قبل تنحي الرئيس مبارك كان رأي أسامة سرايا أنه لو نجحت الثورة فانها ستأتي لمصر بديكتاتور جديد .. وكان علي يقين بأنه من أكثر الخاسرين بعد الثورة لأن كل أرائه دائماً كانت ضد الاحتجاجات والمظاهرات . ولكن بعد التغييرات الصحفية التي حدثت مؤخرا وتولي الأستاذ عبدالعظيم حماد رئاسة التحرير لم يأت أسامة سرايا إلي الأهرام نهائياً ، حاولنا معرفة تفاصيل حياته بعيداً عن الأهرام .. فبعد أن كان مخصصا له 4 سيارات من جراج الأهرام تم تخفيضها إلي سيارة واحدة وهي التي كانت تقله يوميا من منزله بمدينة نصر إلي مبني الأهرام ، إضافة الي أنه حصل علي إجازة شهر من الأهرام يقضي معظم أوقاتها في المنزل بصحبة عائلته وفي القراءة ومتابعة الأخبار . وفي تصريح خاص للشباب أكد أسامة سرايا أنه لا توجد لديه مشاكل مع أحد .. بل علي العكس فان كل زملائه وأصدقائه من داخل الأهرام وأبرزهم رؤساء بعض الأقسام في الأهرام مثل عبدالناصر سلامة رئيس قسم المحافظات وسعيد حلوي رئيس القسم الديني وعبدالمحسن سلامة رئيس قسم التحقيقات أسامة عبدالعزيز رئيس قسم الأخبار وغيرهم من الصحفيين في الأهرام وخارجها علي اتصال دائم به ، بل وإن الأستاذ لبيب السباعي رئيس مجلس ادارة المؤسسة علي اتصال مستمر به .. ولكنه حريص علي أن يعطي لنفسه إجازة طويلة لأنه لم يحصل علي أي إجازة منذ 6 سنوات ، وأضاف أنه لا يرغب في العودة للكتابة في الوقت الحالي ولكن في المستقبل إذا وافقت إدارة الأهرام سيعود إلي نشر مقالاته ولكن بعد أن يحصل علي القدر الكافي من الراحة . يذكر أنه بعد يوم جمعة الغضب 28 يناير تجمهر عدد من المتظاهرين أمام المبني الرئيسي للأهرام وحاولوا اقتحام المبني والصعود الي مكتب أسامة سرايا ، وذلك اعتراضا منهم علي سياسة الأهرام التحريرية وعلي مقالات سرايا والتي كانت تمهد للتوريث وتدافع عن سياسات الحزب الوطني بكل الأشكال الممكنة ، مما اضطره سرايا لطلب حماية الجيش لمبني الأهرام وهو ما حدث بالفعل مساء يوم الجمعة ، وبعد ذلك وطوال أيام الثورة أصبح ظهور أسامة سرايا نادراً جدا في صالة تحرير الأهرام اليومي وظل يمارس عمله من داخل مكتبه ويجري المداخلات التليفونية للبرامج الفضائية والتى كان يؤكد فيه أن رحيل الرئيس سوف يدخل البلاد في دوامة من الفوضي وأن شباب التحرير ليسوا شرفاء ويرغبون في التعدي علي الشرعية ، وأنعكست هذه الأراء خلال سياسة الأهرام التحريرية في الأيام الأولي للثورة .. وهو ما وصفه الأستاذ لبيب السباعي رئيس مجلس إدارة المؤسسة الحالي بأنها سقطة في تاريخ الأهرام ، وبعد تنحي الرئيس مبارك وتغير سياسة الأهرام إلي النقيض تماما انطلقت الدعوات التي تطالب برحيل سرايا عن رئاسة التحرير وظل هو كعادته يأتي الي الأهرام في حوالي العاشرة والنصف يوميا ويظل في مكتبه طوال اليوم وأصبح جدول أعماله اليومية شبه خالي خاصة مع عدم وجود طلبات لمقابلته ومع اصراره علي عدم مقابلة أي شخص خارج مكتبه ، وخلال فترة التكهنات بمن هو رئيس التحرير الجديد حاول أسامة سرايا التخلص من بعض محتويات مكتبه ولكن أمن الأهرام وبعض الصحفيين اعترضوه وأصروا علي أن يعرفوا ما هي هذه المحتويات .. وبعد تفتيشها وجدوا فيها صوراً تجمع سرايا بالرئيس السابق مبارك وابنه جمال وبعض الهدايا والمتعلقات الشخصية ومكاتبات ورقية بين أسامة سرايا والرئيس السابق يدعوه فيه الي وقف نزيف خسائر الأهرام والذي تتكبده نتيجة ارتفاع مبيعات الجرائد الخاصة ، ووقتها تم استدعاء الشرطة العسكرية والتي تحفظت علي هذه المتعلقات وفي اليوم التالي خرج جهاز الكسب غير المشروع ليعلن عن استدعاء أسامة سريا للتحقيق معه في تضخم ثروته ولكن لم يتم الاعلان عن نتائج التحقيقات حتي الآن . وبعد اعلان التغييرات الصحفية وابعاد أسامة سرايا عن منصب رئاسة التحرير كما كان يتوقع حرص أن يبدو متماسكا أمام الجميع وأشرف علي صدور العدد الأخير الذي يحمل أسمه علي الترويسة والذي حمل تاريخ الخميس 30 مارس وكان أخر يوم له في مكتبه كرئيس تحرير .. حيث ساعده مدير مكتبه علي أن يجمع كل أوراقه من المكتب الذي أمضي فيه 6 سنوات وكانت تبدو عليه علامات الوجوم والاكتئاب خاصة وإنه يواجه - بصفته رئيس تحرير الأهرام السابق - عدداً من القضايا تتجاوز 30 قضية خاصة بالنشر .. أشهرها القضية المرفوعة من قناة الجزيرة ضد الأهرام لنشر معلومات مغلوطة عن الاستقالات الجماعية لمذيعات الجزيرة ، وأيضاً قضية السب والقذف المرفوعة من الشيخ يوسف البدري لوصفه بالمتطرف والمتعصب وطلب تعويضاً قدره مليون جنيه ، وقضية أخري من الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ضد أسامة سرايا بسبب مقال نشره يحتوي علي معلومات مغلوطة – حسب بلاغ أبو الفتوح - وتنظر هذه القضايا أمام المحاكم المصرية .