مرّ عام تلو عام على رحيلك يا أمي و هأنذا أرقب الحياة صامتة ، مكبّلة الحنين مثل السجين تنزف ذاكرة جرحي ، ولا تستكين فلا القمح عاد للحقل، ولا العطر عاد للورد إنّها تداعي الفصول شحوب الخريف ، وعُبوس الشتاء الأشجار عارية حزينة ، والطير يتوق للإغتراب والشمس توارت وراء الضباب السماء مكفهرة ، كئيبة وحفار القبور تائه بين اللحود متعثر الخطوات بين الحفر .. كم ليلة شهدت سُهادي ، ورياحٍ عزفت ألحانها على وتر أحزاني وعندما ينتفض النهار أغرقُ في لُجّ يأسي ، فلا يد تمتدلتنتشلني ولا قارب نجاة يُقلني لضفة فرح.. هل تسمعيني يا أمي ؟ دعيني أوشوش لك سراً إنّ هذا الزمان بخيل ، حسود وهذا الفراغ موحش ، مهجور والليل ذئب ينهش القلوب وأنا ما زلت أرقرق الآه الحزينة قد أجهدني الفقد ، و أتعبني لملمة الأشْواق .. أنا لم أكبر يا أمي ما زلت طفلة مدللة ، عنيدة ما زلت أهفو لأنام على ركبتيك فدثريني برداء رضاك دثريني عسى أن تنقشع الأحزان من روحي إنّ ذاكرة الموت وجع السنين و إلى الله أشكو بلواي ورزئي نامي في الجنة يا أمي.. لطيفة الأعكل ( المغرب) 7 /12 / 2020 لروح أمي في الذكرى الثانية لوفاتها