هزت انفجارات عدة مدن سورية أمس مما أسفر عن مقتل18 في حمص ودرعا مع فتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين للادلاء بأصواتهم في استفتاء علي دستور جديد سيبقي الرئيس بشار الاسد في السلطة حتي عام.2028 وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تسعة مواطنين قتلوا اثر إطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في حمص, كما سقط أربعة من القوات النظامية بينهم ضابط اثر اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة. وكان خمسة جنود من القوات النظامية قتلوا بنيران مجموعات مسلحة منشقة في محافظة درعا. وقال بيان للمرصد إن اشتباكات تدور بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في مدينة درعا, مما أدي إلي مقتل ثلاثة من عناصر الأمن اثر استهداف سيارتهم, ودخلت ناقلات جند مدرعة إلي المدينة. ومن جانبه, قال التلفزيون السوري إن التصويت بدأ بشأن الاستفتاء علي الدستور الذي يقول الاسد انه سيؤدي الي اجراء انتخابات برلمانية متعددة الاحزاب خلال ثلاثة أشهر لكن معارضيه يرون انه مزحة سخيفة بالنظر الي العنف الذي يجتاح البلاد. وانقسم السوريون بين الأدلاء ب نعم والإدلاء ب لا خلال الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد الذي يكسر احتكار حزب البعث للسلطة. وقالت هدي أبو صالح, سيدة تزور إحدي مراكز الاستفتاء في ضاحية جرمانا إحدي ضواحي دمشق هي وإحدي قريباتها,: أتيت لاستفتي بنعم, إن كانت هذه النعم تسهم في مستقبل أفضل لسوريا, وإن كانت تعيد لي ولأسرتي الأمن والاستقرار. ولم تخف السيدة أبو صالح رغبتها بانتقاد الأخطاء والفساد المستشري في البلاد لكنها قالت هذا شيء ومصير سورية شيء آخر. واعتبرت أبو صالح, وهي معلمة في مرحلة التعليم الأساسي وتنتمي لطائفة الموحدين الدروز من الأقليات أن الدستور يكون مهما من حيث تطبيقه لا من حيث تشريعات جديدة فقط. وفي مركز آخر في ضاحية قدسيا القريبة من دمشق, والتي خرجت فيها العديد من التظاهرات المناوئة للسلطات السورية قال محمد أتيت إلي المركز لأصوت بالرفض علي هذا الدستور, لانه لا يمثلني وباعتقادي أنه لا يمثل الملايين من الشعب السوري الذي يريد الانتقال نحو مستقبل أكثر إشراقا وديمقراطية.وشهدت مراكز الاستفتاء إقبالا متواضعا من الصباح الباكر خاصة في الضواحي التي تشكل المعارضة طيفا كبيرا من سكانها, بينما شهدت بعض المراكز في وسط المدينة, والتي يحسب فيها السكان علي الموالاة, إقبالا مقبولا نسبيا, إلا أن ذلك كله كان في ساعات الصباح الأولي بحيث تتأخر حركة الحياة العامة في سوريا إلي ما بعد الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي.واستمرت وسائل الإعلام السورية الرسمية منذ أيام وإلي الآن بالدعوة المستمرة للسوريين للإقبال بكثافة علي الاستفتاء كما أعلنت قيادة حزب البعث الحاكم في بياناتها الخطية إلي كوادرها وإلي الشعب السوري بضرورة الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد.ووصلت دعوات علي الهواتف الجوالة إلي السوريين للمشاركة في مسيرات للموالاة والتجمع في الساحات العامة بغية دعم التصويت ب نعم علي الدستور وإقامة مهرجانات خطابية تشد من أزر الموالاة والسلطات السورية. ومن واشنطن, نقلت صحيفة( وورلد تريبيون) الأمريكية أمس عن مصادر في النظام السوري قولها إن بشار الأسد رغم مرور عام تقريبا علي اندلاع الانتفاضة السورية فإنه لا يحارب المنتفضين ضد حكمه إلا بقطاع واحد فقط من الجيش. واوضحت إن الأسد رغم الهجوم العنيف علي حمص مازال يحتفظ بمعظم قواته العسكرية وأنه لا يرغب في مزيد من الدماء.. بينما يخشي قادة الوحدات من حدوث انشقاقات داخل وحداتهم العسكرية.