بعد تفجيرات البيجر، إسرائيل تتوعد حزب الله ب وسائل أخرى    الاتحاد الأوروبي: لن نعترف بسيادة إسرائيل.. من حق فلسطين أن تعيش في سلام وأمن    حرب غزة.. قوات الاحتلال تقتحم مدينة قلقيلية    قراصنة إيرانيون أرسلوا لحملة بايدن مواد مسروقة مرتبطة بترامب    تشكيل برشلونة المتوقع أمام موناكو في دوري أبطال أوروبا.. من يعوض أولمو؟    موجة حارة لمدة 3 أيام.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس اليوم الخميس    أحداث الحلقة 3 من «برغم القانون».. الكشف عن حقيقة زوج إيمان العاصي المُزور    محلل إسرائيلي: حزب الله ارتكب 3 أخطاء قاتلة فتحت الباب أمام الموساد لضربه بقوة    عمرو سعد يُعلن موعد عرض فيلم الغربان ويُعلق: المعركة الأخيرة    كيفية الوضوء لمبتورى القدمين واليدين؟ أمين الفتوى يوضح    خبير: الداخل الإسرائيلي يعيش في حالة زعر مستمر    أيمن موسى يكتب: سيناريوهات غامضة ل«مستقبل روسيا»    الإمارات تخفض سعر الأساس بواقع 50 نقطة    شريف دسوقي: كنت أتمنى أبقى من ضمن كاست "عمر أفندي"    جوميز يحسم مشاركة فتوح أمام الشرطة الكيني    موعد مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي.. «السيتيزنز» يطارد رقما قياسيا    حقيقة الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة    الخارجية الأمريكية ل أحمد موسى: أمريكا مستعدة لتقديم خدمات لحل أزمة سد النهضة    «افتراء وتدليس».. رد ناري من الأزهر للفتوى على اجتزاء كلمة الإمام الطيب باحتفالية المولد النبوي    بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة للقبول بالجامعات (رابط مباشر)    موعد صرف معاشات شهر أكتوبر 2024    الأهلي لم يتسلم درع الدوري المصري حتى الآن.. اعرف السبب    «أنبوبة البوتاجاز» تقفز ل 150جنيهًا    تفاصيل مصرع مُسن في مشاجرة على قطعة أرض في كرداسة    عبير بسيوني تكتب: وزارة الطفل ومدينة لإنقاذ المشردين    "ماتت قبل فرحها".. أهالي الحسينية في الشرقية يشيعون جنازة فتاة توفيت ليلة الحنة    مصدر أمني ينفي انقطاع الكهرباء عن أحد مراكز الإصلاح والتأهيل: "مزاعم إخوانية"    طفرة عمرانية غير مسبوقة واستثمارات ضخمة تشهدها مدينة العاشر من رمضان    عقب تدشينها رسميا، محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة "بداية جديدة "    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    آيتن عامر بإطلالة جريئة في أحدث ظهور..والجمهور: "ناوية على إيه" (صور)    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    بشاير «بداية»| خبز مجانًا وقوافل طبية وتدريب مهني في مبادرة بناء الإنسان    حامد عزالدين يكتب: فمبلغ العلم فيه أنه بشر وأنه خير خلق الله كلهم    الشاب خالد: اشتغلت بائع عصير على الطريق أيام الفقر وتركت المدرسة (فيديو)    «استعلم مجانًا».. نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2024 علمي وأدبي فور إعلانها رسميًا (رابط متاح)    إيمان كريم تلتقي محافظ الإسكندرية وتؤكد على التعاون بما يخدم قضايا ذوي الإعاقة    تراجع بقيمة 220 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت الخميس 19 سبتمبر 2024 بعد التحديث الجديد    هل موت الفجأة من علامات الساعة؟ خالد الجندى يجيب    كشف حقيقة فيديو لفتاة تدعي القبض على شقيقها دون وجه حق في الإسكندرية    كيفية تحفيز طفلك وتشجيعه للتركيز على الدراسة    السفر والسياحة يساعدان في إبطاء عملية الشيخوخة    أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد وتخلصه من السموم    بلقطات عفوية.. هنا شيحة تبهر جمهورها في أحدث ظهور لها (صور)    حقيقة عودة إضافة مادة الجيولوجيا لمجموع الثانوية العامة 2025    «طعنها وسلم نفسة».. تفاصيل إصابة سيدة ب21 طعنة علي يد نجل زوجها بالإسماعيلية    صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته    بخطأ ساذج.. باريس سان جيرمان يفوز على جيرونا في دوري أبطال أوروبا    قمة نهائي 2023 تنتهي بالتعادل بين مانشستر سيتي وإنتر ميلان    عقب تدشينها رسميًا.. محافظ قنا ونائبه يتابعان فعاليات اليوم الأول من مبادرة «بداية جديدة»    نشاطك سيعود تدريجياً.. برج القوس اليوم 19 سبتمبر 2024    الفنانة فاطمة عادل: دورى فى "الارتيست" صغير والنص جميل وكله مشاعر    صحة مطروح تقدم 20 ألف خدمة في أولى أيام المبادرة الرئاسية «بداية جديدة».. صور    محافظ القليوبية يكرم المتفوقين في الشهادات العامة بشبرا الخيمة    عاجل - قرار تاريخي:الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة إلى 5.00% لأول مرة منذ سنوات    أسماء جلال جريئة ومريم الخشت برفقة خطيبها..لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    من الأشراف.. ما هو نسب صلاح الدين التيجاني؟    خسوف القمر 2024..بين الظاهرة العلمية والتعاليم الدينية وكل ما تحتاج معرفته عن الصلاة والدعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع السيدة فتوش الجنابي، البلجيكية الجنسية، والعراقية الأصل، وظاهرة التحرش الجنسي
نشر في شموس يوم 06 - 11 - 2013

السيدة فتوش الجنابي، شخصية بلجيكية الجنسية، وعراقية الأصل، تتمتع بالذكاء، والهدوء والرزانة، ومتفهمة تماماً لحياتها ومعيشتها، ما تريده، وما لا تريده، شخصيتها صريحة وجريئة، ومنفتحة اجتماعياً ومتفهمة جداً، متسعة الاطلاع، ثقافتها عميقة وواسعة، تهوى الكتابة، والقراءة كثيراً، تكتب للمرأة، التي لم تملك فرصة التعبير عن نفسها، تؤمن بأن على الفرد حب الآخرين، كما يحب لنفسه، تؤمن بالصدق والبعد عن الأنانية، هي مع كل ما يكفل كرامة الإنسان في أرضه، دار بيني وبينها حوار متخصص، يختلف عن كل حواراتي السابقة، يتعلق بجانب واحد من القضايا الاجتماعية الهامة، وكانت موضوعية جداً في إجاباتها، ودقيقة أيضا، كعادتي مع كل من أحاورهن من ضيفاتي، كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك للقارئ; جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك، والعمر والحالة الاجتماعية، والمستوى التعليمي، وهواياتك المفضلة؟؟؟
اسمي فلسطين إسماعيل الجنابي، عراقية الأصل، وحاملة للجنسية البلجيكية، أقيم في بروكسل منذ ثمان سنوات، أعمل بين الإعلام والتعليم، شقين مختلفين، من حيث الوسيلة، لكنهما متشابهين في الحدث، عمري ثمان وثلاثون عاماً، أرملة، منذ تسع سنوات، بدون أولاد، تحصيلي أدب عربي، أكثر هواياتي التصاقاً بي هي القراءة، وأبعدها هي ركوب العجلة الهوائية، ربما بسبب نوع الطقس هنا في بلجيكا، وبينهما تكون الموسيقى، والكتابة، والقليل من الرياضة، العاصمة البلجيكية بروكسل والتي أقيم بها منذ ثمان سنوات، مدينة يميزها عدة معالم مهمة، مثل ساحة الميدان، وهي التي حازت على تصنيف أجمل ساحة تراثية، من قبل منظمة اليونسكوا لعام 1998م، كما يوجد هناك معلم الاتوميوم، وهو عبارة عن مجسم الذرة مكبر 150 مليون مرة، كمعلم يدل على أن بلجيكا بارعة في العلم النووي، والصناعات التي تتطلب يورانيوم مخصب.
@ما هو المقصود بالتحرش الجنسي؟؟؟
التحرش الجنسي موضوع كبير، وتعبير يشمل في اصطلاحاته فئات كثيرة، سواء من الإناث او الذكور، او حتى الأطفال، دعنا لا نغفل أيضاً، ما يطرأ من استغلال جنسي للحيوانات الأليفة، وعذراً للجرأة، ولكن ألا يمكن أن نعد ما تتعرض له الحيوانات المدجنة في المنازل، من اعتداء على كينونتها وجسدها تحرشاً، بل اعتداءاً جنسياً، سواء استغلال الكلاب والقطط او القردة المنزلية، هنا في البلدان الباردة، فيما يتعدى الأمر في بلادنا أحياناً، إلى حيوانات كثيرة، لا يمكننا حصرها، التحرش الجنسي يا أستاذي العزيز، في التعريف المتفق عليه، هو مُضايقة، تحرش، أو فعل غير مرحب به، من النوع الجنسي. يتضمن مجموعة من الأفعال، من الانتهاكات البسيطة، إلى المضايقات الجادة، التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات جنسية، أو إباحية، وصولاً إلى النشاطات الجنسية، ويعتبر التحرش الجنسي فعلاً مشيناً، بكل المقاييس، وهو شكل من أشكال التفرقة العنصرية الغير شرعية، وشكل من أشكال الإيذاء الجسدي (الجنسي والنفسي) والاستئساد على الغير. وهذا الغير لا يمكن أن ينحصر برأيي بالمرأة، او بالإنسان، بل التحرش الجنسي بمفهومي هو كل استغلال جسدي، يمكن أن يتعرض له أي مخلوق، وخصوصاً حين يصدر هذا الاستغلال، من عاقل آدمي، تجاه كائنات اقل إدراكاً منه، سواء بالعقل او الوعي أو القوة الجسدية، كاستغلال الأطفال، وأحياناً فاقدي الرشد، او المجانين، مروراً بالإناث والذكور حتى يصل الأمر إلى كائنات، تشاركنا الأرض والطبيعة.
@هل يمكن اعتبار التحرش الجنسي ظاهرة اجتماعية أم حدث عابر؟
يمكننا اعتباره مرضاً، لأننا إذ صنفناه كظاهرة، صرنا نرقي به ونعترف به كحالة مستعصية علينا التسليم بها، نعم أستاذي العزيز، انه مرض، ولا يمكن القول بأنه مرض اجتماعي، لأننا بهذه الحالة، نكون قد عممناه فئوياً، وقد يكون الأمر اقل او أكثر أحياناً، تباعاً لاختلاف البيئة والطبيعة المجتمعية، التحرش الجنسي لا يمكن أن يكون ظاهرة على اعتبار أن قواعد كل مجتمع، تسعى لإحقاق الفضيلة، والاستقامة، والتي تتنافى مع هذا الفعل، كونه مخالف للعرف والتقليد والدين، أذن هو مرض قد يكون مستفحلاً، ولكن لا استحالة في علاجه، كل ما نحتاجه جرعاً مضادة من التوعية والتربية الصحيحة، وتفسير مفهوم الجنس، بكافة متعلقاته وجوانبه، لأجيالنا كي لا يقعوا تحت حمى هذا الفعل، وكي يستطيعوا أن يدافعوا عن أنفسهم، إذ ما تعرضوا له.
@ هل التحرش الجنسي يعتبر ظاهرة عالمية أيضا؟
نعم، التحرش الجنسي ظاهرة عالمية، موجودة في كل بلدان العالم، وتقريباً، بنفس الكيفية والأسلوب، الأسلوب الذي يستخدمه متحرش جنسي في بلد أوربي، يشبه تماماً الأسلوب الذي يستخدمه متحرش في أقصى قرى بلادي، المختلف فقط، أن هنا لا قد تكون مخاوف المتحرش اقوي، ثم أن طريقة الحماية للفرد المتحرش به أمتن وأأمن، إذ يمكن للمتحرش به من الاتصال بالشرطة، وستكون في غضون دقائق قليلة إلى جانبه، او الرد بعنف، كي يثير مخاوف المتحرش، في حين أن حالة التحرش الجنسي في بلادنا، لا يمكن تفاديها إلا إذا أثارت فضيحة، ويكون المتحرش به هو المجني عليه، خصوصاً، إن كانت امرأة، فحتى لو كانت مظلومة، سيتم التشنيع بها على أكمل وجه، خلاصة القول، أن التحرش الجنسي موجود في كل مكان، ويصدر عن المصابين به في كل مكان، وتحت اي ظرف، الأهم من كل هذا، هو طرق الوقاية منه، وطرق حماية الفرد المتعرض له، هذا الذي يجب أن يعالج بعناية الآن، لأنه باعتقادي إن الأمور تسير نحو الأسوأ، خصوصاً، بعد العاصفة السوداوية التي عصفت ببلادنا، فجعلتنا عرضة للتحرش الجنسي من قبل القوامين علينا هناك، ومن قبل الذين يرون في قدومنا إليهم، فرصة لفرض هيمنتهم الجنسية علينا، كوننا قادمون من مناطق استوائية، تعج بالرغبة المكبوتة والحرمان، لذا يتوقع الغربي أن القادم الاستوائي او الشرقي، سيمنحه طاقة خيالية في هذا المجال، لذا لا يوفر طبعاً، استعراضه لرغبته فيه، الأمر مضحك جداً، لست أبالغ إذا قلت لك، أن الأمر أضحى مهزلة حين يرتبط عرقك، بتصنيفك جنسياً في العالم المتقدم، إذا كنت إفريقياً، وان كنت شرق آسيوي، وينطبق الأمر على القادمون من أمريكا اللاتينية وهكذا، انه عصر معضلة الجنس البشري.
@ لماذا يحدث التحرش الجنسي، وما هي محفزات حدوثه ودوافعه؟
قلت لك سابقاً، أن التحرش الجنسي مرض، ينشأ في ظل التربية الأسرية غير الصحيحة، ثم في التعاطي مع العلاقات والمفاهيم غير السوية، وغير الصحيحة أيضاً، حتى يستفحل الأمر، فيصير ألحاق الأذى بالمقابل، عن طريق التعريض به جنسياً، ومحاولة أثارته جنسياً، أمر له لذة في نفس القائم به، أكثر من لذة القيام بالجنس نفسه، هناك من يحاول إثبات وقاحته، والتعبير عن قوة داخلية، بملاحقة الآخر، والتنغيص عليه، ومضايقته، وقد لا يكون له ادني رغبة في التعاطي الجنسي فعلاً، لكنه يستغل خوف الآخر من هذا الموضوع، الذي يعد أكثر حرجاً، من أي موضوع آخر، فيقوم بالتنكيل به، وجرحه، بإثارته وابتزازه أحياناً، إن لم يستجب، أني مازلت مصرة، أن المتحرشين جنسياً، هم أشخاص بحاجة إلى مصح قبل كل شي.
برأيي أن أسباب حدوث التحرش الجنسي، هو عدم وجود رادع كافي للقائم بهذا الفعل، وكذلك كون المتحرش به، سيخاف من الإفصاح عما يتعرض له من مطاردة جنسية، يجعل القائم بالفعل، يستفحل ويستهتر بفعله، وهو مطمئن إلى خوف وذعر ضحيته، ولا يقتصر الخوف على المرأة، إن الرجل الذي يتعرض إلى تحرش جنسي من قبل رجل آخر، هو أكثر خوفاً وحرجاً من المرأة، كما يحدث أن تخجل المرأة من التصريح، إلى تعرضها لتحرش جنسي من قبل امرأة، فيما يمكنها أن تصرح لو كان نفس الفعل تعرضت له من قبل رجل، إن الأمر في نظري، بما يوافق ولا يوافق الطبيعة البشرية، إن كان التعريض يصدر من جنس مختلف، قد يمكن تفهم الأمر ومناقشته وإيجاد أسباب وتبريرات، ولو واهية له، لكن حين يكون التحرش مثلي وشاذ، عن الطبيعة البشرية، حينها سيكون الأمر مخزياً ومخجلاً ومحرجاً إلى أقصى حد.
دوافع التحرش الجنسي كثيرة، ولكن في مجملها هي تعبير عن نقص وحالة كبيرة من عدم التوازن الداخلي، تدفع بصاحبها إلى محاولة إرهاب طريدته بأي فعل قد يجعله في موقف أضعف منه، وليس هناك من أمر محرج ويصعب التعاطي معه بنفس مقياس الأمور كالجنس، لذا يقوم الشخص المريض، باستفزاز ضحيته جنسياً، ليجعلها تابعة له او هاربة خائفة منه، وفي كل الحالات، هو إرضاء لشخصه المريض، ليس أكثر، لن أقول لك إن الكبت والحرمان، وعدم نشر ثقافة جنسية في مجتمعاتنا، سبب رئيسي في هذا المرض، إذ أن ذاتها المجتمعات المنفتحة جنسياً، تعاني وبشكل مماثل ومشابه، لما تعانيه مجتمعاتنا، وان اختلفت عن مجتمعاتنا في سبل الوقاية منه، وعلاجه ومكافحته، لكنها مازالت تعاني منه.
@هل يتم التحرش الجنسي من الذكور بالإناث غالباً؟؟؟ او ممكن أن يتم بالعكس، من الإناث بالذكور أيضاً؟؟؟
يتم من الجنسيين، وبشكل متساوِ أيضا، كثيراً ما يتعرض الرجل إلى ابتزاز وتحرش جنسي تماماً، كالذي تتعرض له المرأة من قبل الرجل، كما أنه قد يتعرض الرجل الى ملاحقة من قبل رجل آخر، كما تتعرض المرأة إلى ابتزاز من قبل امرأة أخرى، وهذه حالات موجودة وبكثرة، ولا يمكن أبدا تجاهلها، يمكن فهم حالة عطش امرأة إلى رجل، ويمكن أيضا التعاطي مع هذه الحالة على أساس الحرمان والحاجة إلى الشريك، ويمكن إرجاعها إلى رغبة غير مكتفية، وشعور كبير بالفاقة والعوز الجنسي، ونفس التبرير، يمكن أن نعزيه إذا ما تعرضت امرأة إلى تحرش جنسي من قبل رجل، وهذه حالات يكون علاجها أكثر إمكانية، والنجاح في تفاديها ذو احتمال كبير جداً، لكن كيف لنا أن نفسر حالة التحرش الجنسي المثلي، وغالباً ما ينتج عن أشخاص يفترض أنهم طبيعيون، كأن يكون رجل متزوج، ويعيش حالة طبيعية مع أسرته في الظاهر، في حين انه يلاحق شاب او رجل آخر ويتحرش به جنسياً، وكذلك أن تكون امرأة متزوجة، وبحياة أسرية شبه طبيعية، تبتز امرأة أخرى وتلاحقها، إنها حالات مستفحلة من النقص وعدم التوازن، ينبغي أن تعالج بتحفظ وبعناية.
@ هل ممكن أن يتم التحرش الجنسي من المتزوجين أيضاً؟؟ظ أم من الجميع، متزوجين وغير متزوجين؟؟؟
التحرش الجنسي، حالة مرضية غير مرتبطة بكفاف حاجة او إشباع رغبة، انه يشبه الرغبة في الإرهاب والتخويف، انه وببساطة، نوع آخر من أنواع الإرهاب، ويمكن للمصاب به جداً، أن يكون متزوج -متزوجة ومن غيرهم أيضاً، انه حالة ملازمة للفرد المصاب بها، إن لم يتم معالجتها بكل شفافية وبوضوح، فإنها يمكن أن تتحول في المستقبل إلى مشكلة حقيقية، قد تحول صاحبها إلى أكثر من متحرش جنسي، كأن يتحول إلى مجرم حقيقي وقاتل، وكثيرة هي الجرائم التي تفصح عن مجرمين، كانوا في بداية ميولهم مرضى جنسياً، ويعانون من عقد جنسية مختلفة.
@هل يصيب التحرش الجنسي الإناث الغير محجبات فقط؟؟؟ أم ممكن أن يصيب المحجبات أيضا؟؟؟.
هل تعتقد أن المتحرش جنسياً، يتتبع المرأة غير المحجبة فقط؟؟؟ هل تتخيل أن المرأة غير المحجبة هي أكثر عرضة للتحرش الجنسي، على اعتبار أنها تكشف عن مفاتنها مثلاً؟؟ أني أعترض أن الاثنتين يتعرضن إلى نفس القدر من الإهانة، وربما سيكون نصيب المحجبة اكبر، على اعتبار أن حرمانها اكبر، هكذا يفسره المتحرش، وقد يجد في إرهابها أكثر متعة من غير المحجبة، لان غير المحجبة في منطقه ستكون غير معنية بما يصدر عنه شفوياً، لأنها تسمعه منه ومن غيره، وتتوقع أن تسمعه في اقل تقدير، لكن المحجبة ستكون أكثر تأثرا في رأيه على اعتبار أنها قد لا تحظى بفرصة، لكن في الحقيقة إن الاثنتين متساويتين في الأمر، ولا فرق بين محجبة وبين غير المحجبة.
هل تعتقد هنا في الغرب مثلاً أن النساء لا يتعرضن للتحرش الجنسي؟؟ إنهن يتعرضن وبكثرة، تماماً كما يتعرضن النساء في أفغانستان للتحرش، رغم أن النساء هناك محجبات، ورغم ذلك احتلت أفغانستان المرتبة الأولى في التحرش الجنسي، وتلتها مصر، ولا أخفيك أن المرض ينتشر أكثر حين يكون التعاطي معه من باب محاكمة الضحية، دون الجاني، وهذا ما يحدث دائما في بلداننا، أننا نزيد الأسمال والجلباب، ونطيل الأردان ولم نلتفت إلى الجاني أبدا، في حين أن المسألة لا تتعلق بالمرأة، إذ كما قلت قد يتعرض له الرجل مثله مثل المرأة تماماً، ويتعرض له الطفل وحتى الحيوان، أن القائم بالفعل إنسان غير سوي، ينبغي أن يخضع للعلاج النفسي والعضوي أيضاً.
@ ما هي آليات التحرش الجنسي؟؟ بمعنى هل يتم بالكلام فقط، أم يتم بالأيدي أيضاً، وهل يمكن أن يتم التحرش عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟؟
للتحرش الجنسي آليات كثيرة ومتعددة، ولا يمكن حصرها، وهي في تطور مستمر، إن التحرش الجنسي بمثابة ايدز العصر الحديث، إذ بعد أن كان يتمثل في إشارة ونكتة بذيئة، وفي فعل مشين، كمد اليد او محاولة لمس مناطق معينة من جسم المجني عليه، بغرض استفزازه، وحتى يصل لاعتداء كالاغتصاب مثلاً، صار الآن يشكل عصابات منظمة، تعمد إلى ابتزاز الغير، كما نرى ما يحدث في مسألة الرقيق الأبيض وتجارته، ألا يمكن اعتبار الأمر تحرشاً جنسياً واعتداءً حقيقياً لم يتم تداركه في وقت معين، فانتهى الأمر إلى استغلال جنسي بشع، كما يحدث مع اغلب القادمات من شرق أوروبا وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية، وحتى من بعض بلادنا العربية، نعم يوجد تحرش جنسي عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبكثرة، ولكنه اخف وطأة إذ يمكن تفاديه بسرعة، وصار الأمر مكشوفاً، ويمكن فضح هوية المسيء بسرعة من خلال الاستعانة ببرامج الحماية، او حتى ببعض الأصدقاء، الحالة عبر هكذا مواقع مكشوفة، ولا يمكن أن يتم فيها اعتداء كامل، إذ سرعان ما يمكن معالجة وبتر حالة مثل هذه، وفي أسوأ حال قد تفقد حسابك أحيانا، وربما تتعرض للتهديد من قبل سرقة حسابك او صورك، لكن في رأيي حالة كهذه يمكن معالجتها، لان الأسلوب حين يتكرر يصير الآخر أكثر حيطة وأكثر حذراً، وربما حتى اقل اهتماماً، بما يصله من منشورات إباحية مثلا، او رسائل قد تمس كرامته وتخدش حيائه، ويمكن تجاهل الأمر، وقد يوصي المتعرض لهكذا أمر كافة أصدقائه بالحذر والحرص، كيلا يتعرضوا لمثل هكذا اعتداء.
@ هل الاغتصاب يعتبر تحرش جنسي؟؟؟
بل انه أسوأ وأقذر حالة من حالات التحرش الجنسي، انه الاعتداء جسدياً على مخلوق آخر، انه التفنن في تعذيب الضحية من اجل متعة الجاني، وإرضاء شخصه المريض، وكثيرة هي المواقف التي يتعرض فيها الفرد للاغتصاب، والرجل كالمرأة في هذه الحالات، ولا تختلف دولة متحضرة عن دولة متخلفة، سجون العالم عامرة بالمغتصبين جنسياً، من الرجال والنساء، سواء من قبل سجانيهم، او من قبل أشخاص فرضوا مرضهم ونقصهم كقوة، يبتزون بها من هم اضعف منهم، كما أن كثير من حالات اغتصاب الأطفال، سجلت نسب عالية في معظم دول العالم، ناهيك عن حالات الاعتداء الجسدي التي يتعرض لها الجنود، إن حالة التحرش والاغتصاب تحديداً، لا يمكننا حصرها، حالة معلقة بين رجل وامرأة وحسب، لان المرض لا يفهم الطبيعة الإنسانية او البشرية المفهومة لدينا، انه يتعداها بكثير وبطريقة منفرة ومقززة جداً.
@ما هي توقعاتك لردة فعل المتحرش بها جنسياً؟؟؟
المتحرش به جنسياً، رجل او امرأة، بالتأكيد، لن يكون بحال جيد بعد هكذا موقف، يختلف الأمر حول طبيعة التحرش الجنسي الذي تعرض له، ولكنه في جميع الأحوال، لا اعتقد انه يستطيع ان يتعاطى بحسن نية مع كل ما يصدر من حوله، ويصير متخوفاً جداً من طبيعة العلاقات الإنسانية التي تحيط به، اعتقد انه سيمر بفترة طويلة جداً قبل أن يسترد عافيته النفسية وثقته بالآخرين، وطبعاً يختلف الأمر بحسب شخصية الفرد المتعرض للموقف، ويختلف كذلك بين الرجل والمرأة، كما يختلف الأمر بحسب الشخص الصادر منه الاعتداء، او التحرش، فقد لا يكون للأمر أهمية لو كان الأمر صدر بشكل شفوي من قبل رجل بحق امرأة، وقد يشكل للمرأة شيء معنوي، بأنها قادرة على إثارة رجل عابر، كما قد يعني نفس الأمر للرجل، حين يلاقي اعتراضاً شفوياً من امرأة ما، مما يؤكد له، انه مثير بالنسبة لها، ولكن يختلف بالتأكيد، حين صدر من امرأة بحق امرأة أخرى او من رجل بحق رجل، او من بالغ بحق طفل، او مراهق، بالنسبة للمراهق سيكون الأمر مرعباً، هذا الذي تتفتح شخصيته بأحلام عنيفة عن الجنس، والمعشوقة، فيصطدم بشيء اخترق أفق أحلامه، اعتقد إن الأمر سيكون سيئاً جداً عليه، وسيحتاج فترة أكثر مما يحتاجها البالغ لتجاوزه هكذا أمر.
@ما هو في رأيك، ردة الفعل، التي يجب أن ترد عليها المتحرش بها جنسياً؟؟؟
لا توجد بالتأكيد ردة فعل معينة، يجب أن يرد بها المتعرض للتحرش الجنسي، لكن برأيي على المتحرش به، أن يبرز ويبين قوته في التصدي للأمر، عند تلقيه أول بادرة للتحرش الجنسي، يجب أن يكشر عن أنيابه، كي يثير للقائم بالفعل عن اشمئزازه، وعن عدم رضاه، وعن استعداده للدفاع عن نفسه بعنف، إن تطور الأمر، إن أكثر ما يجعل المتحرش جنسياً في موضع قوة، هو خوف المتحرش به، وتحرجه من مواجهة الموقف، يجب أن لا يعطي الفرصة للمقابل، بالاستفحال عليه ومهاجمته، يجب أن يكون مستعداً للدفاع عن نفسه، ويجب أن يبرز ويبين بأنه دوماً قوي وقادر على الدفاع عن نفسه، وغير متخوف، ولا متحرج، كأنه إذا سمع كلمة ذات إيحاء جنسي يرد رداً عنيفاً، كي يضع حداً للأمر، وان بادر المتحرش به بحركة من يده او تصرف تصرفاً فيه إهانة وقحة، يجب أن يكون الرد بمستوى الأمر، حتى وان وصل الأمر إلى الشرطة او الاشتباك، هذا أفضل من جعل الأمر يتطور، كما أن المتحرش جنسياً، ستكون له ردة فعل سلبية، وسيصير أكثر تخوفا من تكرار الأمر مع آخرين.
@بصراحة، هل تعرضت لموقف تحرش جنسي بحياتك، وكيف كانت ردة فعلك عليه؟؟؟ وإذا لم تتعرضي، ما هو ردة فعلك ستكون، مع من يحاول التحرش بك جنسياً؟؟؟
لا اعتقد انك هناك امرأة لم تتعرض في حياتها إلى تحرش جنسي، ولا استطيع أن اصدق أن هناك امرأة لم يتم التحرش بها جنسياً، مهما كان نوع التحرش، نعم تعرضت للتحرش الجنسي، وبمواقف عدة، وعلى مدى مراحل عمرية مختلفة، لا استطيع أن أجزم أني كنت قوية وقادرة، على الدفاع عن نفسي كما أنا الآن، إذ أن التعاطي مع هكذا نوع من المواقف، يكون مقروناً بتراكمات معرفية بسيطة، لا تلبث أن تشكل خبرتك في إدارة الأزمات، وهكذا كان الأمر بالنسبة لي، فمن صغيرة متهربة باكية، إلى امرأة واثقة من قدرتها على حماية نفسها، في وقت ما، كان يحرجني جدا أن أعيش هكذا موقف، وكنت اخشي الكشف عن مروري بهكذا موقف، في حين أنني الآن قادرة أن أضع خطاً أحمراً لكل من يحاول أن يخدش كرامتي بإيحاء او كلمة لها مساس بأنوثتي.
@هل التحرش الجنسي يحدث بالدول الأوروبية بشكل عام، والولايات المتحدة، أم هذه الظاهرة تحدث بالمجتمعات المتخلفة فقط؟؟؟
سبق وان أشرت لك أن مرض التحرش الجنسي غير مقتصر على بيئة معينة، ولا يمكن أن نعزيه إلى مجتمع دون غيره، لأنه موجود بأشكال وصور مختلفة، بل انه في الدول المتخلفة، يأخذ شكلاً أكثر عنفاً وأكثر قسوة من بلادنا، في الوقت الذي يكون التحرش الجنسي في بلادنا في اغلب حالاته، مقتصراً من رجل بحق امرأة، وأحيانا من امرأة بحق رجل، وقد يخرج الى حالات شاذة من بالغ بحق قاصر، او مثليين، ولكنه تحرش محفوف بالمخاوف، وفي أقصى حالاته، هو تحرش يعبر عن رغبة جنسية بالطرف الآخر، في حين انه في البلدان الغربية والمتقدمة، لا يشكل جوع جنسي فحسب، بل انه تلذذ في تعذيب الآخر وإرهابه وابتزازه، فمع شدة المراقبة وأساليب حماية الفرد المتطورة هنا، يتفنن أيضاً، المرضى بالتحرش الجنسي في تحديث أساليب تتوافق مع قوة برنامج الحماية الموجود، خلاصة قولي أن هذا الأمر موزع بشكل نسبي ومتوازن، بين البشرية وهو موجود في كل ارض، وزمان، ومكان، ورغم أن النص الديني لكل الديانات، يعتبره فعلاً شائناً، إلا أننا نجده فعلاً مستمراً وما زال قائماً.
@هل لظاهرة التحرش الجنسي أن تؤدي إلى علاقة حب او زواج؟؟ أم نتائجها سلبية دائما؟؟
قبل أن أجيبك عن هكذا سؤال، دعني أستفهم أولا، هل يبنى الحب على أساس غريزي، شهوة، هل يقوي الزواج مثلاً علاقة جنس ناجحة؟ إن كان سؤالك لي عن مدى تطور علاقة التحرش الجنسي بين جاني وضحية، حتى ترقى إلى مستوى حب مثلاً، هنا لا يمكنني أن أقول لك إنها علاقة سوية، لان المحرض جنسياً بالمفهوم الذي اعرفه، هو شخص مريض، يعبر عن حالة نقصه وعدم كمال توازنه العاطفي، والنفسي، بالبحث عن الجنس، وان كان وجود الجنس في حياته أساسيا، ويعيد إليه توازنه، فهنا ستكون الطامة أكبر، لأنه هنا لا يحترم الشريك، ولا يحتاج إليه إلا إذا كان قادراً، على منحه هذا الجنس، والحياة كما تعرف، وما اعرف ابعد من هذا وأوسع، نعم الجنس احد مقومات نجاح العلاقة، ولكنه ليس كل مقوماتها، ولا حتى أهمها، أنه واحد منها ليس أكثر، إما إن كان سؤال بمعنى أن توالد حالة من الحب بين المتحرش جنسياً، والمتحرش به، ويكون حالة من التعاطف، تؤدي إلى علاج المريض بالتحرش الجنسي، حتى يصير قادراً على الحب، وعلى القيام بواجب إنساني اسري، فهذا أمر يثير سخريتي، لأنه حتى المتزوجون قد يكونوا مرضى جنسياً، ومهووسون بإرهاب الآخر جنسياً، محصلة قولي حتى وان ولدت حالة التحرش الجنسي زواج كما هو معمول به في بعض أعرافنا، كأن يتزوج المغتصب من ضحيته كي يقي نفسه السجن، ودفع الدية، وكي يحمي ضحيته من غسل العار، لكنه لا يولد أبداً حباً، لأن الحب عاطفة توهب، ولا يمكن نزعها بالقوة، اعتذر سيدي لا يمكنني أن أقتنع أن حبا سيقوم بين مريض بالتحرش الجنسي، وبين شخص أرهبه وروعه يوماً هذا المريض.
@ما علاقة الانفتاح الاجتماعي بظاهرة التحرش الجنسي، هل الانفتاح يؤثر سلبا أم إيجابا على ظاهرة التحرش؟؟؟
سأقول لك مجدداً، أن التحرش الجنسي مرض موجود في المجتمعات المنفتحة والمنغلقة على حد سواء، مع اختلاف الأسلوب والطريقة، لا يمكنني أن أغفل أبداً، دور الانفتاح الاجتماعي في التقليل من هذه الظاهرة، ولكنه ليس بتراً لها، إن الدول الأوربية التي تعتبر قمة في الانفتاح، تعاني من هكذا مظاهر، ولكن بأسلوب مختلف، بل إن مرضاها الجنسيين، أكثر بشاعة في الأسلوب مما تعانيه بلداننا، رغم أنهم يبذلون الكثير من اجل التخفيف من حدة هذه الظاهرة، الشيء الذي يميزهم ويجعلهم في مرتبة متقدمة علينا في مكافحة هذا المرض، أنهم يملكون الشفافية في طرح المشكلة، ولا يخجلون من ذكر إحصائية هذه الحالة، وجادون فعلاً في معالجتها، وبهذا يجعل المتحرشين جنسياً في حصار دائم، وبذلك يمكنهم من رصد وتشخيص الحالات بسرعة، الانفتاح الاجتماعي في بلداننا يجب أن يرفق بدوائر ومؤسسات توعية مدنية، تقوم بنشر الثقافة الجنسية الصحيحة، ومفهوم صحيح عن الشريك الآخر، وتقوم بالإشراف على الحالات المستفحلة، وإجراء مسح مرفق بدراسة ميدانية حول طبيعة مشكلات المجتمع الجنسية، ليتم معالجتها، عندها يمكن معرفة نوع الثقافة المتعارف عليها، وكيفية التعاطي مع المفاهيم الجنسية السائدة، لدى المجتمع، وهكذا يمكننا رصد الحالات المستفحلة والمرضية، وعزلها في مصحات لغرض علاجها، كذلك، نحتاج إلى دوائر إرشاد اجتماعية، يلجأ إليها المتعرضين للتحرش الجنسي، للاستفادة من النصائح، وسبل المساعدة كي يتخطوا أزماتهم، وتمكينهم من تخطي هكذا أزمات.
@كيف يمكننا وضع حد لظاهرة التحرش الجنسي في رأيك الشخصي؟؟؟ وهل القمع الاجتماعي للحريات، والتضييق على حرية المواطنين، هي من ضمن الحلول المطلوبة؟؟؟
أبداً، كيف يكون القمع والتضييق، علاج لمشكلة يفترض أنها في أبشع حالاتها، تحتاج الى مصداقية وطرح شفاف، وصادق كي يمكننا احتواء أبعادها، وإيجاد حلول لها، برأيي في بلداننا العربية، نحتاج إلى مؤسسات تقوم على رعاية الفرد من الناحية الجنسية، يمكنها أن تستمع إلى كل مشكلاته النفسية، والجنسية، وتقترح عليه برنامج معين، يسهم في تعزيز ثقته بنفسه، ويقلل من مخاوفه تجاه هكذا أمر، كما يجدر بنا إلى نشر ثقافة، ولو بشكل مبسط، بما يناسب المجتمع حول ظاهرة التحرش الجنسي، وكيفية التعامل معها، وكيفية تفاديها، كذلك، يعمم المصطلح الجنسي بشكل لا يشكل صدمة، ولا خدشاً لعرف المجتمع، وفي نفس الوقت، لا يجعله مخفياً ويكشف ويتداول في السر، مما يجعله عرضة لتفسيرات ونصائح خاطئة من قبل مجتهدين. ان مشكلة التحرش الجنسي في أساسها هي عوز وحاجة، لذا لا يمكن علاج هذا العوز، وكف هذه الحاجة بالقمع والحرمان والتضييق، على العكس، أنا أرى فتح آفاق الأسرة أولا، وتطوير مفرداتها الأسرية عن طريق جمعيات مختصة، تساهم في التواصل مع الجو الأسري، بطريقة منتظمة، سواء عن طريق ربطها باجتماعات دورية موسمية، او عن طريق المدرسة التي تكفل رعاية أولادهم علمياً وتربوياً، واطلاع الأسرة على كل المشكلات التي تتعلق بأولادهم، وبمشكلات عامة، والعمل سوياً، وفق برنامج معد سلفاً للتخفيف من حدة تفاقم المشكلة إن وجدت، وإيجاد أماكن ترفيه وتثقيف للمراهقين، تعمل على توعيتهم وحمايتهم من الوقوع فريسة لهذا المرض، أو للمرضى المصابين به، إن علاج الأمر ليس صعباً، ينبغي فقط تجاوز بعض المفاهيم والتعاطي مع الأمر، بشفافية ووضوح كي يمكننا تشخيص حالة المشكلة، وحجمها وعمقها، إذ بالصدق والصراحة، يمكننا احتواء المشكلة، والبدء باتخاذ خطوات ايجابيه لحلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.