حيث تحول الميدان إلى هايد بارك للثورات العربية المختلفة ..واحتشد فى ساحاته المئات من الليبيين والسوريين واليمنيين لمناصرة ثوراتهم ولمطالبة الرأى العام العالمى بالوقوف معهم والتضامن مع قضيتهم من منطلق أن من هذا الميدان رحل مبارك وسيرحل القذافى والأسد وصالح . وندد الثوار العرب اليوم بدماء الشهداء وبالإجراءات القمعية التى تتبعها الأنظمة العربية مع شعوبها ودعوا الثورة المصرية للتضامن معهم.. كما أكد الثوار العرب على أهمية الوحدة العربية وأن الرؤساء والأنظمة هى التى تسببت فى الفرقة والشقاق بين الشعوب العربية التى يجمعها دم واحد وهم واحد. فعلى صعيد الثورة السورية هتف الثوار بسقوط حزب البعث وسقوط الأسد وطالبوا بترحيل السفير السورى من مصر كما أكدوا على أن مصر وسوريا يد واحدة وأن ميدان التحرير بات رمزا للثورة وللتحرر ومنبرا لكل الشعوب العربية. أما الثوار الليبيون فقد هتفوا مجددا بسقوط القذافى كما طالبوا الحكومة المصرية والعالم بالاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا.. واعتبروا أن الثورة الليبية هى الجسر بين الثورتين المصرية والتونسية وأنه لابد من نجاحها حتى يكتمل مشروع التحرر العربى. أما على صعيد الثورة المصرية قفد احتشد اليوم المئات من المتظاهرين للتضامن مع معتقلى الرأى وللدعوة لاستعادة أموال مصر المنهوبة من الخارج. وللمطالبة بحقوق الشهداء. وقد دعت خطبة الجمعة فى مسجد عمر مكرم التى ألقاها الشيخ مظهر شاهين إلى ضرورة الفهم الصحيح لحكم الشريعة وللدولة الإسلامية خاصة بعد بروز بعض الجماعات المتشددة على الساحة السياسية الآن والتى بات ينظر إليها باعتبارها تمثل الإسلام وتمثل حكم الدين ..ولهذا قال الشيخ مظهر: الذى يخاف من الدولة ذات المرجعية الإسلامية يجب أن يعطينا سببا لهذا الخوف ولماذا يرفض الشريعة وإذا بحثنا فى القرآن الكريم سنجد آية قرآنية بليغة جدا وقد فسرت سر هذا الخوف وذلك فى سورة النور حيث يقول الله تعالى ، بسم الله الرحمن الرحيم ( وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون * وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين * أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون * إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم ، وهنا القرآن يتعجب من هذا الموقف ويطرح ثلاثة أسباب وهى إما الخوف والارتياب وإما المرض الذى فى القلوب وإما الخوف من عدم عدالة الله ورسوله والسبب الأخير مستبعد وهو موضوع من أجل الاستنكار فقط وهنا نسأل : ماذا لو فرض حد السرقة أو الزنا ..هل سنجد بيننا سارقاً أو فاسداً؟ وأضاف الشيخ مظهر أن قانون الكسب غير المشروع به ثغرات ويسوى فى الجزاء والعقاب بين من سرق خمسة جنيهات وبين من سرق خمسة ملايين ولهذا نحن نطالب بمحاكمة من أفسدوا حياتنا وسرقوا أموالنا محاكمة لا تعرف اللين كما نطالب بالفهم الصحيح للدين ولدولة الإسلام مصداقا لقول الله تعالى" وكذلك جعلناكم أمة وسطى لتكونوا شهداء على الناس" أى أن الإسلام دين الوسطية ودين السماحة . أما خطبة الجمعة التى أقيمت فى الميدان والتى ألقاها أحد ممثلى معهد الدراسات والدعوة الإسلامية فقد حثت على ضرورة الافراج عن بقية معتقلى ثورة يناير من الشباب وضرورة رفض المصالحة مع الفاسدين ، وذكر الخطيب أن سبب أزمة الاقتصاد المصرى تكمن فى الأموال المهربة التى كان من الممكن أن تفيد فى تشغيل الشباب وبناء المصانع.