كتاب زوجته السابقة، قال إنه «عار»، لكن برونل ردت «العار هو الطريقة التى عاملتنى بها طوال ثلاثين عاما». وقرر بيسون أنه أضعف من أن يواجه الكتاب، وأنه لن يعلق علانية عليه، لكنه هدد بمطاردة كل من ينشر صور صديقته. لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تتحدث أسرة بيسون عنه، حيث أسست ابنته المراهقة فى 2004، موقعا الكترونيا تحت اسم مستعار لتنشر محاكمات مراهقة لأفعال مهووسة ارتكبها والدها. خدمة جارديان الإخبارية