كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس عن أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل وقعتا مؤخرا على اتفاق لزيادة التنسيق بينهما فى قضية الأمن النووى، معتبرة أن هذا الاتفاق يؤكد عزم تل أبيب توسيع علاقاتها النووية. جاء ذلك قبل ساعات من اجتماع إيران والدول الست الكبرى فى جنيف غدا؛ لمناقشة الملف النووى الإيرانى، الذى كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أن خلافا بشأنه يدور بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية يطابق فى جوهره ذلك الخلاف بين هذه الأجهزة عشية الحرب على العراق فى مارس 2003. وبحسب محلل الشئون الاستراتيجية فى «هاآرتس» يوسى ميلمان، فإن الاتفاق الجديد بين واشنطن وتل أبيب سيطور وسيوسع الاتفاقيات السابقة بين العاصمتين، التى وقعت فى العقدين الماضيين، موضحا أن هذا الاتفاق يتيح للوكالة النووية الإسرائيلية الاطلاع على معظم المعلومات والترتيبات والتكنولوجيا الأكثر تطورا فى الولاياتالمتحدة فى مجال الحفاظ على الأسلحة النووية. وشدد ميلمان على أن لهذا الاتفاق أهمية كبيرة؛ لأن العديد من الدول، بما فى ذلك الولاياتالمتحدة، ترفض التعاون مع إسرائيل فى المجال النووى؛ لرفض تل أبيب التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية. وأضاف أن إسرائيل تعمل فى السنوات الأخيرة بكل ما أوتيت من قوة لتوسيع علاقاتها فى المجال النووى مع العديد من الدول، بغية كسر العزلة المفروضة عليها فى هذا المجال، وتشديد إجراءات الأمن والأمان فى مفاعل ديمونة. وأوضح ميلمان أن ديمونا، الذى ينتج أسلحة نووية بحسب وسائل الإعلام الغربية، قد أقيم قبل نحو خمسين عاما، ويعتبر قديما نسبيا، لافتا إلى أن العديد من خبراء الذرة فى إسرائيل أعربوا عن خشيتهم من وقوع عثرات أمنية فيه. ولا تؤكد إسرائيل أو تنفى امتلاكها أسلحة نووية، غير أن الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر أعلن العام الماضى أن تل أبيب تمتلك أكثر من 150 سلاحا نوويا، فى أول وآخر إعلان من نوعه حتى الآن من جانب رئيس أمريكى. من جهتها، ذكرت «نيويورك تايمز» أن خلافا فى التقديرات بين وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية حول مساعى إيران لإنتاج رأس حربى نووى قد ظهر فى مباحثات مغلقة. وأوضحت أن الإسرائيليين أعربوا عن اعتقادهم بأن إيران استأنفت مساعى «التسليح» النووى، وبينما يرى الألمان أن المساعى الإيرانية لم تتوقف على الإطلاق، يلمح الفرنسيون إلى المراقبين الدوليين المستقلين لديهم المزيد من المعلومات عن البرنامج النووى الإيرانى أكثر مما أعلنوا. أما الاستخبارات الأمريكية فترى أن إيران تريد فى نهاية الأمر إنتاج قنبلة نووية، بحسب الصحيفة التى لفتت إلى أن الاستخبارات الأمريكية تنقل هذه المرة تقييمات أكثر حذرا بشأن برامج إيران السرية عن نظيرتها الأوروبية الغربية. وذلك على خلفية مزاعم الاستخبارات الأمريكية بامتلاك الرئيس العراقى الراحل صدام حسين أسلحة نووية، التى كانت أسباب غزو العراق، ثم ثبت عدم صحتها. ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن وجهات النظر المختلفة ترسم الكيفية التى ترى بها كل دولة على حدة قرب حدوث التهديد الإيرانى وكيفية التعامل معه فى الأشهر القادمة بما فى ذلك مفاوضات الغد فى جنيف، التى تجمع إيران والدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) إضافة إلى ألمانيا.