تتواصل عمليات التصويت في سورية في استفتاء على مشروع دستور جديد للبلاد ؛ في حين تستمر أعمال العنف حاصدة 26 قتيلا على الأقل لا سيما في حمص التي يستمر قصف عدد من أحيائها ومحاصرتها منذ ثلاثة أسابيع. وقال التلفزيون السوري، إن هناك إقبالا كبيرا على التصويت في الاستفتاء على الدستور الذي يقول الرئيس السوري بشار الأسد إنه سيؤدي إلى إجراء انتخابات برلمانية متعددة. ويقوم التلفزيون السوري الرسمي ببث مباشر من محافظات مختلفة حول سير عملية الاقتراع منذ أن فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الأحد ليدلي أكثر من 14 مليون سوري تجاوزت أعمارهم أل 18 عاما بأصواتهم. وقال بسام حداد مدير احد مراكز الاقتراع في العاصمة دمشق في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء "التصويت منذ البداية فاق التوقعات. يمكننا القول انه تجاوزها بنسبة 200 في المئة." وقال ناخب آخر يدعى ماجد إلياس "هذا واجب وطني وسواء وافقت أم لا يتعين علي أن أدلي بصوتي ...أنا أوافق على مسودة الدستور وان كنت اعترض على بعض بنودها. على كل سوري أن يركب موجة الإصلاح لتحقيق ما يريد." ونقلت وكالة أنباء سورية عن مساعد وزير الداخلية السوري للشؤون المدنية العميد حسن جلالي قوله إن " الوزارة اتخذت كل الإجراءات الكفيلة بحسن سير عملية الاستفتاء وذلك ضمانا لنزاهتها بشكل يكفل حق المواطن في الإدلاء بصوته بجو من الحرية والشفافية." ودعا جلالي السوريين إلى " المشاركة الفعالة في هذا الاستفتاء كونه يشكل الطريق الصحيح لرسم مستقبل سورية وتحقيق آمال وطموحات مواطنيها في الحرية والديمقراطية."، على حد تعبيره. ويلغي الدستور الجديد الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ 50 عاما. فقد حلت فقرة تنص على التعددية السياسية محل المادة الثامنة التي تشدد على دور حزب البعث القائد في الدولة والمجتمع. وتنص المادة 88 على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح أن هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض أن تجري في 2014. وقد دعت المعارضة السورية التي تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد إلى مقاطعة الاستفتاء ، معتبره إياه مزحة في ظل استمرار أعمال العنف في البلاد. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية وهي جهة معارضة تنشط في الداخل في بيان لها على موقعها على شبكة الانترنت "هذا دستور وضعه مجرمون فاقدون للشرعية لم يطبقوا شيئا من الدستور السابق ولم يراعوا قانونا ولا عرفا ولا إنسانية". ودعت الهيئة إلى " المقاطعة التامة وعدم الذهاب إلى مراكز الاستفتاء ووضع صناديق في أماكن المظاهرات للاستفتاء على إعدام بشار". ومن حمص، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله "الاستفتاء هو نوع من الحوار، ولا حوار مع القاتل، الدستور الجديد يسمح لبشار الأسد بالترشح مرة أخرى للرئاسة.وأضاف "كما أننا نعرف أنه لا انتخابات نزيهة يمكن أن يقوم بها هذا النظام. المواطنون يعرفون أن الأمر مثير للسخرية". ويأتي الاستفتاء في وقت تستمر الحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق ضد النظام السوري والتي تواجه بحملة قمع دموية تسببت بمقتل أكثر من 7500 شخص حتى الآن، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا. وقال المرصد إن تسعة سوريين قتلوا الأحد إثر إطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في حمص، كما قتل ثلاثة مواطنين آخرين في إطلاق نار وقذائف على أحياء أخرى. وأضاف المرصد " قتل أربعة من القوات النظامية بينهم ضابط اثر اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة". وفي درعا ، قتل ثلاثة من عناصر الأمن في استهداف سيارتهم خلال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في المدينة. كما قتل جنديان في مدينة داعل في درعا في اشتباكات مستمرة منذ الصباح. وقتل ثلاثة أشخاص آخرون برصاص القوات السورية في مناطق مختلفة في محافظة درعا، في ظل اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومجموعات منشقة. في غضون ذلك استؤنفت صباح الأحد المفاوضات التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع السلطات والمعارضين السوريين لإجلاء جرحى بينهم صحافيان غربيان من حي بابا عمرو في حمص.ولم تسفر المفاوضات التي استمرت 12 ساعة السبت عن نتيجة. ونجح الهلال الأحمر والصليب الأحمر يوم الجمعة ولأول مرة في إجلاء سبعة جرحى و20 امرأة وطفلا مرضى من بابا عمرو الذي يتعرض للقصف منذ ثلاثة أسابيع..