ضمن الاحتفالات الرسمية بذكرى حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، افتتح الدكتور حمدى أبو المعاطى أمس الثلاثاء معرضا للفن التشكيلي بعنوان "أكتوبر بعيون فنية"، يضم أعمال كبار الفنانين، وذلك في متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا. وقالت مديرة المتحف ضحى أحمد إن المعروضات تضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية من مقتنيات المتحف لنخبة من الفنانين، بينهم حامد ندا ويوسف سيده وكامل مصطفى وحامد عويس وحسن محمد حسن. وأضافت ضحى أن الأعمال الفنية في مجملها من فنون النحت والتصوير الزيتي والرسم، بتعبير سريالي وغير سريالي، وبعضها لوحات تعبر عن وجهة نظر الفنان الخاصة وتأمله في الحدث. ومن اللوحات المعروضة لوحة للفنان محمود محمد عفيفي تصور الجندي أثناء الحرب باعتباره أساس المعركة، ولوحة للفنان أحمد كمال حجاب عن اتفاقية جنيف، وأخرى للفنان حسن محمد حسن عن معاناة مدينة بورسعيد أثناء الحرب أيضا. ويشارك رئيس قطاع الفنون التشكيلية حمدي أبو المعاطي بلوحة يعبر فيها عن منظومة الحرب والسلام، فالحرب من جهة تدمّر الإنسان، ومن جهة أخرى قد تصنع السلام. ويقول أبو المعاطي إن "الرمز متوفر في العمل، سواء في خوذة الجندي التي تعبر عن الفاعل الأساسي في الحرب وهو الجندي، وأنه إن لم يتسم بالإنسانية فلن يصنع السلام، والجزء السفلي هو رأس امرأة متفجر نتيجة للعدوان والقصف". ويشير أبو المعاطي إلى أنه عاصر الحرب عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية، وشاهد معركة جوية في "المنصورة" نتج عنها نجاة طيار هبط بالمظلة، وظل هذا المشهد مختزنا في ذاكرته حتى استدعاه فنيا في الوقت المناسب. من ناحيته، انتقد أسامة عبد الرؤوف -وهو عضو بمنظمة لحقوق الإنسان- خلو المعرض من الرمز أو الإشارة إلى قادة الحرب من أمثال عبد الغني الجمسي وسعد الدين الشاذلي وأحمد إسماعيل وغيرهم، كما خلت الأعمال الفنية من تصوير معارك أساسية في الحرب مثل تحطيم خط بارليف، وصيد الدبابات، واستسلام الأسرى، وكذلك ثغرة "الدفرسوار". وأضاف عبد الرؤوف أن حرب عام 73 لم تأخذ حقها في الفنون، سواء في الأعمال السينمائية أو التلفزيونية أو الفنون التشكيلية، وهذا أمر كان يجب الانتباه إليه، سواء من السلطة أو من مؤسسات المجتمع. تجدر الإشارة إلى ظاهرة جديدة أصبحت تقلق المشتغلين في القطاع الفني، وهي قلة أعداد الزوار من الجمهور في مثل هذه المعارض، وبخاصة أثناء وبعد حفل الافتتاح، ويطالب البعض بدراستها بجدية حتى يمكن إيجاد حل لها.