بقي 4 أشهر بالتمام والكمال علي انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا صيف هذا العام، لايزال الهاجس الأمني والخشية الكبيرة من وقوع أحداث شغب وعنف قد تعكر صفو هذا الحدث العالمي الكبير الذي ينتظر سكان المعمورة كل أربع سنوات هو ما يؤرق اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم. فقد كشفت إحدي المجلات الألمانية عن تخوف كبير يبديه الأمن الألماني من نية بعض المشاغبين الألمان افتعال فوضي ومشاكل فوضوية أثناء مونديال كأس العالم، لاعتقادهم أن قوات الأمن لن تلاحقهم ولن نستطيع السيطرة علي جميع المناطق والمدن التي ستستضيف مباريات كأس العالم.وهو الشيء الذي يقلق اللجنة المنظمة للبطولة برئاسة فرانزبيكنباور. ونقلت مصادر أمنية في قوات الامن والاستخبارات الالمانية قولها إن هؤلاء المشجعين يعتزمون التسبب في فوضي أثناء مباريات كأس العالم التي ستقام في ألمانيا خلال الفترة من التاسع من ( يونية) وحتي التاسع من ( يولية). وقال يوهانسن شمالتسل رئيس الاستخبارات في ولاية بادن فيرتمبرج "المشاغبون يستعدون ويعتقدون أن الشرطة لا يمكن أن تتواجد في كل مكان أثناء كأس العالم ويريدون استغلال ذلك"، في حين أكد جونتر بيكشتاين وزير داخلية ولاية بافاريا إن المشاغبين يستعدون بقوة لكأس العالم". وأكدت السلطات الالمانية أنها أصبحت أكثر توترا بعد أن قام مشجعو فريق هانزا روشتوك بأعمال شغب في الخامس من الشهر الحالي مما أسفر عن اصابة 18 شرطيا، بالإشارة إلي أن أعمال العنف المرتبطة بكرة القدم قد تقع بعيدا عن الاستادات وليس بالضرورة في نفس اليوم الذي تقام به المباريات. ووقع اشتباك بين نحو مائة من المشاغبين الالمان والبولنديين في غابة بالجانب الالماني من الحدود في نوفمبر الماضي، في الوقت الذي يحقق فيه الادعاء الألماني في مدينة شتوتغارت الألمانية التي ستستضيف مباريات بكأس العالم حول مزاعم بأن 60 فردا نظموا 12 اشتباكا في غابات وحقول عامي 2003 و2004 . وكانت اللجنة المنظمة لكأس العالم قد أكدت في وقت سابق من الشهر الماضي أن ألمانيا تنوي فرض عقوبات رادعة ضد مثيري الشغب في الملاعب والمدن التي ستستضيف مباريات المونديال، حيث ستفرض عليهم عقوبات رادعة من المحاكم الألمانية ، إلي جانب ترحيل المشاغبين غير الألمان إلي بلادهم علي الفور، يأتي ذلك في إطار خطة السلطات الألمانية الرامية إلي إنجاح كأس العالم. ويؤكد المسؤولون الألمان أن مثيري الشغب سيتم تقديمهم للمحاكمة خلال ساعات أو أيام قليلة إذا كانت الأدلة واضحة، حيث أشار أولريش جول وزير العدل في ولاية بادن فيرتنبرغ إلي أن مثيري الشغب في المباريات التي تقام في شتوتغارت سوف يقدمون للمحاكمة ، وقال في تصريحات: " المشاغبون الذين يعتقدون أنه يمكنهم الهروب وسط الازدحام سوف تصيبهم الدهشة لأن أي شخص يريد أن يتسبب في شغب سواء في ملعب شتوتغارت أو حول شاشات العرض الجماعي الضخمة يجب أن يدرك أنه من الممكن أن يجري ترحيله بحكم جنائي". وبحسب تقارير ألمانية فإن ممثلي الادعاء المسؤولين في هانوفر خلال كأس العالم يخططون لترحيل المشاغبين من المشجعين غير الالمان خارج ألمانيا في حالة قيامهم بمخالفة تصل عقوبتها للحبس، حيث أكد مسؤول في هانوفر أنه في حال وقوع مخالفات جنائية فسوف نرحل المذنبين في الحال. و في بطولة كأس العالم 2006 م و التي تستضيفها ألمانيا في 12 مدينة ألمانية ، سيتجاوز حجم الإجراءات و التدابير الأمنية التي ستفرض خلال كأس العالم عن سابقاتها من البطولات الكبري ولا سيما كأس العالم الأخيرة في كوريا و اليابان، فقد أعلن المسؤولون في اللجنة المنظمة العليا لنهائيات كأس العالم أن مسألة توفير الأمن خلال بطولة كأس العالم ، تتصدر أولويات اللجنة المنظمة للبطولة. وكانت اللجنة المنظمة قد بدأت مبكراً باتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي وقوع أي أعمال شغب قد تخل بالنظام، لا سيما في الملاعب ال 12 التي تستضيف البطولة العالمية ، كما أجرت وزارة الداخلية الألمانية سلسلة من الإجراءات التي سيتم اتخاذها للحفاظ علي الأمن و تلافي أي أحداث إرهابية. و في إجراءات تتسم بالصرامة الأمنية ، سيتم تفتيش ومراقبة كل الجماهير و الأشخاص الذين ينوون متابعة المباريات، في خطوة من الجهات المختصة لمواجهة أي حوادث أمنية قد تقع خلال البطولة، كما قامت بحصر كل الملفات التي تخص المشاغبين الخطرين علي أن يتم ترحيلهم بمجرد وصولهم لألمانيا. و بدأت اللجان المختصة مؤخرا تجربة أنظمة جديدة ستساهم في الحفاظ علي الأمن خصوصا في الملاعب التي تحتضن المباريات ، فعلي سبيل المثال في ملعب "ويستفاليا" الموجود في مدينة دورتموند، تم مؤخراً تجريب نظام الأبواب المتحركة من أجل ضبط عملية تدفق المشجعين إلي مدرجات الملعب، وذلك قبل أقل من عام علي انطلاق البطولة التي من المتوقع أن تباع جميع بطاقاتها للجماهير التي ستحضر المباريات. ومن المقرر أن تزرع المئات من كاميرات المراقبة في ملاعب كرة القدم التي تستضيف المباريات، كما ستزرع أخري في وسط المدن المضيفة للملاعب ، كما سيقوم عشرات الخبراء من المكتب الجنائي الاتحادي وحماية الدستور والاستخبارات السرية الألمانية بتحليل كل معلومة تصل وتكون متعلقة باحتمال وقوع عمليات إرهابية أثناء سير المباريات. وكان وزراء داخلية الأقاليم الألمانية برئاسة وزير الداخلية الاتحادي أوتو شيليه قد أقروا خطة أمنية للحفاظ علي الأمن في ألمانيا خلال المونديال، و استنادا إلي الاجراءات التي تم ذكرها سابقا ، فإنه سيتم تعزيز هذه الاجراءات بإجراءات أخري تنم عن الهاجس الأمني المتوقع خلال المونديال. و ستعتمد الرقابة للأجهزة الأمنية الألمانية علي المراقبة الإلكترونية في المدن الكبيرة و الملاعب الموجودة بها، وسيتلخص عمل بعض الوحدات في هذه الأجهزة علي مراقبة الأشخاص الذين يوجدون في المدن و الملاعب من خلال كاميرات خاصة تعمل علي رسم معالم الوجه لإرهابيين أو مشاغبين أو مجرمين ، ومقارنتها مع ما تم تخزينه من معلومات الكترونية لدي مراكز أمنية مختصة، وإذا تبين وجود تشابه تنذر هذه الوحدات لمراقبة المشتبه به، إلي جانب ذلك سيتوافر النظام المتحرك لرفع بصمات اليد من أجل سرعة المقارنة مع ما لدي الدوائر من بيانات عن الأشخاص المشكوك بهم.