لست ضد محاولات فرض النظام والانضباط فى مدرجات ملاعب كرة القدم، أو محاولات منع المشاغبين من إفساد متعة مشاهدة المباريات وتشجيع الفرق والنجوم.. وأقدر كل محاولات الأمن إعادة الهدوء إلى الملاعب والوقوف ضد تحويل الملاعب والمدرجات إلى فوضى، ولكن فى الوقت نفسه أنا ضد أى مبالغة أو تضخيم يحدث حاليا تحت بند محاربة الشغب، خاصة أن المبالغة إن نجحت فى إنهاء كل الفوضى فإنها سوف تؤدى فى الوقت نفسه إلى موت حتمى لأى متعة يشعر بها الجمهور واللاعبون فى كل الملاعب. لقد حزنت لمشهد المدرجات فى لقاء الأهلى والإسماعيلى الأخير لأننا تعودنا فى كل مباريات الفريقين السابقة أن نجد شعار «كامل العدد» فى كل أرجاء المدرجات، على عكس ما حدث مؤخرا، وكأن المباراة تقام بين فريقين من «الدرجة الثانية»، وليست مباراة قمة الدورى. وأنا ضد التشدد الذى يؤدى إلى هذه النتيجة التى لا ترضى أحدا، ولا أدرى سببا للمبالغة فى الرسالة التى وجهت إلى الجماهير وتحمل طلبا غريبا بأن تحمل معها من وسائل التشجيع «طبلتين فقط»، ولا أعرف ماذا يمكن أن يحدث أمنيا لو حملت الجماهير عشرات الطبول مادام التشجيع يتم فى أدب دون وجود «الشماريخ» أو أى أداة قد تؤذى؟ وأتساءل: إذا قررنا حرمان المشجع من حمل «الطبلة» وزجاجة المياه البلاستيكية الصغيرة وعذبناه قبل دخول الملعب، فما هى المتعة التى سيجدها عندما يذهب لتشجيع فريقه فى المدرجات؟، وإذا قمنا بتفتيش الصحفى ذاتيا عند بوابة الاستاد؛ مثله مثل أى «مسجل خطر» فما الذى يجعله يذهب لتغطية الحدث من الميدان؟، وإذا وفرنا لكل مشجع محترم قناة تليفزيونية أرضية وفضائية تنقل له المباراة والتحليلات قبلها وبعدها وتعيد له الأهداف وتذيع الأغنيات بعد الانتصار، فلماذا يخرج من بيته ويواجه كل الإهانات والصعوبات ويتكلف من المال ما يحتاجه فى أشياء أخرى؟. وبالمناسبة أنا ضد ما يفعله «الألتراس» من تعصب وشغب، لكن ليس كل جمهور الكرة من هذه الفئة فهناك من يذهب مع أصدقائه أو مع أولاده وأحيانا زوجته، وهؤلاء لا يعرفون الشغب أو إشعال النار.. فماذا فعلنا لهؤلاء الذىن لا ذنب لهم سوى أنهم يعشقون كرة القدم، ويعتقدون أن ملاعبنا من الممكن أن تكون مثل ما يشاهدونه فى ملاعب أوروبا؟! كل أمنياتى أن يستمر الانضباط الأمنى فى المدرجات، لكن دون تشدد قد يجعل كل مبارياتنا تقام إجباريا بدون جمهور لمعاقبة الفرق وجماهيرها، وضرب مصادر الدخل فى الأندية فى مقتل تحت شعار «طبلتين..وبس» على طريقة «كلمتين وبس» مع الاعتذار للراحل العبقرى فؤاد المهندس.