إن الذين يعيشون في معيّة الله ، يتولاّهم الله ويرشدهم إلى الصّراط السوي.. والطّريق المستقيم.. وسبيل الرّشاد. يقول تعالى "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" وخاصة العلماء الذين أسمعوا الأمّة ما يرضي ربهم ويبرّءهم أمامه تعالى.. فهو موفّقهم لذلك ، ومن كبار علماء العصر كان وما زال الشيخ "محمد متولي الشعراوي" رحمه الله.. عالما، فقيها، مفسّرا ؛ بحرا من العطاء للأمّة الإسلامية تاركا بصمته العطرة في حياته وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى وحتى يومنا هذا، كان قنديلا يضيئ طريق الناس ودليلا في صحراء التيه ، ولم يخشى في الحق لومة لائم. أحب بلده وأخلص إليها ولم يكن من الذين .. "اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ" هاجم الإسلام السياسي وبغضه.. لما يسيئ الأخير للإسلام والمسلمين. فقالوا "نريد أن نحكم بالإسلام" وقال الشيخ رحمه الله "أريد أن أحكم بالإسلام" لكن المفارقة كانت في اختلاف التشكيل.. فتغير المعني هم قالوا ..نحكم ،بفتح النون. أما الشيخ الشعراوي فقال ..أحكم.. بالضّم أى يكون هو تحت حكم الإسلام وهذ إثبات على من يريد "الإسلام" ولا شئ سواه كالشيخ رحمه الله وإثبات أيضا على من يريد "الحكم، والسلطة، والنفوذ" تحت مسمّى الإسلام وهم أغنياء عن التعريف ولن نعرّفهم فهم نكرة ووباء. أحب الشيخ رحمه الله الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" حينما رآه في منامه ويمسك بيد أطفال يرتدون ملابس ضبّاط وأطباء فعلم أن الزعيم عبد الناصر كان على حق ، فراح يزور قبره ويقرأ له الفاتحة. التقي بالشيخ "أمين الدشناوي" ريحانة المداحين.. ليسمع منه قصيدة "عطّر اللهم روض المصطفى" كان محبّا مخلصا لآل بيت المصطفى صلّ الله عليه وآله أجمعين. ومن النفحات العطرة للشيخ الشعراوي : "الهدى يتطلب هادياً ومهدياً ، وغاية تريد أن تحققها. فإذا لم يكن هناك غاية أو هدف فلا معنى لوجود الهدى لأنك لا تريد أن تصل إلى شيء .. وبالتالي لا تريد من أحد أن يدلك على طريق .. إذن لا بُد أن نوجد الغاية أولاً ثم نبحث عمن يوصلنا إليها". وقال الشيخ رحمه الله "كان يجب علينا أن نتريّث، وهذا التريّث حفاظا على الشمعة، الشمعة.. قد لا تنير مكانا واسعا لكنّنا نحافظ عليها، لأنه من الممكن أن نكسّرها فتنير أكثر، أو نأخذ منها نارا نشبّها حريقا على أعداءنا، فليس من السهل أن نترك من ينفخ الشمعة ليطفئها نهائيا.. استبقوا هذه الشمعة، استبقوها لتأخذوا منها النور للمحبّ والنار للمبغض.." وقال رحمه الله : "يا قوم لا تستمعوا إلى أحد لأن دينكم واضح، واعلموا أنّ خصوم الإسلام لم يقدروا على الإسلام من ذواتهم ، فدخلوا عليه من أبناءه وجعلوا لكل واحد أملا أن يكون.. أميرا أو حاكما ولذلك أعلنت أنا دائما.. أنا لا أريد أن أحكم بالإسلام، ولكنّي أريد أن أحكم بالإسلام الإسلام أمين عليّ أن أكون محكوما له، بأي واحد من أدنى الأرض ورجله على رقبتي وعلى رأسي، ولكني أريد أن أحكم بالإسلام" وقال عن بلده مصر "فأروني في مصر.. مصر الكنانة، مصر الذي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. "أهلها في رباط إلى يوم القيامة" من يقول على مصر أنها أمّة كافرة، إذن فمن المسلمون؟ من المؤمنون؟ مصر التي صدّرت علم الإسلام إلى الدنيا كلها، صدّرته حتى إلى البلد الذي نزل فيه الإسلام وأمّا دفاعا عن الإسلام فانظروا إلى التاريخ من الذي رد همجيّة التتار عنه؟ .. إنها مصر من الذي رد هجوم الصليبيين على الإسلام وعلى المسلمين؟ .. إنها مصر و"ستظل مصر دائما" رغم أنف كل حاقد، أو حاسد، أو مستغل، أو مستغل، أو مدفوع من خصوم الإسلام" يقول الشيخ رحمه الله "عطاء الله سبحانه وتعالى وحِكمته فوق قدرة فهم البشر، ولو أراد الانسان أن يحوم بفكره وخواطره حول معاني هذه الحروف – اوائل السور - لوجد فيها كل يوم شيئاً جديداً ، لقد خاض العلماء في البحث كثيراً، وكل عالم أخذ منها على قدر صفائه، ولا يدعي أحد العلماء أن ذلك هو الحق المراد من هذه الحروف، بل كل منهم يقول والله أعلم بمراده" هذا عن الحروف المقطّعة التي وردت في القرآن الكريم مثل " ن.. و ..حم " وأذكركم بما نقلته عن الشيخ في أوّل المقال قوله المأثور الهدى يتطلب هادياً ومهدياً ، وغاية فنقول كي لا نضل أعذانا الله ، وحفاظا على وصيته تعالى لنا في كتابه المبين، قوله تعالى وهو أصدق القائلين "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" المهدي بين ..ن.. و ..حم.. والكتاب المبين بين هذه وتلك تجد المهدي عليه السلام في أرض الكنانة . اللهم صلّ وسلم وبارك على حبيبك محمد النبي الأمّي الصادق الأمين، قمر النبيّين وسيد المرسلين ، وآله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا مباركا مضاعفا.. لأقصى حد علمته بعلمك الأزلي - يا أزل يا مالك الملك - يا ذا الجلال والإكرام - يارب العالمين يا أرحم الراحمين.