القتل من الجرائم الكبري التي نهانا الله عنها سواء في القرآن الكريم وكذلك الكتب السماوية الاخري وهي جريمة من أشد وأبشع الجرائم علي وجه الأرض لأن فيه الإعتداء علي النفس التي كرمها ونهانا عن قتلها إلا بالحق عن طريق أولي الأمر وتنفيذا للقانون المنظم في البلاد بناء علي أوامر الله تعالي ولكن للأسف كثير من الناس اليوم يمارس جريمة القتل ويبغي في الأرض الفساد ولكن لم تهتز له شعرة من ضمير ولادمعة من دموعه أننا فعلا نعيش في عالم مملؤا بالوحشية وغياب الضمير والخلق عند كثير من الناس الا من رحم ربي تعالي وأنني استعجب بما حصل مؤخرا بما حصل في إعلامنا من صحف وفضائيات متنوعة وندوات تقام هنا وهناك للاحتفال بالقتلة والمجرمين أنني في حيرة وتعجب كيف يتحول القاتل إلي بطل أننا فعلا في زمن العجائب والغرائب وزمن ضياع الحقائق مع العلم أنه ليس قاتلا عاديا في جريمة سرقة أو الاستيلاء علي ميراث أخت أو أم أو إنسان يتيم بالقوة وبدون حق ولكن القاتل هنا قاتل من الدرجة الأولي وقد أمضي عقوبة السجن المؤبد في العمل الإرهابي الذي تم في حادث المنصة وقتل الرئيس الطيب محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام ...وهذا القاتل هو عبود الزمر أحد رموز الجماعات الإسلامية التي تبنت الفكر المتشدد والمتطرف وأقرت العنف وسفك الدماء التي نهي الإسلام الكريم عنها ولكن هذه الجماعة أقرت العنف في كل مكان في أرض مصر الطيبة لسنوات طويلة وراح ضحيته الآلاف من أبناء الشعب المصري الأبرياء في فترة السبعينيات والثمنيات والتسعينات من القرن الماضي ،، ومن حق الزمر وزمرته الإفراج عنهم بعد فترة قضاء العقوبة التي أمضوها في السجون المصرية ولمت البلوي هنا أن يحوله الإعلام من صحافة وفضائيات ومؤتمرات تقام هنا وهناك ومنابر مساجد تتكلم عنه وكأنه قومي وكأنه سجن ظلما وعدوانا وتستقبله الوسائل المذكورة وغيرها استقبال الأبطال والفاتحين فهذا والله العظيم لهو الشئ العجاب وهذه هي الكارثة بعينها التي نعيش بعض مظاهرها وعجائبها الآن نتيجة اختلال أو انفلات الموازين والمعيار وهذا بسبب تخبط الإعلام المدمر وغسل أدمغة كثير من الناس وغياب الحقيقة والرؤيا السليمة عنها هي التي جعلت عصابات الإجرام والإرهاب أبطال وزعماء وكأنهم حققوا الانجازات الكبري في الصناعات الثقيلة والخفيفة أو حققوا الانجازات لمصر في المحافل الدولية أو صعده للقمر لإكتشاف المعجزات في عالم الفضاء الخارجي لنفع البشرية كلها أيها القائمين علي الإعلام في مصر والعالم العربي ماهذا الجهل ؟ماهذا الهوس؟ماهذا الجنون ؟وعمي الرؤية الإعلامية في خلط الأوراق وإن كان عبود الزمر قد تأخر في خروجه من السجن حين ذاك لأمر ما ولكن نحن ندين ذلك بأنه كان من المفروض أن يخرج في ميعاده المكرر ولكن قدر الله وماشاء فعل ولكن المحزن والبلوي الكبري أن تفسح له كل هذه الوسائل الإعلامية المذكورة لقد مات الشيخ الشعراوي والشيخ طنطاوي والغزالي ونجيب محفوظ ومصطفي محمود صاحب برنامج العلم والإيمان والكاتب والمفكر المعروف وغيرهم من العظماء فلم نجد مثل هذا الاهتمام من الإعلام عند موتهم أو الاحتفال بعملهم الوطني الطيب ومن المؤسف أيضا أن وسائل الإعلام أتاحت له الحديث علي البحري وظل يتكلم عن جريمته وكأنه يحكي انجازات صلاح الدين الأيوبي ولم يراعي مشاعر أسرة الرئيس الراحل السادات علاوة علي أن الأخ الزمر ظل يتكلم ويتباهي بجريمته ولم يندم عليها وهذا موجود في تصريحاته لجريدة الأخبار والأهرام والشروق وكثير من القنوات الفضائية وظل يشرح جريمته جزء جزء وكأنه يحكي فيلم سينمائي مرعب وهذا هو البلاء المبين والجهل المركب الذي لن نفيق منه إلا علي كارثة كبري عندما يعود أصحاب هذه الأفكار الإرهابية والمتطرفة والهدامة لحمل الأسلحة مرة أخري أمام أي رأي يخالفهم أو ترويع الآمنين في مصرنا الطيبة ولم ينس الزمر في تصريحاته أيضا أنه لايزال يؤمن بأفكاره المتطرفة التي دفعته في المشاركة في قتل الرئيس البطل السادات رحمه الله وكذلك إيمانه بالعنف وقتل الناس إذا خرجت عن الصواب من وجهة نظره وليس من وجهة نظر القانون المعمول به في البلاد أنني كنت أتصور أن يندم الزمر علي جريمته في حق مصر والرئيس السادات ويتوب إلي الله تعالي الذي يغفر الذنب لكل عباده التائبين ولكنه لم يفعل ويريد أيضا ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية أننا فعلا في زمن الغرائب والطرائف والبكاء المر وإنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الرئيس السادات رحمة واسعة فقد قال الشيخ الكبير محمد متولي الشعراوي في كتاب للأستاذ محمود فوزي الكاتب الصحفي رحمه الله عند مقتل الرئيس السادات وكان الاستاذ محمود فوزي عمل مع الشيخ الشعراوي حوار طويل وطبع في كتابه المذكور وقد سأل الاستاذ فوزي الشيخ الشعراوي عن الذين قتلوا الرئيس السادات فقال الشيخ الشعراوي مانصه ( لو يعلموا الذين قتلوا الرئيس السادات في حادث المنصة وبما أعداه الله للشهيد السادات في جنات النعيم لبكوا بدل الدموع دم إلي يوم القيامة لأنهم قتلوا روح طيبة يحبه الله تعالي ولكن الاعلام يمجد القتلة ولايمجد أصحاب الأعمال الصالحة والمفيدة للناس في وطننا مصر وبلاد العالم إن حرب 1973 ضد الجيش الإسرائيلي تدرس في أكبر معاهد العالم العسكرية من خطط وأعمال بطولية للجيش المصري الكريم ولشهداء مصر الأبطال في هذه الحرب والتي هزمت العدو الذي لايقهر وكان قائده الرئيس الشهيد محمد أنور السادات رحمه الله تعالي ورحم شهداء مصر في الجيش المصري وشهداء العر ب أجمعين في كل زمان ومكان وبالله التوفيق ...