موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    نائب محافظ المركزي: ملتزمين بضمان استدامة السياسات النقدية الجاذبة للاستثمار    حزب الله: اغتيال القيادي أحمد محمود وهبي في غارة إسرائيلية    فلسطين.. 3 إصابات في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين وسط خان يونس    وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين    الأهلي ضد جورماهيا في دوري أبطال إفريقيا.. الموعد والقنوات الناقلة والمعلق والتشكيل    «من خليفة إيهاب جلال إلى أين سمعتي».. القصة الكاملة لأزمة الإسماعيلي وحلمي طولان    «صاحب المعلومة الأدق».. لميس الحديدي تهنئ أحمد شوبير على التعاقد مع قناة الأهلي    عاجل - الأرصاد تعلن تحسن الطقس اليوم وانخفاض الحرارة    مبلغ مالي غير متوقع وزيارة من صديق قديم.. توقعات برج العقرب اليوم 21 سبتمبر 2024    بحضور وزير الثقافة.. تفاصيل انطلاق الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة    وزير الخارجية: مصر تدعم الصومال لبناء القدرات الأمنية والعسكرية    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 21-9-2024.. آخر تحديث    «أغلى من المانجة».. متى تنخفض الطماطم بعد أن سجل سعرها رقم قياسي؟    توجيه هام من التعليم قبل ساعات من بدء الدراسة 2025 (أول يوم مدارس)    موعد مباراة مانشستر يونايتد ضد كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لخوض كأس الأمم الإفريقية    في احتفالية كبرى.. نادي الفيوم يكرم 150 من المتفوقين الأوائل| صور    قتل صديق عمره .. ذبحه ووضع الجثة داخل 3 أجولة وعاد يبحث مع أسرته عنه    أنتهاء أسطورة «ستورة» فى الصعيد .. هارب من قضايا شروع فى قتل وتجارة سلاح ومخدرات وسرقة بالإكراه    النيابة تعاين الزاوية التيجانية بعد أقوال ضحايا صلاح التيجانى    استدعاء والدة خديجة لسماع أقوالها في اتهام صلاح التيجاني بالتحرش بابنتها    د.مصطفى ثابت ينعي وزير الداخلية في وفاة والدته    عمرو سلامة: أداء «موريس» في «كاستنج» يبرز تميزه الجسدي    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    زاهي حواس: تمثال الملكة نفرتيتي خرج من مصر ب «التدليس»    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    أمام أنظار عبد المنعم.. نيس يسحق سانت إيتيان بثمانية أهداف    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    «البوابة نيوز» تكشف حقيقة اقتحام مسجل خطر مبنى حي الدقي والاعتداء على رئيسه    إسرائيل تغتال الأبرياء بسلاح التجويع.. مستقبل «مقبض» للقضية الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على وحدة السودان وسلامته الإقليمية    نوران جوهر تتأهل لنهائي بطولة باريس للإسكواش 2024    ارتفاع سعر طن الحديد والأسمنت يتجاوز 3000 جنيه بسوق مواد البناء اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    عمرو أديب عن صلاح التيجاني: «مثقفين ورجال أعمال وفنانين مبيدخلوش الحمام غير لما يكلموا الشيخ» (فيديو)    عودة قوية لديمي مور بفيلم الرعب "The Substance" بعد غياب عن البطولات المطلقة    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    المخرج عمر عبد العزيز: «ليه أدفع فلوس وأنا بصور على النيل؟» (فيديو)    «التحالف الوطني» يواصل دعم الطلاب والأسر الأكثر احتياجا مع بداية العام الدراسي    وزير خارجية لبنان: نشكر مصر رئيسا وشعبا على دعم موقف لبنان خلال الأزمة الحالية    أهالى أبو الريش فى أسوان ينظمون وقفة احتجاجية ويطالبون بوقف محطة مياه القرية    «جنون الربح».. فضيحة كبرى تضرب مواقع التواصل الاجتماعي وتهدد الجميع (دراسة)    لأول مرة.. مستشفى قنا العام" يسجل "صفر" في قوائم انتظار القسطرة القلبية    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الإسكندرية يشارك في حفل تخرج الدفعة 54 بكلية التربية    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    الأهلي في السوبر الأفريقي.. 8 ألقاب وذكرى أليمة أمام الزمالك    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    حريق يلتهم 4 منازل بساقلتة في سوهاج    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشروق» تنشر حلقات من كتاب «النار والغضب» الذي يكشف كواليس حياة الرئيس الأمريكي - الحلقة الأولى
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 01 - 2018


• ترامب: حملتى الانتخابية فاشلة
• ترامب شعر بالندم بعد إقالة أول مدير لحملته الانتخابية الرئاسية رغم توبيخه الدائم
• زواجه من ميلانيا «لغز محير».. لا يتواصلان بالأيام.. وتغزله فيها أمام الآخرين يحرجها
• ميلانيا ل«ترامب» بعد نشر صورها عارية: هل هذا المستقبل؟!.. والملياردير: كل شىء سينتهى فى نوفمبر
• إيفانكا لا تخفى كراهيتها لزوجة أبيها.. والرئيس الأمريكى «أب غائب»
• الرئيس الجمهورى ألح على مهنئيه بالنصر ألا يغادروا انتظارا لوصول مردوخ
• صديق مقرب للرئيس الأمريكى: وزير الخارجية تيلرسون لا يفقه فى شىء سوى النفط
إعداد: محمد هشام
أحدث كتاب الصحفى الأمريكى مايكل وولف، «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»، ضجة عالمية واسعة، لتضمنه مجموعة من الادعاءات الخطيرة التى تطول الرئيس الأمريكى والدائرة المقربة منه، وتشكيك فى جدارته وقدراته الذهنية لتولى منصبه، ازدادت أصداؤها مع محاولة ترامب الفاشلة لمنع نشر الكتاب، ما عجل من طرحه فى الأسواق بعد إقبال غير مسبوق، إثر مقتطافات نشرتها الصحف لوقائع يرويها ترقى فى غالبيتها إلى مستوى الفضائح، بل ونفاد نسخه بعد دقائق معدودة من طرحها.
• الكتاب فى سطور
العنوان: «النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض»
المؤلف: مايكل وولف
دار النشر: دار هنرى هولت
عدد الصفحات: 336 صفحة
ويروى وولف فى كتابه المؤلف من 336 صفحة تفاصيل جديدة بشأن كواليس علاقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمساعديه وطباعه الشخصية وحملته الانتخابية، وعلاقته بزوجته ميلانيا، والدور المتوغل لنجلته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر فى إدارة شئون البيت الأبيض، فضلا عن أنه يفرد مساحة كبيرة لشهادة كبير المخططين الاستراتيجيين السابق لترامب، ستيف بانون عن الرئيس الأمريكى، والأهم من ذلك عن قضية «التدخل الروسى» فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، واتهامه لنجل ترامب، دونالد جونيور ب«الخيانة»،على خلفية لقائه المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا فى مسعى للحصول على معلومات تضر بمنافسة والده فى الانتخابات الرئاسية هيلارى كلينتون.
ويشير المؤلف فى مقدمته إلى أن فكرة الكتاب فى البداية كانت تهدف إلى تقديم كشف حساب عن أول مائة يوم من حكم ترامب لكن مع التطورات المتسارعة والجدل المصاحب لقرارات ترامب، بدا له أن الأمر يتطلب المزيد من العمل، ليخرج الكتاب بصورته النهائية، مستندا إلى أكثر من 200 مقابلة، بما فى ذلك محادثات متعددة مع الرئيس ترامب ذاته وكبار موظفيه، أجراها وولف على مدى ثمانية عشر شهرا.
ويبدأ وولف روايته للأحداث، عبر حوار جرى بين شخصين وثيقى الصلة بترامب وهما كبير مستشاريه للشئون الاستراتيجية ستيف بانون والرئيس التنفيذى السابق لمحطة «فوكس نيوز» الإخبارية روجر آيلز (توفى فى مايو الماضى)، على هامش حفل عشاء جرى قبل أسابيع قليلة من تنصيب ترامب.
ويشير وولف إلى أن الحوار بين الرجلين كان يطغى عليه شعور غريب بالذهول من حقيقة فوز ترامب بالانتخابات وتغلبه على منافسته الديمقراطية هيلارى كيلنتون، ليصبح رئيسا للولايات المتحدة، لافتا إلى أنه من الواضح أن جميع المحيطين بترامب كانوا على قناعة بشكل أو آخر بأنه لا يعلم سبب فوزه أو ما سيفعله كرئيس، ما أجبر أيلز على أن يبادر ويباغت بانون بسؤال مفاده هل توصل لما سيفعل؟ وبعد تردد لفترة ليست بالقصيرة، جاءت إجابة بانون: لقد فعل.
ويشير الكاتب إلى أن آيلز ظل يحدق فى وجه بانون، كما لو كان بانتظار أن يظهر المزيد من أوراقه، فما كان من بانون إلا أن قال له «حقا. إنه يعمل على برنامج. هو برنامجه»، كاشفا عن ملامح تتعلق بخطة السلام فى الشرق الأوسط بقوله: «من اليوم الأول سننقل السفارة الأمريكية إلى القدس، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على علم بالأمر وكذلك شيلدون»، فى إشارة إلى الملياردير الأمريكى شيلدون أديلسون (يمينى متطرف مدافع عن إسرائيل) المؤيد لترامب.
قاطعه آيلز متسائلا متشككا هل يعرف ترامب ما يفعل؟ فابتسم بانون وواصل حديثه: «نحن نعرف إلى أين نتجه فى هذا الموضوع. دع الأردن تأخذ الضفة الغربية، ومصر تأخذ قطاع غزة، لنتركهما يحاولان التعامل مع ذلك أو الغرق أثناء المحاولة».
وتابع: «السعوديون على حافة الهاوية، وكذلك المصريون، إنهم يموتون خوفا من بلاد فارس (إيران).. لهذا السبب روسيا هى مفتاح رئيسى» ومضى قائلا: «هل روسيا سيئة؟ إنهم الأشرار. لكن العالم ملىء بالأشرار».
فقال له آيلز: «لكن من الجيد إدراك أن الأشرار أشرار»، ثم دفع بانون قائلا له: «دونالد قد لا يعرف».
بدوره، أكد بانون أن العدو الحقيقى هى الصين. فهى أول جبهة فى حرب باردة جديدة.. إن لم نحسن التعاطى معها، لن ننجح فى أى شىء آخر. الصين الآن حيث كانت ألمانيا النازية فى الفترة من 1929 إلى 1930»، موضحا «الصينيون كالألمان، أكثر الشعوب منطقية فى العالم، وسينقلبون مثل ألمانيا فى ثلاثينيات القرن الماضى. ستكون هناك دولة قومية مغالية. وعندما يحصل ذلك، لا يمكن إعادة الجن إلى القمقم»، على حد تعبيره.
وتحدث بانون عن أنه سيتم تشكيل إدارة الرئيس فى غضون 7 أيام، حيث تبدأ جلسات استماع للتصديق على تعيينهم، تبدأ بوزير الخارجية ريكس تيلرسون ثم العدل جيف سيشنز ثم الدفاع جيمس ماتيس. لافتا إلى أن مايكل فلين يقترب من منصب مستشار الأمن القومى.
وذكر بانون أنه حاول الدفع نحو تعيين السفير الأمريكى الأسبق لدى الأمم المتحدة جون بولتون فى ذلك المنصب، وهو خيار مفضل أيضا لدى آيلز. حيث قال الأخير عنه إنه «قاذف قنابل، لكنك بحاجة إليه، فمن غيره مفيد لإسرائيل؟ فلين جنونى تجاه إيران وتيلرسون لا يفقه فى شىء سوى النفط، فى إشارة لعمله السابق كمدير تنفيذى لشركة أكسون موبيل النفطية.
غير أن بانون أشار إلى أن العائق أمام بولتون هو «شاربه»، فبسببه ترامب لا يعتقد أنه سيكون له دور (فى إدارته). واستدركا قائلا: «ربما لو أخبرت ترامب بالشائعة التى تلاحق بولتون حول دخوله فى شجار فى أحد الفنادق ومطاردته بعض النساء، سينال منصب فى إدارته».
ينتقل الكاتب إلى مساحة أخرى، بالحديث عن انطباع ترامب المرشح الرئاسى عن أعضاء حملته الانتخابية، إذ يشير إلى أنه كان يرى أن الجميع من حوله حمقى وأن حملته الانتخابية كانت فاشلة، فى حين يرى أن حملة هيلارى كلينتون كانت تضم أفضل الأشخاص، وكثيرا ما كان يردد خلال الحملة: «لديهم الأفضل بينما نحن لدينا الأسوأ».
ويشير وولف إلى أن كورى ليفاندوفسكى، أول من شغل منصب مدير حملة ترامب الانتخابية غالبا ما كان يناله توبيخا شديدا من المرشح الجمهورى الذى دأب على نعته بأنه الأسوأ حتى أقاله فى يونيو 2016. غير أن ترامب يبدو أنه عدل عن رأيه فى ليفاندوفسكى لاحقا مبديا ندما على إقالته، حيث صرح بعد فترة إن «حملته محكوم عليها بالفشل من دون ليفاندوفسكى»، مؤكدا «كلنا خاسرين. كل رجالنا سيئين، لا أحد يعرف ما يفعل.. أتمنى لو عاد ليفاندوفسكى».
وأشار الكاتب أيضا إلى أن المرشح الذى قدم نفسه عشرات المرات على أنه ملياردير، أكثر من رفض التبرع بالمال لحملته الانتخابية، فكان أقصى ما قدمه هو قرض قيمته 10 ملايين دولار بعدما تلقى تعهدا باسترداد المبلغ فور أن تتمكن الحملة من جمعه عن طريق التبرعات.
ويورد وولف حوارا دار بين ستيف بانون وجاريد كوشنر، صهر ترامب، فى سبتمبر 2016 طالب فيه الأول بتوفير مبلغ 50 مليون دولار إضافية لتغطية نفقات الحملة حتى يوم الانتخابات (الموافق 8 نوفمبر)، غير أن كوشنر رد عليه قائلا: لا يمكننا أن نحصل منه على المبلغ (50 مليونا) بدون أن نضمن له الفوز فى الانتخابات»، فجادله بانون: فليكن 25 مليونا، ولنقل له إن «فوزه مرجحا إلى حد بعيد».
يشير الكاتب أيضا إلى أن حملة ترامب افتقدت لوجود تنظيم حقيقى واتسمت بالفوضى، فعلى سبيل المثال كشف سام نورنبرج أحد مساعدى ترامب خلال حملته الانتخابية عن علاقة غرامية جمعت مدير الحملة آنذاك ليفاندوفسكى ومسئولة العلاقات العامة فى الحملة الانتخابية هوب هيكس (مديرة الاتصالات فى البيت الأبيض حاليا)، لافتا إلى أن العلاقة انتهت بمشاجرة بينهما فى الشارع، وجاءت خطوة نورنبرج، للانتقام من ليفاندوفسكى الذى تسبب فى طرده من عمله بالحملة، ومن ترامب الذى رفع دعوى قضائية ضده.
ويؤكد وولف أن هذا الجانب البسيط، دليل واضح على أن حملة انتخابية على هذا النحو لم تكن مصممة لتحقيق أى انتصار.
إلى ذلك، ذكر الكاتب أنه فى يوم الانتخابات، لم يكن أحد يتصور أن يفعلها ترامب ويفوز، فعلى سبيل المثال كيليان كونواى، المستشارة المقربة للمرشح الرئاسى الجمهورى ظلت طوال اليوم تهاتف منتجين تليفزيونيين تعرفت عليهم خلال الحملة، لتسوق لنفسها حيث تطمح للحصول على وظيفة دائمة بشبكة تليفزيونية بعد انتهاء الحملة.
وكانت تلقى باللوم على رئيس الحزب الجمهورى رينس بريبوس وتحمله مسئولية الهزيمة المرتقبة، فى حين كان الوحيد الذى يعتقد فى فوز ترامب هو ستيف بانون، ما جعلهم (أعضاء الحملة) ينظرون إليه باعتباره «ستيف المجنون»، فيما وصفه ترامب ب«المتملق».
والمفارقة أن بانون الذى لم يكن لديه خبرة سياسية سابقة، كان قادرا على تقديم رؤية متماسكة لشعبية ترامب والتى باتت تعرف إعلاميا باسم «الترامبية»، إلا أن الرافضين لنفوذ بانون جاهروا بالتحذير من خطورته.
ويشير وولف إلى أن الملياردير والقطب الإعلامى روبرت مردوخ أكد لترامب أن بانون سيكون خيارا خطيرا على إدارته، كما أكد جو سكاربورو، العضو الجمهورى السابق بالكونجرس ومقدم برنامج «مورنينج جو» على محطة إم إس أن بى سى الإخبارية، (برنامج ترامب المفضل)، ل«ترامب» أن «واشنطن ستذهب إلى الجحيم» إذا أصبح بانون كبير موظفى البيت الأبيض.
من أبرز النقاط التى أسهب الكاتب فى تناولها، تفاصيل العلاقة بين ترامب وزوجته ميلانيا، مشيرا إلى أن زواج ترامب بها كان محيرا لأغلب الأشخاص المحيطين به، حيث يقضى الزوجان وقتا قليلا نسبيا معا، إذ يمكن أن تمضى أياما ولا يتواصلان حتى عندما كانا مقيمين فى البرج الذى يحمل اسمه فى نيويورك.
وأشار إلى أنه غالبا ما تجهل ميلانيا مكان وجود ترامب، فهو يتنقل بين منازله كما لو أنه يتنقل بين غرف داخلها، فضلا عن أن إلمامها بطبيعة عمله قليل للغاية.
ويذكر الكاتب أنه فيما يعد ترامب «أبا غائبا» بالنسبة لأبنائه الأربعة، فإنه أكثر غيابا بالنسبة لنجله الخامس بارون (ثمرة زواجه الثالث من ميلانيا)، وينقل عن ترامب قوله لأصدقائه بعد زواجه من ميلانيا: أعتقد أنى أخيرا أدركت فن (الحياة الزوجية): عش ودع غيرك يعيش (افعل ما تريد)».
وكثيرا ما يتحدث ترامب عن ميلانيا فى غيابها، مشيرا إليها بكل فخر ودون تهكم بأنها «زوجة جذابة»، كما أن إبدائه للإعجاب بمظهرها فى حضور الآخرين، فى كثير من الأحيان يسبب لها إحراجا.
ويذكر وولف أن ترامب سعى فى عام 2014 للحصول على موافقة ميلانيا، عندما بدأ ينظر بجدية فى مسألة الترشح للرئاسة، حيث كانت من بين قلة تعتقد أن بمقدوره تحقيق الفوز.
ولكن إمكانية أن يصبح ترامب رئيسا بالنسبة لميلانيا، كان شيئا مرعبا، لاعتقادها أن ذلك سيدمر «حياتها المنعزلة» عن بقية عائلة ترامب الممتدة، وأضواء الصحافة، والتى تسمح لها بالتركيز على تربية ابنها بارون. كما أشار الكاتب أيضا إلى أن إيفانكا تشعر بكراهية شديدة تجاه زوجة أبيها، لا تسعى إلى أن تخفيها.
وحول تأثير الكشف عن مقطع الفيديو الذى تضمن تعليقات بذيئة لترامب بحق النساء (تفاخر فيها بمحاولات التحرش بالنساء وتقبيلهن) تعود لعام 2005 على حملته الانتخابية، أوضح وولف أن الجانب الإيجابى لهذا «العار» بالنسبة لميلانيا تمثل فى أنه لم يعد هناك سبيلا لأن يصبح زوجها رئيسا.
من جهة أخرى، يشير الكتاب إلى أن ميلانيا كانت ملاحقة بحملة شائعات تتضمن تلميحات قاسية فى نيويورك، أخبرها بها أصدقاؤها. حيث كانت مسيرة عملها السابق كعارضة أزياء محل تدقيق شديد.
ففى سلوفينيا، حيث نشأت ميلانيا، أوردت مجلة «سوزى» شائعات بعد ترشح ترامب للرئاسة، تعطى انطباعا كما لو أن ميلانيا كانت تخرج مع الرجال بمهمة المرافقة.
ثم نشرت صحيفة «نيويورك بوست» صورًا عارية لميلانيا ترجع لبداية عملها كعارضة أزياء. ما جعلها مصدومة وفى حالة يرثى لها ووضعها على مسار صدام مع ترامب، وسألته هل هذا هو المستقبل؟ مؤكدة له أنها لن تستطيع تحمل ذلك الوضع، بحسب ما أورد الكاتب.
ويوضح وولف أن رد فعل ترامب جاء على طريقته الخاصة، قائلا: سنقاضيهم ورتب لها موعدا مع المحامين الذين أدوا دورهم بنجاح فى ذلك الأمر. كما أكد لزوجته أن كل شىء سينتهى فى شهر نوفمبر، فى إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية.
ويعلق الكاتب على ذلك، قائلا: إن ترامب قدم لزوجته التزاما وتعهدا، بينما لم يكن هناك أى مؤشر على فوزه بالرئاسة.
علاقة الرئيس الأمريكى مع الملياردير روبرت مردوخ، كانت إحدى المحطات المهمة التى توقف عندها الكاتب، حيث خلص إلى عدم اهتمام وتقدير مردوخ لترامب بالقدر الذى يكنه الأخير له.
وجسدها برواية لواقعة حدثت بعد يوم من فوز ترامب بالانتخابات، حيث استقبل مجموعة من المهنئين فى شقته بالبرج الذى يحمل اسمه فى نيويورك، وبينما كان ضيوفه من أصدقائه المقربين فى صدمة وحيرة من فوزه، وتكسو وجهوهم حالة من الذهول، كان ترامب منشغل بمطالعة الساعة.
فمردوخ، قال إنه وزوجته سيزورا الرئيس المنتخب، لكنه تأخر جدا. وظل ترامب يؤكد لضيوفه أنه فى الطريق، لدرجة أنه حينما سعى بعض الضيوف للمغادرة، أصر على بقائهم، قائلا يجب عليكم البقاء لرؤية مردوخ. (أو كما فسرها أحد الضيوف، يجب عليكم البقاء لرؤية ترامب مع مردوخ).
ويشير وولف إلى أن مردوخ الذى التقى برفقة زوجته فى كثير من الأحيان جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب فى مناسبات اجتماعية، بذل القليل من الجهد لإخفاء عدم اهتمامه بترامب. منوها بأنه رفض أن يمد يد العون لترامب، بعدما أخبرته إيفانكا فى عام 2015 أن والدها سيرشح نفسه للرئاسة.
ينتقل الكاتب إلى مساحة أخرى تتصل بنظرة المحيطين بترامب لشخصيته، حيث يؤكد أن جميع أعضاء الدائرة الاجتماعية المحيطة به يدركون جهله واسع النطاق، مستشهدا بتصريح أدلى به سام نونبرج مستشار ترامب السابق حينما وجه إليه سؤال مفاده «هل ترامب شخص جيد، وذكى وقادر؟» فأجاب: «لا أعرف ولكنى أعلم أنه نجم».
كما أوضح الكاتب أن ترامب الملياردير وقطب العقارات لا يستطيع حتى قراءة كشف ميزانية.
إلى ذلك، أوضح الكاتب أن ترامب يتحلى بفهم جيد لطباعه الشخصية، مدللا على ذلك بواقعة جمعت الرئيس الأمريكى على متن طائرته بصديق له ملياردير ترافقه عارضة أزياء أجنبية، حيث حاول أن يراود الأخيرة عن نفسها، فاقترح أن تتوقف الرحلة فى مدينة أتلانتيك، وقال إنه سيتيح لهم جولة فى كازينو يمتلكه، وأكد صديقه لعارضة الأزياء أنه لا يوجد مانع من تلبية الاقتراح، موضحا أن أتلانتيك مدينة يسيطر عليها «البيض المدللين».
فسألت العارضة ماذا تعنى بالبيض المدللين؟ فرد ترامب قائلا إنهم ناس مثلى.. فقراء وحيدين!.
وفيما يتعلق بالفترة الانتقالية، ذكر الكاتب أن ترامب بدا مصمما على ضم عائلته إلى فريقه بالبيت الأبيض وذلك فى تحد للقانون، ولكل شخص ينظر بعين الريبة والشك فى الأمر.
وأشار وولف إلى أنه لم يكن هناك على ما يبدو من قدم له رأيا معارضا لما يعتزم فعله، حتى تحدثت الكاتبة الأمريكية المحافظة آن كولتر (المؤيدة لترامب) مع الرئيس المنتخب فى حوار جانبى، وقالت له: يبدو أن أحدا لم يخبرك بذلك.. فقط لا يمكنك تعيين أبنائك»، لكن ترامب أصر على أنه قادر على طلب مساعدة أسرته.
وفى نهاية المطاف، وبعد قدر كبير من الضغط، وافق ترامب على الأقل على عدم تعيين صهره كوشنر فى منصب كبير موظفى البيت الأبيض، وإن كان أسند له مكانة مهمة بتعيينه كبيرا لمستشاريه.
انطباع ترامب عن سلفه باراك أوباما، أشار إليه عبر واقعة حدثت قبل عشرة أيام من تنصيب ترامب، حين كان مجموعة من الموظفين فى طاقمه الانتقالى يتابعون خطاب الوداع الذى ألقاه أوباما عبر جهاز لابتوب فى مكتبهم. وإذا بأحد الشباب يقول إن «ترامب صرح بأنه لم يستمع أبدا إلى خطاب كامل لأوباما»، ليضيف آخر إنها: (خطابات مملة جدا).
وفيما يتعلق بحفل التنصيب، يذكر وولف أن ترامب لم يستمتع بحفل تنصيبه، بل كان غاضبا للغاية من أن نجوم الصف الأول فى المجتمع الأمريكى لم يحضروا الحفل، وكان غير راضى عن الإقامة فى قصر «بلير هاوس» (بيت الضيافة الرسمى الواقع فى شارع بنسلفانيا بقلب العاصمة واشنطن)، مشيرا إلى أن السرير الذى قضى عليه ليلته «سيئ جدا»، والمنزل «حار جدا»، وضغط المياه (فى مرافقه) ضعيف.
ولم تتحسن أعصابه خلال الصباح، إذ تشاجر بشكل واضح مع زوجته ميلانيا التى كانت على وشك البكاء، وكان من المقرر أن تعود إلى نيويورك فى اليوم التالى، فكل العبارات التى وجهها إليها فى ذلك اليوم كانت حادة.
وخلال اللقاء الذى جمع الرئيس المنتخب وزوجته ميلانيا بالرئيس المنتهية ولايته أوباما وزوجته ميشيل، قبل حفل التنصيب، شعر ترامب بأن أوباما عامله بازدراء وبشكل متغطرس.
وبدا جليا أن إيماءات وحركات ترامب تدل على مدى غضبه فأكتافه منحنية، وأذرعه متأرجحة، وشفاه مائلتين.
ويرى الكاتب أن ترامب وهو فى تلك الحالة المزاجية السيئة كان ملائما تمام لخطاب التنصيب الذى كتبه ستيف بانون، والذى ألقاها خلال 16 دقيقة، وتعهد فيه بأن رؤية «أمريكا أولا» ستحكم جميع قراراته، مشيرا إلى أن ترامب عندما غادر المنصة ظل يكرر العبارة التالية: «لن ينسى أحد هذا الخطاب»، بينما نقلت تقارير عن الرئيس الجمهورى الأسبق جورج بوش الابن وصفه لخطاب ترامب ب «الهراء التافه».
ولفت الكتاب إلى أنه على الرغم من خيبة أمل ترامب بعد فشله فى أن يحظى من واشنطن بتحية واحتفال يليق بتنصيبه، إلا أنه كان مثالا للبائع الجيد الذى يسوق لأصوله عبر تحسين الواقع والحديث عن إيجابيات لها. مشيرا إلى أنه طلب فى صباح اليوم التالى، التأكيد على رأيه بأن الافتتاح لاقى نجاحا عظيما، وأن المشاركين فيه تخطوا حاجز المليون شخص، لاسيما أنه أجرى سلسلة من المكالمات الهاتفية أيدت رأيه، حيث أكد صهره كوشنر أن الحشد كان كبيرا وكذلك فعل كبير موظفى البيت الأبيض السابق رينس بريبوس ومستشارة الرئيس الأمريكى، كيليان كونواى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.