– تستسلِمُ الأشياءُ كالقططِ الوديعةِ بين أيْدِينا فنمسحُ ظَهرَها! وتموءُ غافيةً فنُدْمِنُ لمسَ فَروِتها البديعةِ .. ما ألذَّ مُواءَها الغافِى.. وأنعمَ شَعْرَها! … … … سَنُسَرُّ من سَكَناتِها.. وهدوئِها الصَّافِى ومن حَركاتِها الذُّلُلِ المُطيعةِ .. ثم نَنْسَى غدرَها! إذ أنَّ للأشياءِ ثوراتٍ نُسمِّى جمْرَها: غضبَ الطبيعةِ .. حين تَدْهَمُنا بُبركانٍ.. بزوبعةٍ .. بزلزالٍ فَنخشَى شَرَّها ونفرُّ من جبَروتِ شىءٍ ما.. إلى جَبروتِ شىءٍ! … … … كم نَسِينا اليومَ أنَّ لدولةِ الأشياءِ قانونًا يَعُمُّ على الوجودِ .. بكلِّ شىءٍ فيهِ ليس يشِذُّ شىءٌ! لا.. ولا يطغَى به شىءٌ على شىءٍ! … … … فللأشياءِ مَنْطِقُها الذى: يسمُو على العلْمِ الغزيرِ .. لها حكومتُها التى لا فضلَ فيها للجِبالِ على الحصَى للصَّولجانِ على العصَا أو للمُحيطِ على الغديرِ .. وأمَّةُ الأشياءِ فى ناموسِها: غضبٌ فإِن غَضِبتْ فليس أقلَّ من عُنقِ الوزيرِ! وليس من فرقٍ تَراهُ العيْنُ فى قاموسِها بين المُحقَّرِ والنَّفيسِ! وأمةُ الأشياءِ.. إن ثارتْ فليس أقلَّ من رأسِ الرئيسْ! *** *** *** * من ديوان تحت الطبع بعنوان: (شىءٌ عبر لا شىء).