تقدّم كاهن من فرعون وقال له : يولد مولود في بني إسرائيل، يذهب ملكك بيده فثار فرعون واشتاط غضبا، وأخذ يذبّح الأبناء، ويستبقي النساء أحياء، ورغم ذلك تربّى موسى عليه السلام وترعرع في قصر فرعون، لكي يوقن الأخير أنّ الله.. "ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ () فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ".. ويدرك أنّه لن يستطيع ردّ الأمر الإلهي مهما فعل لأنّ الله تعالى أمره بين الكاف والنون.."إِذَا قَضَىٰ-;- أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ" وهذا هو الحال اليوم، فإنّ البعض أو الكثير يحاولون الصدّ عن سبيل الله تعالى ليوقفوا "أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا" وهو أمر صاحب العصر والزّمان الإمام المهدي المنتظر عليه السلام وكما أخبرنا الإمام عليّ عليه السلام عن حال الإمام القائم وقال : "ولولا سيف الله معه لأسالوا منه الدّم.. وهو الوليّ" وبالحديث عن بشارات سيد الخلق أجمعين صلّى الله عليه وآله الطاهرين فقد بشّرت به أولا الكتب السماوية السابقة "التوراة والإنجيل" قال تعالى .. "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ" وكان ذلك قبل ميلاد النبي بنحو أكثر من 650 عام، ثمّ رجال بشّروا بالنبي قبل مولده الشريف، فلم يكن ميلاده صلّى الله عليه وآله مفاجأة بل علم به الكثير من أهل الكتاب لما وجدوه في كتبهم، وكذلك علم أهل الحكمة بمولده الشريف، ولمّا ظهرت علامات الزمان الذي سيولد فيه المصطفى صلوات الله عليه وآله؛ أخذ الأحبار والرهبان يكثرون من الإعلان عن قدوم الرسول الكريم. وكان من أبرز المبشّرين.. سيف بن ذي يزن الحميري "ملك اليمن" وقد بشّر عبد المطّلب جدّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سيأتي من نسله النبي "المنتظر" بعد أن استمع إلى نسبه المتّصل بنبي الله إسماعيل عليه السلام، عندما ذهب عبدالمطلب ليهنأه بعدما فتح الحبشة وصارت تحت ملكه، فأدني عبد المطلب من مجلسه وأخلاه، ثم قال: يا عبد المطلب إني مفض إليك من سر علمي، ما أن لو يكون غيرك لم أبح به، ولكني رأيتك معدنه، فأطلعتك طليعه فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه فإن الله بالغ أمره: إني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي اخترناه لأنفسنا، واحتجبناه دون غيرنا خيرا عظيما، وخطرا جسيما فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة للناس عامة ولرهطك كافة ولك خاصة. ثم قال: إذا ولد مولود بتهامة، غلام به علامة، بين كتفيه شامة، كانت له "الإمامة"، ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة. هذا حينه الذي يولد فيه، أو قد ولد واسمه محمد يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، ولدناه مرارا والله باعثه جهارا، وجاعل له منا أنصارا يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، ويضرب بهم الناس عن عرض، ويستبيح بهم كرائم الأرض يكسر الأوثان، ويخمد النيران، ويعبد الرحمن ويدحر الشيطان، قوله فصل وحكمه عدل، يأمر بالمعروف ويفعله وينهى عن المنكر ويبطله. فقال عبد المطلب: أيها الملك كان لي ابن وكنت به معجبا ، وعليه رفيقا فزوجته كريمة من كرائم قومه آمنة بنت وهب فجاءت بغلام سميته محمدا فمات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه. قال ابن ذي يزن: إن الذي قلت لك كما قلت فاحتفظ بابنك، واحذر عليه اليهود فإنهم له أعداء، ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، واطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك-;- فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة من أن تكون لكم الرياسة فيطلبون له الغوائل، وينصبون له الحبائل فهم فاعلون أو أبناؤهم، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي قبل مبعثه-;- لسرت بخيلي ورجلي حتى أصير يثرب دار ملكي فإني أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن بيثرب استحكام أمره ، وأهل نصرته، وموضع قبره، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات لأعلنت - على حداثة سنه - أمره، ولأوطأت على أسنان العرب عقبه، ولكني صادف ذلك إليك، عن غير تقصير بمن معك. أمّا بالعودة إلى زماننا هذا، ونحن على أبواب حدث عظيم، أخبر عنه النبي صلّى الله عليه وآله قبل أكثر من 1400 عام والأخبار كثيرة في هذا الحدث والظهور، وصلت إلى حد التواتر المعنوي علي لسان المصطفى وهو الذي قال الله تعالى فيه "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ-;- () إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ-;-" ومن ينكر ذلك فإما عقله مشوّش أو قلبه مريض أو جاحد أو كافر وهو ليس من الإسلام في شئ، خاصة وأنّ الجمهور من علماء أهل السنة فضلا عن الشيعة أقرّوا ظهور الإمام المهدي المنتظر آخر الزمان واما قبيل مولده الشريف مباشرة كان الشاهد على مولده "الثورة الخمينية" عام 1979 والتي أطاحت بالشاه وغيرت نظام الحكم ليصبح تحت مسمّى "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" كما وقع بعدها في نفس العام حادث اقتحام الحرم المكّي الشريف 20 نوفمبر 1979 بقيادة جهيمان العتيبي والذي أعدم 9 يناير 1980 ليولد الإمام القائم في غضون العام ذاته في 6 أبريل 1980 وذلك كما هلك أبرهة في نفس العام الذي ولد فيه المصطفى صلّى الله عليه وآله، بعد محاولته هدم الكعبة ولكنّ الله كان لهم بالمرصاد.."فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ" وأمّا عن المبشّرين قبيل ظهوره الشريف فكان على القمّة.. الرئيس الإيراني الأسبق "محمود أحمدي نجاد" حيث بشّر بقرب ظهوره بمقرّ الأممالمتحدة بواشنطن كما حدّد الرئيس الإيراني عام 2014 وهو العام الذي سيظهر فيه الإمام المهدي عليه السلام واتّفقت معه في التوقيت عالمة الفلك والباحثة في علم الجفر السيدة "جوي عياد" حيث قالت عن عام 2014 هو عام ظهور الغالي وهو الإمام المهدي عليه السلام والتي قالت عنه أنّ اسم قريته على اسم جدّه .. وهو أبو جعفر من قرية الحمر والجعافرة. وكما قال الشيخ محمود المصري، الداعية الإسلامي، "إن الدنيا تتهيأ لظهورالمهدي المنتظر" يناير 2016 وبالعودة للسيدة "جوي عياد" فقد نشرت مؤخّراعلى صفحتها الرسمية على فيس بوك وثائق مصوّرة تعود إلى "مخطوط رسالة في علم الجفر" جاء فيها .. (.. بظهور "محمود".. فرحت الأصحاب بقدوم المهاب، ويأتي للموصول، والفعل يتحوّل بحكم جديد، في أرض "الصعيد".. بالحرب الشديد، وتمزيق الأبدان، في قتل ملك السودان، قم يا صاحب الخرطوم.. وفرّق بين الظالم والمظلوم، وحارب بالأسحار، واقتل الكفّار..). وقد ذكر موقع اليوم السابع في تقرير مصوّر 9 يناير 2014 بعنوان "بالصور.. محمود قاسم: أنا المهدى المنتظر.. والرئيس القادم" وقد أفاد التقرير بأن الشخص الذي أعلن أنه المهدي المنتظر اسمه "محمود" وهو من "أرض الصعيد" حين ورد في التقرير.. «محمود قاسم أبوجعفر» المواطن القناوى، يروى ل«اليوم السابع» ما يزعم أنه «نبوءة» من السماء قائلا: قبل عام «وصلنى وحى بأنى المهدى المنتظر من سيدة مسيحية بائعة فى كشك وسيدة أخرى قابلتها فى القطار، وعلمت أيضا من رسل من الجن». وحينما سألته الصحفية رحمة ضياء عن الإسم والصفات فضلا عن أنه أجلى الجبهة وأقنى الأنف.. ذكر التقرير «أبوجعفر» يؤكد أن كل صفات المهدى تنطبق عليه قائلا: «أنا أسمر ونحيف وأسنانى غير مستوية، ويعود نسبى للإمام جعفر الصادق ابن سيدنا الحسين، والأحاديث قالت إن المهدى من آل بيت الرسول، واسمه على اسم الرسول "محمد بن عبدالله"- وأنا اسمى ..«محمود».. من أسماء الرسول واسم أبى «القاسم» وهو عبدالله» فهل ستتحقق نبوءة ظهور المهدي المنتظر عليه السلام، الذي أخبر عنه جدّه قمر الأنبياء وسيد المرسلين صلّى الله عليه وآله أجمعين خاصة بعد وقوع كل العلامات التي تسبقه، أم أن أعداء الله سيستطيعون صدّه وإيقافه كما حاول فرعون وهو الأمر المثير للسخرية "بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ-;- أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰ-;-لِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا".. "اللهمّ ربّ هذه الدعوة التامّة، والصلاة القائمة، آت سيدنا محمدًا الوسيلة والفضيلة، والدّرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهمّ مقامًا "محمودًا" الذي وعدته إنّك لا تخلف الميعاد". "اللهمّ صلّ وسلم وبارك على حبيبك محمد النبي الأمّي الصادق الأمين، قمر النبيّين وسيد المرسلين ، وآله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا مباركا مضاعفا.. لأقصى حد علمته بعلمك الأزلي - يا أزل يا مالك الملك - يا ذا الجلال والإكرام - يارب العالمين يا أرحم الراحمين".