هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. أؤيد أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى فى اعتراضها على شكل دورى الكرة الجديد.. ولست أقوم بذلك بدافع حب أو انتماء لأى منها أو مدفوعا بأى كراهية لاتحاد الكرة ورجاله وأى قرار لهم.. إنما هو الحق والمنطق والمصلحة العامة وقواعد كروية تعارف واتفق عليها العالم كله حولنا ولم تعد تسمح بأى تجديد أو ابتكار أو تأليف وإبداع زائف على طريقة الجبلاية.. فالدورى الكروى فى أى بلد هو مسابقة بين عدد محدد من الأندية تتكافأ بينها الفرص وتتساوى اللقاءات ليتم فى النهاية حساب النقاط فيفوز بالمسابقة الأعلى رصيدا ويغادرها الأقل نقاطا.. حتى البرازيل التى تملك نظاما استثنائيا لمسابقتها فرضته عليها حقائق الجغرافيا وظروف مجتمع واضطرت لإقامة الدورى عندها وفق مناطق وأقاليم.. إلا أن البرازيل فى الدورى الخاص بكل إقليم اعتمدت هذا الشكل الثابت نفسه والدائم لأى دورى فى العالم.. وحين قرر الأمريكان اقتحام عالم الكرة مدفوعين بمنطق أنه لم يعد يليق بالقوة الكبرى فى العالم أن تبقى بعيدة على اللعبة الأكثر شعبية وتأثيرا.. اضطروا لاحترام النظام العالمى الدائم لدورى الكرة فلم يحاولوا تعديله أو تغييره تحت أى ظرف أو لأى سبب.. أما الجبلاية المصرية.. وبدون أى سبب أو دافع.. فقد قدمت لنا نظاما مبتكرا وشاذا للدورى المصرى الجديد.. عبارة عن ثلاث مجموعات تضم كل منها خمسة أندية على رأس كل منها أهلى وزمالك وإسماعيلى.. ومجموعة رابعة من أربعة أندية.. ثم ينتهى الموسم بعد جولات عديدة وعمليات حسابية معقدة، وإعادة توزيع أندية الدورى إلى مجموعتين واحدة لتحديد البطل وأخرى للهبوط.. ولم ينتبه مسؤولو الجبلاية إلى كوارث حقيقية سيؤدى إليها هذا الشكل الغريب للدورى.. أولها غياب التكافؤ والعدالة.. فهناك أربعة أندية فقط ستواجه الأهلى كحامل لقب البطولة بينما يتم إعفاء خمسة عشر ناديا من هذه المواجهة أو مواجهة أقوى فريقين يتنافسان على اللقب وهما الزمالك والإسماعيلى.. وما هى ضمانات هذه الأندية الثلاثة للعب مع أندية متساوية فى القوى والإمكانات.. كما أن كل الأندية لن تنال فرصا متساوية سواء فى اللعب أمام أندية لها جمهور أو على ملاعب صالحة ومناسبة وآمنة.. والكارثة الثانية ستكون تسويقية وإعلانية.. فهناك أندية لن تلعب أصلا أمام الأهلى أو الزمالك.. وبالتالى لن يشاهدها إلا جمهورها الخاص فقط فى الملاعب.. وتقل الإيرادات الجماهيرية والإعلامية والإعلانية أيضا.. كما أنه حتى الأهلى على سبيل المثال باع حقوق رعايته باعتباره سيلعب كل سنة مع الأندية القوية.. فإذا به فى أول موسم وفق عقد الرعاية الجديد لن يلعب مع الزمالك أو الإسماعيلى.. وفى النصف الثانى من المسابقة سيجرى الفصل بين أندية قوية وأندية ضعيفة.. أى أنه سيكون هناك ربع دورى قوى مقابل ثلاثة أرباع مسابقة ليس فيها ندية أو إثارة.. وبذلك تقل نسبة المباريات الصالحة للاستهلاك التليفزيونى والإعلانى.. وسيؤثر ذلك على مقابل البث التليفزيونى للمسابقة الذى بالتأكيد سينخفض عن الموسم الماضى.. وتبقى نقطتان إضافيتان.. الأولى تتعلق بنصف المسابقة الثانى الخاص بالأندية الضعيفة الذى سيحدد الهابطين.. إذا كانت هناك أندية فى مصر ستقبل الهبوط أصلا بعدما جرى الموسم الماضى.. وستقام مباريات هذا الجزء بينما فى نفس الوقت تقام مباريات الأقوياء والاندية الكبيرة.. أى أننا سنشغل الناس والتليفزيون والإعلام كله والاتحاد والحكام بالسباق بين أهلى وزمالك وإسماعيلى بينما نترك صراعات الهبوط دون أى رقابة جماهيرية أو إعلامية مما يفتح الأبواب عن آخرها للتلاعب وشراء الذمم واستخدام الأموال لتحديد النتائج.. أما النقطة الثانية فهى ثقة الوكالات الإعلانية والمحطات التليفزيونية فى حكمة واستقرار جبلاية الكرة.. فالاتحاد أزعجنا مؤخرا بحديثه ومحاولاته لبيع الدورى المصرى بمقابل ضخم.. وقال رئيسه إن لديه عرضا لشراء الدورى لخمس سنوات بمليار جنيه.. فهل يمكن بعد كل ما جرى أن يفكر أى عاقل فى شراء دورى لم تعد هناك أى ضمانات لاستقراره وبات من الممكن تغيير شكله وتفاصيله سنة بعد أخرى. *