قال سكان أن قوات سورية تعززها دبابات داهمت منازل في حماة اليوم الأربعاء بحثا عن ناشطين وراء الإحتجاجات المستمرة منذ خمسة أشهر ضد الرئيس بشار الاسد. جاءت هذه المداهمات بعد يوم من قيام قوات الأمن بقتل أربعة أشخاص على الأقل كانوا بين حشود المتظاهرين الذين تدفقوا من المساجد بعد صلاة العيد. وكان الأسد شدد حملته العسكرية ضد المحتجين خلال شهر رمضان. وإجتاحت القوات السورية عدة مدن في رمضان وقتلت عشرات الأشخاص دون أن تتمكن من سحق الإحتجاجات التي تقول الأممالمتحدة أن 2200 مدني قتلوا فيها وهو ما أدى إلى قيام الغرب بفرض عقوبات ودفع دولا عربية إلى توجيه إنتقادات. ومن جانبهم فشل المحتجون في الإطاحة بالأسد لكن شجعهم سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي وزيادة الضغوط الدولية على سوريا بما في ذلك فرض الإتحاد الأوروبي حظرا على صناعة النفط وهو ما سيحجب تدفق عملات أجنبية حيوية عن الأسد. أما إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فبعد أن فرضت عقوبات على صناعة النفط السورية وعلى بنك مملوك للدولة قامت بتجميد أرصدة وزير الخارجية السوري وليد المعلم وإثنين أخرين من المسؤولين السوريين في الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء. وشهدت حماة بعضا من أضخم الإحتجاجات ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ 41 عاما وكانت أول مدينة تتعرض للهجوم في شهر رمضان. وقالت السلطات أن الجيش إنسحب بحلول منتصف أغسطس لكن سكان تحدثوا عن إنتشار مكثف للجيش اليوم الأربعاء. وقال ناشط بالمدينة يدعى عبد الرحمن لرويترز بالهاتف "رابطت بضع دبابات خفيفة وعشرات من الحافلات الصغيرة والكبيرة عند جسر الحديد في المدخل الشرقي لحماة ثم تقدم مئات الجنود سيرا على الأقدام إلى حي القصور وحي الحميدية. نسمع أصوات طلقات نارية." وأضاف قائلا "هذان الحيان من بين الأحياء الأكثر نشاطا في تنظيم الإحتجاجات." وقال ساكن أخر أن شاحنات صغيرة مكشوفة من نوع تويوتا عليها رشاشات وحافلات محكلة بجنود من الجيش إحتشدت أيضا خلال الليل قرب حي الضاهرية عند المدخل الشمالي لحماة الواقعة على بعد 205 كليومترات شمالي العاصمة دمشق. وعرض موقع يوتيوب على الإنترنت لقطات فيديو تبين عشرات المحتجين وهم يهتفون في الحميدية بعد صلاة الفجر قبل وقت قصير من مداهمة القوات للمنطقة ويرددون عبارة "الشعب يريد إعدام الرئيس". وطردت معظم وسائل الإعلام الأجنبية من سوريا بعد بدء الإنتفاضة في مارس وهو ما يجعل من الصعب التحقق من صحة التقارير. وشهدت حماة مذبحة في عام 1982 عندما أرسل الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار الجيش لسحق إنتفاضة إسلامية مسلحة. وقال بشار الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية أن الأمر يتطلب إستخدام القوة لدحر ما وصفه بمؤامرة أجنبية لتقسيم سوريا. وتلقي السلطات باللائمة في العنف على جماعات مسلحة وتقول أن أكثر من 500 جندي وشرطي قتلوا. وبث التلفزيون الحكومي يوم الثلاثاء تسجيلا صوتيا لإثنين قال إنهما إرهابيان كشفا فيه عن مؤامرة كاملة للإستفزاز وإستهداف معسكرات للجيش والشرطة وترهيب المواطنين باسم الحرية على حد قوله. وفي محافظة ادلب بشمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا قال نشطاء أن جنودا سوريين أطلقوا النار على قروي يدعى حازم الشيهادي عند نقطة تفتيش ليل الثلاثاء فأردوه قتيلا قرب بلدة كفروما حيث حدثت إنشقاقات متزايدة في الجيش. وقالت الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان في بيان أنه تم إيواء نحو 7000 لاجيء سوري معظمهم فروا من هجمات على بلداتهم وقراهم في ادلب في ستة معسكرات باقليم هاتاي عبر الحدود مع تركيا. وأضافت أن تركيا تعامل اللاجئين معاملة طيبة وتركت الحدود مفتوحة للاجئين من أجزاء أخرى من سوريا إلا أنها "تعتبر هؤلاء اللاجئين ضيوفا وهو وضع له تفسيرات عديدة ويفتقر للحماية الدولية التي يمكن أن تقدمها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين." وقالت السلطات السورية أن معظم اللاجئين الذين فروا إلى تركيا والذين قدرت عددهم بما يزيد على عشرة الآف عادوا إلى منازلهم في ادلب بعد أن قامت القوات "بتطهير" بلدة رئيسية في المحافظة من "جماعات إرهابية مسلحة". وقال ناشطون وسكان أنه إندلعت مظاهرات في أنحاء سوريا أمس الثلاثاء بعد صلاة العيد ولاسيما في ضواحي دمشق وفي مدينة حمص التي تبعد 165 كيلومترا إلى الشمال وفي ادلب. وقالوا أن قوات الأمن قتلت بالرصاص أربعة أشخاص بينهم فتى في الثالثة عشرة من عمره بمحافظة درعا الجنوبية. وفي حرستا -وهي احدى ضواحي دمشق- حيث قال نشطاء أن عشرات الجنود إنشقوا في مطلع الإسبوع بعد أن رفضوا إطلاق النيران على المحتجين أخذ المتظاهرون يهتفون "الشعب يريد إسقاط الرئيس". وتحدث سكان ونشطون عن زيادة في عدد المنشقين في صفوف القوات المسلحة السورية التي ينتمي معظم أفرادها إلى الغالبية السنية لكن يهيمن عليهم ضباط من الطائفة العلوية تحت القيادة الفعلية لماهرالشقيق الأصغر لبشار الأسد. ويقولون أن المنشقين فروا إلى تركيا أو بقوا في بلداتهم وقراهم مما ترتب عليه قيام القوات الموالية للأسد بمداهمتهم وفي بعض الأحوال إلى وقوع إشتباكات مسلحة. وقال محلل سياسي سوري في دمشق طلب عدم الكشف عن إسمه "معظم المنشقين يلزمون الصمت. لا يمكنهم الحصول على أسلحة أو دعم خارجي. لا يريد جيران سوريا رؤية صراع مسلح في البلاد يمكن أن يستغرق سنوات." وقال رضوان زيادة وهو معارض سوري يقيم في الولاياتالمتحدة أن أمن القوات الجوية السورية -وهي وحدة شرطة سرية قامت بدور رئيسي في قمع الإحتجاجات- إعتقل شقيقه في دمشق