جرى الاستفتاء على الدستور الجديد، واستمر قصف حي بابا عمرو في حمص بدأت عملية فرز الأصوات في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في سوريا، بينما استمرت اعمال العنف التي قتل فيها 57 شخصا على الاقل. وطالب الرئيس الأمريكي باراك اوباما الحكومة السورية "وقف قتل مواطنيها فورا" وكانت عملية التصويت على مشروع الدستور الجديد قد جرت بينما استمر قصف حي بابا عمرو الذي بدأ منذ أكثر ثلاثة اسابيع، واستمرت التظاهرات الاحتجاجية ايضا. وجرى التصويت على الدستور الجديد الذي يلغي الدور القيادي لحزب البعث القائم منذ خمسين عاما. وعُدّلت المادة الثامنة بفقرة تنص على "التعددية السياسية" بدلا من التشديد على دور حزب البعث "القائد في الدولة والمجتمع". وتنص المادة 88 على ان الرئيس لا يمكن ان ينتخب لاكثر من ولايتين، كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح ان هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي، الا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض ان تجري في 2014. ويبقي الدستور على صلاحيات واسعة للرئيس. واعتبر وزير الداخلية محمد الشعار ان عملية الاستفتاء سارت "بشكل طبيعي في معظم المحافظات وان المراكز شهدت اقبالا كبيرا من المواطنين باستثناء بعض المناطق"، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". المعارضة ودعوة للمقاطعة وكانت المعارضة السورية التي تطالب برحيل الاسد، قد دعت الى مقاطعة الاستفتاء، معتبرة انه لا يحظى بالشرعية. وقالت "الهيئة العامة للثورة السورية"، في بيان لها على موقعها على شبكة الإنترنت: "هذا دستور وضعه مجرمون فاقدون للشرعية، ولم يطبقوا شيئا من الدستور السابق، ولم يراعوا قانونا ولا عرفا ولا إنسانية". ودعت الهيئة إلى المقاطعة التامة للاستفتاء، وإلى عدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع، وشجَّعت السوريين على وضع صناديق في أماكن المظاهرات "للاستفتاء على إعدام المجرم بشار". إلاَّ أن مراسل رويترز أكَّد أنه شاهد عشرات الناخبين يأخذون أدوارهم في طوابير الانتظار للإدلاء بأصواتهم في أحد مراكز الاقتراع في دمشق. تطمينات ودعوات واعلن المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة في بيان الاحد انه "يمد اليد" الى الطائفة العلوية، التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد، من اجل بناء "دولة المواطنة والقانون". وقال "لن ينجح النظام في دفعنا الى قتال بعضنا البعض. إننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأول بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا الى اخوتنا العلويين، لنبني سورية دولة المواطنة والقانون" استمرار القصف وكان القصف على حي بابا عمرو في حمص قد استمر الأحد بينما كان المواطنون يتوجهون في مناطق أخرى الى صناديق التصويت على الدستور الجديد. وقال هادي العبدالله الناطق باسم الهيئة العامة للثورة في حمص، "لا انتخابات نزيهة يمكن ان يقوم بها هذا النظام. المواطنون يعرفون ان الامر مثير للسخرية". وأضاف العبد الله إنه تجول في احياء "هادئة نسبيا" من حمص، مثل القصور والخالدية والقرابيص وجورة الشياح والبياضة، واكد أن هذه الاحياء "الواقعة نسبيا تحت سيطرة الجيش الحر لا يوجد اي انسان في شوارعها، وكل شيء مقفل، ولا يوجد فيها مركز اقتراع واحد. فكيف بالحري الاحياء التي تشهد قصفا؟". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الانباء الفرنسية "إن الاستفتاء نجح في الاعلام السوري، فقط! فأي استفتاء في ظل الانفجارات واطلاق الرصاص؟". واشار عبد الرحمن الى ان الكثير من الاهالي في مناطق عدة رفضوا المشاركة في الاستفتاء وتعرضوا لضغوط. وبلغ عدد القتلى الذين لقوا حتفهم، الاحد، في اعمال عنف في كل انحاء سوريا 57 شخصا، منهم 34 مدنيا و23 عسكريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. جهود الصليب الأحمر الصليب الأحمر الدولي يفاوض النظام والمعارضة على إخلاء الجرحى من حمص ولم تثمر المفاوضات التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الاحمر مع السلطات والمعارضين السوريين لاجلاء جرحى بينهم صحافيان غربيان، وهما الفرنسية إديت بوفييه، والبريطاني بول كونروي، من حي بابا عمرو في حمص. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة، لوكالة الأنباء الفرنسية "لن يحصل الاجلاء الاحد لان ارسال سيارات اسعاف ليلا، إلى حمص لنقل الجرحى امر بالغ الخطورة. من الارجح القيام بذلك الاثنين". واصيبت بوفييه وكونروي الاربعاء في قصف على منزل حوله ناشطون الى مركز إعلامي، وتسبب ايضا بمقتل زميليهما الفرنسي ريمي اوشليك والاميركية ماري كولفن. ردود الفعل الدولية ونقلت وكالة أنباء رويترز عن الرئيس الأمريكي باراك اوباما، قوله "إن الوقت قد حان لكي توقف الحكومة السورية قتل مواطنيها". وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، في مقابلة مع بي بي سي، اثناء زيارتها للرباط "اعتقد ان كل مخاطر اندلاع حرب اهلية قائمة. والتدخل الاجنبي لن يمنع ذلك، حتى انه سيعجل به على الارجح، وهناك معارضة قوية جدا ضد التدخل الاجنبي، في داخل سوريا وخارجها". ورأت كلينتون ان النقاط الثلاث التي يتعين ان تشكل استراتيجية المجتمع الدولي حيال سوريا تكمن في "مساعدة انسانية عاجلة" للمدنيين، و"زيادة الضغوط على نظام الاسد"، و"المساعدة على الاعداد لعملية انتقالية". تظاهرات في العواصم وفي مدريد، تظاهر حوالى 500 شخص، أمام وزارة الخارجية الاسبانية والسفارة السورية، مطالبين بسقوط الاسد ومنددين بالعنف. وحملوا لافتات كتب عليها "سوريا حرة،الآن" و"حرية". كما سارت تظاهرة في المغرب ضمت الآلاف في الدارالبيضاء، للمطالبة بإسقاط النظام السوري، وذلك بناء على دعوة من جمعية العدل والاحسان الاسلامية. المصدر: BBC MIDDLE EAST