فى الجامعات المصرية هناك أقسام نادرة لا يسمع ولا يهتم أحد بها رغم خطورتها وأهيمتها على أرض الواقع، والمشكلة الكبرى أنها أقسام حديثة تقوم على آخر ما يستجد فى مختلف العلوم ورغم ذلك لا تحظى بإقبال طلابى ولا تحظى باهتمام من وزارة التعليم العالى من هذه الأقسام قسم الهندسة الصناعية الذى يوجد فى أربع كليات فقط على مستوى الجامعات المصرية كلها. خطورة هذا القسم تكمن فى الربط بين الهندسة وبين الإدارة بهدف تحقيق أعلى نسبة إنتاج فى المصانع والشركات وبأعلى جودة وخريج هذا القسم يجمع بين صفة المهندس والمدير فى وقت واحد.. وفى قسم الهندسة الصناعية بالفيوم يحدث الآن هروب جماعى من المعيدين وأعضاء هيئة التدريس بالقسم بل أن رئيس القسم هدد بالاستقالة من منصبه لعدم وجود إمكانيات أو معامل ولعدم وجود خبرات نظرية. وحول أهمية هذا القسم وما يتعرض له من مشكلات يقول أحمد حسين محمد كامل الطالب بالفرقه الثانيه قسم الهندسه الصناعيه جامعة الفيوم : أنشئ قسم الهندسة الصناعية بجامعه الفيوم في عام 1999 لتدعيم العلاقة بين جامعة القاهرة فرع الفيوم وقتها والشركات الصناعية في شمال صعيد مصر ويهتم القسم بتدريس مناهج العلوم الأساسية للهندسة الصناعية للطلاب في السنوات الأولى كما في سنوات التدريب النهائية ومجالات البحث لأعضاء القسم ومقررات القسم الدراسيه تتضمن الانتاج، وإدارة وتوكيد الجودة، وإدارة المشروعات، والصيانة وبرمجه الحاسب وتطبيقاته في التصنيع والتصميم، وتكنولوجيا اللحام وتكنولوجيا التصنيع، وتخطيط ومراقبة المشروعات الهندسية. والقسم لدينا يوجد به 20 طالبا فى كل فرقه وهو عدد قليل إذا علمنا أن مجمل عدد طلاب فرقه الإعدادى هندسه ما يقرب من 300 طالب وذلك ناتجاً عن عزوف الطلاب عن الدراسة بالقسم لأسباب عديدة أهمها عدم الفهم الكافى لطبيعة عمل المهندس الصناعى بالإضافه لبعض المشاكل بالقسم كخروج بعض أعضاء هيئه التدريس من الأساتذه والمساعدين للخارج من أجل الدراسات العليا أو للعمل فلدينا هيئه تدريس على مستوى عالٍ لكن سفر الكثير منهم يخلق الكثير من المشاكل فى العملية التعليمية وهو ما يحاول رئيس القسم بذل الجهود للتغلب عليها بانتداب بعض الأساتذة من جامعات أخرى حسب الامكانيات المتاحة والظروف الراهنة, أيضاً من أهم المشاكل لدينا هو صعوبة الدراسة العملية حيث لا تسمح اللوائح سوى لطلاب فرقة البكالوريوس برحلات علمية للمصانع والشركات وعليه فليس أمام طلاب القسم سوى الدراسة النظرية فقط دون صقلها بالخبرات العملية لحين التخرج ومواجهة سوق العمل وتحدياته, هذا إذا تحدثنا عن القسم أما إذا تحدثنا عن فرص العمل فهى متوفرة بشكل كبير حيث يحصل طالب البكالوريوس على كارنيه نقابة المهندسين كمهندس ميكانيكا ويعمل فى أغلب الظروف عمل مهندس الإنتاج لعدم وصول وعى المؤسسات المصريه بالدور المحورى للمهندس الصناعى الذى إذا أراد أن يعمل فى تخصصه فغالبا ما يهاجر إلى المملكة السعودية أو دولة الإمارات العربية المتحدة حيث الهندسة الصناعية تُطبّق بمفهومها الصحيح من وجهه نظرى. ومصر فى حاجة ماسة لتطبيق علوم الهندسة الصناعية فى مجالات الصناعة وتطبيق الإدارة الصناعية والسعى نحو الجودة ومعدلاتها للتنافس فى سوق الانتاج لتحقيق الطفرة والنهضة المرجوة بعد الثورة ولمواكبة التطور ومسايرة الدول المتقدمة صناعياً لذا أرى ضرورة اهتمام جميع كليات الهندسة فى مصر بقسم الهندسة الصناعية بجانب الأقسام التقليدية كالهندسة المدنية والكهربية والمعمارية ومحاولة التغلب على مشاكل القسم والتطوير منه لزيادة وعى طلاب الهندسة بأهميته فى المستقيل لتخريج وإعداد جيل من الشباب القادر على رفع معدلات الاقتصاد والمشاريع الصناعية فى مصر . والهندسة الصناعية هى مجال من مجالات الهندسة ومن مميزاتها أنّها قابلة للتطبيق فى العديد من المجالات كالمصانع و المؤسسات الحكومية و الشركات المختلفة مثل شركات الطيران، والبنوك و المستشفيات. وتعتبر الهندسة الصناعية مجال عام لتحقيق أهداف الإدارة من خلال استغلال أقل الموارد المتاحة لتحقيق أفضل النتائج (تحقيق كفاءة أكبر). لكل نظام في العالم (سواءً كان صناعيا أم خدميا ) ومن الممكن للمهندس الصناعى الوصول للمناصب الإداريّة نظراً لأنه أكثرة أقسام الهندسة من حيث القدرة على فهم الفكر الإداري. المهندس الصناعى فى كلمة مختصرة هو جسر الربط بين الإدارة وأهدافها فالهندسة الصناعية عصب أي اقتصاد قوي، لذا فالاهتمام فيها (خاصة في الدول العربية) سوف يؤدي إلى تحسين الصناعات العربية و يجعلها قادرة على منافسة نظيراتها حول العالم، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة لدى هذه الشعوب, وقد أدى التزايد فى تعقيدات المنظمات الصناعيه والخدميه الحديثه وتأكيدها على الجودة وزياده الفعاليه والانتاجيه إلى زياده الطلب على جيل جديد من خريجى الهندسه الصناعيه وعلى الرغم من أنه تخصص حديث نسبيا إلا أنه قد أصبح بالفعل واحد من أكبر المجالات الهندسيه وأسرعها نموا لأن المهندس الصناعى يجمع بين قدرات المهندس والمدير فهو يعتمد على معرفته بعلوم الهندسه الفيزيائيه والرياضيه بالإضافه الى الإداره والعلوم السلوكيه لكى يقوم بالتصميم والتنسيق والابداع وايجاد التكامل بين الأنظمه ومن هنا يعمل المهندس الصناعى فى كافة مراحل العمليات الصناعية والصناعات الخدمية والقطاعات الحكومية وفى الولاياتالمتحدهالأمريكيه وكندا يوجد العديد من الجامعات التى تدرس الهندسة الصناعية كجامعه أوكلاهوما وجامعه تورنتو وجامعه لاهاى وجامعه تكساس وجامعه فلوريدا وغيرها الكثير وعلى الصعيد الأوروبى تهتم الجامعات بالهندسة الصناعية كجامعة برافورد بانجلترا وفراونهوفر بشتوتغارت بألمانيا وجامعة بيلكنت بأنقره بتركيا، وهذا يوضح الاهتمام العظيم الذى توليه الدول المتقدمه صناعياً بعلوم الهندسة الصناعيه على عكس الحال فى عالمنا العربى باستثناءالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة فنجد فى المملكة السعودية تخصص الهندسة الصناعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقسم الهندسة الصناعية بجامعة الملك سعود وقسم الهندسة الصناعية بجامعة الملك عبدالعزيز بجده وغيرها , وفى الامارات العربية الهندسة الصناعية بجامعة الحصن بأبو ظبى وغيرها, ويكاد يكون اهتمام بقية دول العالم العربى محدودا بالهندسة الصناعية وهو ما يفسر بشكل أو بآخر تخلفها الصناعى ومشاكلها الاقتصاديه من جوانب عديدة . والحال فى مصر لا يختلف كثيراً فالهندسة الصناعية بتخصصها لا تدرس سوى فى أربع جامعات بكليات الهندسة بجامعه حلوان وجامعه الزقازيق وجامعه بنها وجامعه الفيوم .