بالصور.. عبدالغفار يشهد احتفالية ختام مسابقة «قادة الأنشطة الطلابية»    «الكازار» تعتزم استثمار 15 مليار جنيه فى 9 مشروعات خلال العام الجارى    15 مليون جنيه رأسمال مقترحا لاستخراج تراخيص جديدة لشركات السياحة    اتحاد الصناعات: التيسيرات الضريبية تنعش الخزانة العامة للدولة    متحدث "فتح" يثمن الدعم المصري الكبير للقضية الفلسطينية    خبير سياسي يوضح تفاصيل خطة إسرائيل لتهجير سكان شمال غزة    تحقيق يكشف الثغرات التي سمحت بمحاولة اغتيال ترامب    برايتون ضد إيبسويتش تاون.. إنذار مرسي الأبرز فى شوط سلبى بالدوى الإنجليزى    رمضان صبحي يقود تشكيل بيراميدز لمواجهة الجيش الرواندي في الكونفدرالية    الدوري الإيطالي.. فلاهوفيتش يقود تشكيل يوفنتوس أمام إمبولي    استمرار حبس عصابة تخصصت في سرقة السيارات ببدر    المؤبد لمتهم والمشدد 6 سنوات لاتجارهما بالهيروين في شبين القناطر    صلاح عبدالله عن ناهد رشدي: كانت طيبة ومحبة للحياة    5 شهداء ومصابون إثر قصف الاحتلال مدرسة تؤوى نازحين جنوب شرقى مدينة غزة    "السفيرة عزيزة" يحيى ذكرى المولد النبوى مع فرقة الساقى للإنشاد الدينى    عبد الغفار: حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 69 مليون و980 ألف خدمات مجانية خلال 44 يوما    حبس عاطل لحيازته الأقراص المخدرة في الوراق    فريقه السابق.. عمر مرموش يفتتح أهداف آينتراخت فرانكفورت في شباك فولفسبورج    واشنطن تنتظر التحقيق الإسرائيلي قبل اتخاذ قرار بشأن مقتل الناشطة أيسينور إزجي إيجي    مصرع 5 أشخاص بسبب العواصف الممطرة والفيضانات فى رومانيا    إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي «عميرة» و«الجحش» بسوهاج بحضور نائب المحافظ    لمحدودي ومتوسطي الدخل.. موعد طرح شقق الإسكان الاجتماعى الجديدة    الأزهر للفتوى يوضح ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حَق النبيصلى الله عليه وسلم    5 محطات.. البابا يصلي قداس "اليوبيل الذهبي" لكنيسة القديسين جوارجيوس والأنبا أنطونيوس بالنزهة    الحوار الوطني.. نجح في توحيد الجبهة الداخلية وخلق حالة من التآلف والتقارب بين الأحزاب السياسية    رئيس جامعة المنوفية يتفقد امتحانات التيرم الصيفي بكلية الزراعة    الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة تم اعتراض واحد منهما وسقط الآخر في المنطقة البحرية    "ضرب الحكم وإلغاء اللقاء بعد 36 دقيقة".. ذكريات الزمالك ضد الأندية الكينية    تهنئة المولد النبوي 2024.. أجمل العبارات في مدح النبي (فيديو)    425 ألف طالب وطالبة على مستوى 27 جامعة حكومية و100 معهد تلقوا تدريبات "مودة"    «الرابطة الطبية الأوروبية»: 70% من إصابات جدري القرود بين الأطفال تحت سن 15 عاما    عاجل.. فيفا يرفض قبول دعوى فيتوريا ضد اتحاد الكرة المصري    ضبط 10 أطنان سكر مجهول المصدر بحملة تفتيشية بالشرقية    رئيس أكاديمية البحث العلمي تشارك في القمة ال79 للعلوم بالأمم المتحدة    أكثر من 2000 فرصة عمل.. محافظ الأقصر يفتتح ملتقى التوظيف لأبناء المحافظة    بعد صور المنشأة النووية.. جرأة غير معتادة من كوريا الشمالية تدفعها العلاقات الروسية    هاني فرحات يُبدع مع أنغام بألحان ألبومها الجديد في جدة    ظهور زينة ومصطفى غريب.. أحداث الحلقة الأولى من مسلسل "ديبو"    رئيس"Bp" الإقليمى: تقدم أعمال حفر بئرين لإنتاج الغاز من حقل ريفين غرب الدلتا    تعرف على مبادرة ابدأ حياة .. دورة تدريبية للشباب بهدف التمكين الاقتصادي    «الإفتاء» توضح الفرق بين ليلة ويوم المولد النبوي.. يستحب فيهما الصلاة على المصطفى    ما الحكم الشرعي في الموسيقى منفردة؟ دار الافتاء تجيب    إطلاق حملة "من حقك تنظمى" لتقديم خدمات تنظيم الأسرة مجانا في شمال سيناء    خبير تربوى: التعليم الجامعى يشهد نقلة نوعية في تعدد وتنوع مصادر إعداد الشباب لسوق العمل    مضاد للسرطان.. أبرز فوائد البلح الأحمر    إجراء 14 ألف عملية جراحية مجانية ضمن مبادرة "القضاء على قوائم الانتظار" بالمنيا    مدير منظمة الصحة العالمية يشيد بمبادرة «بداية»: ستحقق تنمية بشرية سريعة    وكيل "تعليم مطروح": ورش عمل حول الانضباط المدرسي والتحفيز التربوي    مروة عبد الملك تشرح.. كيف يطور محمد عبد المنعم من نفسه في نيس؟    خلال 24 ساعة.. تحرير 483 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    الإعلامية داليا أشرف تٌشيد بمشاركة رجل خمسيني ب«كاستنج»: خطف القلوب بموهبته    بالرغم من انخفاض الحرارة.. «الأرصاد»: نسبة الرطوبة تصل إلى 90%    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 14-9-2024 في محافظة قنا    مؤشرات كليات المرحلة الثالثة 2024 علمي علوم ورياضة بالدرجات.. نتيجة تنسيق 2023 (من بينها حقوق)    مؤشرات المرحلة الثالثة 2024 أدبي.. نتيجة تنسيق الكليات 2023 بالدرجات    سيد عبدالحفيظ يكشف توقعاته ل مباراة الأهلي والزمالك في السوبر الإفريقي (فيديو)    مينا النجار: ميدفست غير شكل صناعة السينما في مصر l حوار    برج الجدي.. حظك اليوم السبت 14 سبتمبر 2024: خبر سار في العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسطورة حب فرهاد و شيرين فى آداب شعوب الشرق
نشر في شباب مصر يوم 21 - 10 - 2010

ثمة عدد كبير من الأساطير و الحكايات و القصص الشعبية الشائعة فى فولكلور و أدب أكثر من شعب واحد ، لعل فى مقدمتها الملحمة الشعرية " فرهاد و شيرين " أو " خسرو و شيرين " التى لها نصوص فولكلورية مختلفة و معالجات أدبية عديدة فى التراث الثقافى لشعوب الشرق الأوسط و الأناضول و آسيا الوسطى .
و كما هو واضح من أسماء أبطال هذه الأسطورة و مسرح أحداثها و وقائعها أنها ( فارسية – كردية ) الأصل ، لأنها تستند الى وقلئع تأريخية حقيقية لها علاقة بالشعبين الفارسى و الكردى .
كان خسرو أحد آخر الحكام الفرس فى نهاية الفترة التى سبقت الفتح الأسلامى لبلاد فارس أو العجم كما يقول العرب ، حيث حكم البلاد خلال الفترة الواقعة بين عامى ( 591- 628 ) م . و كانت شيرين زوجته ، و وردت سيرتهما فى العديد من المصادر التأريخية . و أبرز من عالج هذه الأسطورة هو الشاعر الفارسى العظيم الفردوسى (940 -1020 ) م و ذلك فى مؤلفه الشهير " الشاهنامة " .
لقد خلد الشاعر قصة حب " خسرو و شيرين " فى ملحمة شعرية رائعة ، تعد من عيون الأدب الكلاسيكى الشرقى و العالمى ، بيد أنه لم يذكر شيئا عن فرهاد الذى ورد أسمه لأول مرة فى مخطوطة تعود للمؤرخ الطاجيكى – الفارسى (بالامى ) كتبت فى أواخر القرن العاشر . و المعروف أن (بالامى ) قد توفى فى العام 996م .
أما الشاعر ( آغاجى ) الذى عاش فى الفترة الممتدة من أواخر القرن العاشر الى منتصف القرن الحادى عشر ، فأنه يذكر أسم فرهاد حين يتحدث عن الأسطزرة الشعبية عن شق قناة عبر صخور جبل بيستون من جبال كردستان .
كما كتب الشاعر الأذرى نظامى كنجوى ملحمة شعرية عن " خسرو و شيرين " و ذلك فى العام 1181م و أهداها الى ذكرى زوجته الحبيبة التى فارقت الحياة و هى فى عز شبابها . شيرين هى البطلة الرئيسية لهذه الملحمة ، و قد أسبغ الشاعر عليها السجايا الأنسانية الرفيعة ، فهى طيبة ، قوية الأرادة ، نقية السريرة ، و ذات أخلاق حميدة . و هى صفات و فضائل يفتقر اليها خسرو كأنسان و حاكم للبلاد .
كان عشق فرهاد لشيرين من جانب واحد أى أن شيرين لم تبادله الحب ، و مع ذلك فأن فرهاد أقدم على تضحية كبيرة من أجلها حين حقق رغبتها فى شق قناة عبر جبل بيستون لغرض أيصال الماء ألى الجهه الأخرى من الجبل ، وهى مهمة شاقة ( و تكاد ان تكون شيه مستحيلة بمقاييس ذلك العصر ) و لكن فرهاد أنجزها على أحسن وجه و أثار هذا العمل الخارق اعجاب شيرين من جهة وحقد و كراهية خسرو من جهة أخرى .
كان خسرو يغار من فرهاد و يتحين الفرص للأنتقام منه ، و لأنه كان يعرف مدى عمق حب فرهاد لشيرين ، فقد لجأ الى الخديعة و أرسل اليه من يخبره كذبا أن شيرين ماتت... الصدمة تهز كيان فرهاد و الفاجعة الأليمة تهد صحته ، فيفارق الحياة حزنا و كمدا على حبيبته الغالية .
و اذا كان فرهاد فى ملحمة كنجوى شخصية ثانوية ، فأنه البطل الرئيسى فى الروايات الفولكلورية لهذه الأسطورة التأريخية الشعبية . و يعتقد بعض المستشرقين و منهم ع. علييف فى كتابه الذى يحمل عنوان " خسرو و شيرين فى آداب شعوب الشرق " ( موسكو – 1962 ) ان ذلك قد حدث تحت تأثير ملحمة الشاعر الأوزبكى ( نوفوى ) ( 1484 م ) " فرهاد و شيرين " فقد حاول ( نوفوى ) أن يضفى على فرهاد الصفات و السجايا الأنسانية السامية .
فرهاد فى هذه الملحمة يتمتع – اضافة الى بسالته و شهامته و رجولته – بخصال و قيم رفيعة ، فهو دمث الخلق ، ذكى ، يحب العمل و ذو مهارة فنية عالية ( شق قناة بيستون ) . و على النقيض من ذلك رسم الشاعر صورة سلبية للغاية لخسرو كأنسان خبيث و غادر و حاكم مستبد ، يتسبب فى موت فرهاد ، و لكن القدر يمهل و لا يهمل ، حيث نراه بعد حين يلقى جزاءه العادل و يقتل على يدى أبنه .
و فى العصر الحديث ألهمت هذه الأسطورة عددا من الشعراء البارزين ، قكتبوا مسرحيات شعرية مستمدة من أحداثها و وقائعها ، وفى مقدمتهم الشاعر التركى الكبير ناظم حكمت الذى ألف مسرحية تحت عنوان " حكاية حب " أو " فرهاد و شيرين " و قد قدمت هذه المسرحية على أشهر مسارح العالم لسنوات طويلة متتالية ( فى موسكو و باريس و برلين و غيرها من العواصم ) . و فى أذربيجان كتب الشاعر فورغوف مسرحية " فرهاد و شيرين " التى ترجمت الى عدد من اللغات الأجنبية و قدمت على مسارح جمهوريات الأتحاد السوفييتى ( السابق ) .
و لا بد من الأشارة هنا الى أن معهد الأستشراق فى مدينة بطرسبورغ الروسية ، قام بجمع نصوص فولكلورية كردية و شرقية لهذه الأسطورة و بذلت جهود مشكورة من قبل علماء المعهد لدراسة هذه النصوص و مقارنتها و تحليل مضامينها و أبراز قيمتها الفنية و سماتها الجمالية و يحق لنا ان نتساءل هنا : الى متى نظل نتعرف على تراثنا الشعبى و أدبنا الكلاسيكى من خلال المستشرقين الأجانب ؟
و عندما نقول ذلك فأننا لا نبخس الجهود المضنية التى بذلها المستشرقون الكردولوجيون فى سبيل اخراج كنوزنا الكلاسيكية و الفولكلورية من ظلمات الماضى الى النور و نفض الغبار عنها و تحقيقها و ترجمتها و نشرها . و لهم دين فىأعناقنا و فضل كبير على ثقافتنا ، و نأمل ان يحذو الدارسون الكرد حذوهم . و كنا فى دراساتنا عن التراث الكردى ٌقد أشرنا الى تقصير وزارة الثقافة فى أقليم كردستان عن النهوض بمهامها الأساسية و خصوصا تشكيل فرق عمل تتولى توثيق تراثنا الفولكلورى - الشفاهى الباذخ و الجميل ، لأننا ان لم نوثق هذا التراث فأن الزمن سيمحو ما تبقى منه لحد الآن
.
, قلنا ذلك و كتبنا و ناشدنا المسؤولين فى وزارة الثقافة الكردستانية ان يتحركوا فى هذا الأتجاه . ذهب وزير و جاء آخر و لم يتغير شىْ على الأطلاق ، و بقيت المهرجانات الشغل الشاغل و الهم الأكبر لهذه الوزارة . و ها نحن نناشدها من جديد ان تلتفت الى هذه الناحية ، لأن تراثنا الثقافى عصب هويتنا التى يتحدثون عنها ليل نهار .
جودت هوشيار – موسكو
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.