أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا، عن تطلعه لمزيد من العمل من جانب الحكومة اللبنانية الجديدة في سبيل تعزيز القوات المسلحة، وبما يشمل تعزيز وجودها في الجنوباللبناني حيث تعمل جنبا إلى جنب مع جنود حفظ السلام التابعين لقوات الأممالمتحدة المؤقتة (يونيفيل) وكذلك دعم القدرات البحرية اللبنانية. واختتم لاكروا زيارته إلى لبنان اليوم الخميس، التي استمرت 5 أيام، وشملت إلى جانب اللقاءات مع كبار مسئولي الدولة، قيامه بجولة على النقاط الساخنة الرئيسية على طول الخط الأزرق ( الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل والذي وضعته الأممالمتحدة عام 2000 ) والالتقاء بالموظفين العسكريين والمدنيين التابعين لليونيفيل في اجتماع عام في مقر البعثة في مدينة الناقورة. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة إن توطيد التعاون بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل "يمثل أمرا حيويا للبناء على ما يقرب من 13 عاما من السلام، والمضي قدما نحو وقف دائم لإطلاق النار على النحو الذي يتضمنه قرار مجلس الأمن رقم 1701". وأكد أهمية الدور "الوقائي القوي" الذي تضطلع به قوات اليونيفيل من خلال نشاطها الميداني على الأرض والترتيبات التي تقوم بها، ومن ضمنها الاجتماع الثلاثي (اليونيفيل والممثلين العسكريين عن الجانبين اللبناني والإسرائيلي) وترتيبات الارتباط والتنسيق. وأضاف: "ستواصل اليونيفيل بذل قصارى جهدها لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع"، لافتا إلى أن عملية حفظ السلام تدبير يتيح للجهود الدبلوماسية الوصول إلى حل سياسي، ولا يمكن أن تكون بديلا عن الحل السياسي. وكان وكيل الأممالمتحدة التقى بعدد من كبار القيادات السياسية والعسكرية الأمنية اللبنانية خلال زيارته، في مقدمتهم الرئيس ميشال عون، رئيس الوزراء سعد الحريري، رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب وزيري الخارجية والدفاع وقائد الجيش اللبناني، مؤكدا لهم أهمية استمرار تعاون الحكومة مع اليونيفيل للحفاظ على الهدوء في جنوبلبنان وضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كونه يشكل جوهر ولاية عمل "يونيفيل". جدير بالذكر أن قوات "يونيفيل" وهى قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات تتألف من 40 دولة تقريبا، أنشئت وفقا لقرارات الأممالمتحدة المتعاقبة لتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبيلبنان، وفرض السلام والأمن، ومساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها الفعلية في المنطقة. كما أوكلت إلى اليونيفيل - في أعقاب الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006 - مهمة رصد وقف الأعمال العدائية، ومرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية خلال انتشارها في جميع أنحاء الجنوباللبناني، بما في ذلك على طول الخط الأزرق بينما تسحب اسرائيل قواتها المسلحة من لبنان. وتقوم قوات اليونيفيل أيضا بمساعدة الحكومة اللبنانية بناء على طلبها، في تأمين حدودها وغيرها من نقاط الدخول، لمنع دخول الأسلحة والعتاد العسكري إلى لبنان دون موافقته، وضمان عدم استخدام مناطق انتشار القوات الدولية في أية "أنشطة عدائية". وتضم قوات اليونيفيل حاليا 10 آلاف و500 جندي حفظ سلام يقومون بنحو 14 ألف نشاط ميداني شهريا على مدار الساعة في منطقة العمليات، إلى جانب قوة بحرية تتألف من 6 سفن وتعمل على مساعدة البحرية اللبنانية في تأمين المياه الإقليمية للبلاد ورفع قدراتها.