لديها جنون الشباب وتمرده، فهى شخصية متنوعه وجريئة.. دائما ما تفاجئنا بما هو بعيد تماما عن المألوف، فهى امرأة متعددة المواهب، تعشق دراسة أبعاد الشخصية مما جعل كتاباتها تتنوع ما بين كتب السيرة الذاتية وكتب الشعر وتفسير الأحلام والأبراج، هى الكاتبة الصحفية والشاعرة وخبيرة الأبراج ومُفسرة الأحلام والإعلامية حنان مفيد فوزى، والتى تأثرت بشدة من نشأتها بين والدها الإعلامى الكبير مفيد فوزى ووالدتها الإذاعية الراحلة آمال العمدة، التقيناها لنتحدث عن تجربتها الأخيرة فى برنامج "عسل أبيض" بقناة ten ومواهبها الكثيرة وأشياء أخرى فى السطور التالية.. - والدى ينتقدنى بشدة ويعاملنى ك"ولد" - بالتأكيد أشبه والدى..لكن مفيد فوزى له كاريزما خاصة - "عسل أبيض" تتويج لى - السخرية هى خط الدفاع الخاص بى - أحب التنوع ولا أحصر نفسى فى اتجاه واحد حوار: آمال أحمد حجازى - كيف كانت بداياتك فى مجال الإعلام؟ تخرجت في كلية الآداب قسم علم نفس، وبدأت فى مجلة نصف الدنيا ومازلت بها حتى الآن، وحبى للصحافة جعلنى أستمر وأبدأ مشوارى، فهى التي أوصلتنى للكتب فكان أول إصدار لى هو ليلى مراد بعنوان "سيدة قطار الغناء" ثم يوسف السباعى "سبعة وجوه"، وانتقلت بعد ذلك لسلسلة الأبراج فحصلت على دبلومة تثقيفية في علم الفلك بجامعة مونتريال الكندية، فدراستى كانت من وجهة نظر صحفية حيث أهلتنى للتعرف على صفات الشخص من خلال برجه قبل أن أحاوره، وكان هدفى هوعمل خط عريض لملامح الشخصية، وشعرت بعد ذلك بأننى بذلك انحصرت داخل إطار "الأبراج" فقررت التعمق فى مجال "تفسيرالأحلام" فدرست سيكولوجية الحلم عند فرويد، وقررت أن أستخدمها بطريقة صحفية من خلال المناقشة مع شخصيات معروفة معتمدة على التفسير العلمى للأحلام - وماذا تمثل لك تجربة "عسل أبيض"؟ أعتبرها تتويجا لى، فيكفى ظهورى على الشاشات ببرنامج خاص بى بعد وجودى كضيفة شرف فى البرامج، حيث ظهرت مع كوكبة من المذيعين فى مختلف القنوات، لكن يختلف الإحساس بعد ظهورى فى برنامج يومى. - يرى البعض أن البرامج التى يشترك فى تقديمها عدة مذيعين أقل نجاحا من تلك التى تعتمد على مذيع واحد.. فما رأيك؟ بالعكس تماما، فأنا أرى أن البرامج التى يقدمها أكثر من مذيع تحقق نجاحا أكبر فى المشاهدة والقاعدة الجماهيرية، فكل مذيع يقدم شيئا مختلفا عن الآخر ويحاول أن يجتهد ويبرز أفضل مالديه وكل هذا بالتأكيد يصب فى مصلحة البرنامج، ففى برنامج "عسل أبيض" يحدث نفس الشيء ف"منة فاروق" تقدم مايتعلق بالاجتماعيات، وأنا أقدم الفن والأدب، أما رنا فتتحدث عن الطب والرياضة، وتتحدث نهى عن الديكور والجمال والأزياء، فكل شخصية تمثل جزءا من الحياة وبالتالى يخرج برنامج متكامل يرضى كل الأذواق. - البعض ينتقد "لغة الجسد" الخاصة بك والتى تظهر بشكل واضح من خلال تعبيرات وجهك وأدائك على الشاشة؟ فعلا أعتقد أنها واضحة جدًا فالبعض يراها عيبا، لكننى أراها ميزة فلا أستطيع تحمل أن أكون غاضبة ومحايدة فى نفس الوقت، ومنذ ظهورى الأول أخبرت جمهورى بأنهم يستطيعون معرفة حالتى من خلال مقدمتى، فطبيعتى عاطفية جدًا والحمدلله استطعت أن أدخل إلى قلوب المشاهدين لأننى فى النهاية مثلهم، وأتعامل مع الجمهور كجيران نتبادل الأحاديث ونشارك بعض الأحزان والأفراح. - كاتبة، شاعرة، خبيرة أبراج، إعلامية أى الألقاب أقربهم لقلبك؟ بالتأكيد الكاتبة لأنها بدايتى وأساس ظهورى، وهذا ما أعتز به لأنه سبب وصولى لكونى إعلامية، فلا يمكن أن ألقب نفسى مؤخرًا بإعلامية لأننى قبل ظهورى بالتليفزيون كنت ضيفة بالبرامج، وكان يتم استضافتى للحديث عن كتبى ومقالاتى وحواراتى بالجريدة، ولذلك أعتز بالكلمة المكتوبة التى أهلتنى لتحقيق ما هو أكبر من تخيلى، فأنا أهتم بالتنوع ولا أحصر نفسى فى اتجاه واحد، لذلك فى برنامجى "عسل أبيض" عند اختيارى للفقرات نوعت مابين حوارات لكتاب، ولغة الجسد والإنسانيات، والأبراج، والفنانين. - ولماذا قررت خوض تجارب مختلفة عن والديك؟ نستطيع القول إننى أكمل مسيرتهما وما بدأه الاثنان، والحقيقة أننى تربيت داخل مدينة الانتاج الاعلامى فدائمًا كنت برفقة والدى ووالدتى أثناء التسجيل أو اللقاءات، وبعد كتابة الكتب اتجهت لإذاعة الشرق الأوسط وخضت تجربة "حوار مع ابنتى" مع والدى، ثم انتقلت لنجوم إف إم مع كريم الحديدى، ثم استقررت مؤخرا بقناة ten ، فكل شيء جاء بالترتيب الإلهى، كما اختلفت عن والداى باتباعى أسلوب الكتابة الساخرة والشعر بسبب طبيعة شخصيتى التى أعتبرها تركيبة مختلفة، فأصبحت كاتبة مقالات سياسية ساخرة ب"المصرى اليوم"، وعموما أنا فى النهاية أندرج تحت بند "الكلمة" سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية. - بصراحة.. هل يساعدك والدك ..وهل تساعدينه فى عمله؟ نهائيًا وإلا كنت خرجت من "الحنفيات" بدلا من ظهورى على الشاشات، فهو كان ضد عملى بمجال الإعلام خوفًا علىّ، فكان يفضل عملى فى مجالات غير مُتعبة كبنك أو شركة علاقات عامة، وأذكر أن أول مرة ذهبت فيها إلى مجلة "نصف الدنيا" كانت دون علمه. أما عن مساعدتى له فأحيانًا ما يلجأ لى ليسألنى عن الأبراج الخاصة ببعض الشخصيات التى يستضيفها ببرنامجه "مفاتيح"، أو أى شيء يتعلق بالأحلام، وكان يخبرنى أنه يستعين بأشياء لى وجدها مميزة. - يرى الكثيرون أنك ورثت الكاريزما عن والدك..فما تعليقك؟ كل ما فى الأمر أن كثرة مشاهدتى للحوارات وحبى للقراءة منذ الصغر ساهمت فى نمو شخصيتى وجعلتنى قادرة على الاصرار والنجاح، ولا أتقمص أدوارا لاتناسبنى بل أفضل الظهورعلى طبيعتى لذلك أستطيع أن ألمس قلوب الناس ببساطتى وتلقائيتى، بالتأكيد قد أشبه والدى فى بعض الأشياء لكننى أرى له شخصية مختلفة وكاريزما خاصة أيضا. - هل ينتقدك؟ "يانهار أبيض".. دائمًا ينتقدنى ويعلق على كل شيء، ولايستعمل أسلوب "ياسلام أنتى عظيمة اليوم" بل ينتظر منى الأفضل ويقول لى "كان لازم تقولى كذا، ومينفعش تقولى كذا، ومالك النهاردة مش كويسة ليه" وهكذا، فبالرغم من كونى ابنته الوحيدة إلا أنه يتعامل معى بمهنية شديدة، وأحيانًا يكون قاسيا فى نقده إلا أننى مازلت أستفيد وأتعلم من خبرته، كما أنه يتعامل معى فى الحياة العادية كولد - وما رأيك فى تصنيف البعض لتفسير الأحلام و علم الأبراج بأنها أقرب للدجل والشعوذة فما رأيك؟ هناك فرق كبير بينهما، فالأحلام هى تركيبة الشخصية من الداخل وتعبر عن الرغبات والطموحات الداخلية، فلا يوجد شيء من قبيل "حلمت بكذا فسيحدث كذا" فلا يعلم شيئا إلا الله، لكننا نستعين بها لمعرفة مايدور بداخل العقل من أفكار فأحيانًا لانصل لقرار ما في الواقع لكن يخرج ويُترجم على هيئة حلم. أما الابراج فتلعب على صفات وطباع الأشخاص فكل الانعكاسات التى تحدث هى انعكاس على النظام العام وليس على النصيب وإلا كنا تنبأنا بالثورة وأخذنا احتياطاتنا، أوالمطلقين أدركوا الانفصال فلم يتزوجوا منذ البداية، فلا أحد يعرف الأقدار إلا الله، حتى مع افتراض وجود احساس بنهاية شيء ما لكن إرادة الله أقوى فسيستمر. - ولماذا اتجهت إلى كتابة الشعر؟ الشعر هو أساس كل ما وصلت إليه، فأنا أكتب الشعر قبل علم الأبراج وقبل صدور مؤلفي ليلي مراد وكتب تفسير الأحلام، ولكن كنت أخشى أن أقدم نفسي كشاعرة قبل أن يكون لي ثقل في المجال، ولكن بعد أن أخذت جوائز عديدة خاصة بعد حصولى على جائزة التميز الصحفى بعد كتاب "يوسف السباعي" قررت أن أصرح بشعري والفّت كتابين الأول "الشاطر مش حسن" والذي أعجب الفنانين، وقد اخذ منه محمد منير وأنغام وشيرين وجنات وإيمان البحر درويش الكثير من الأغاني لكن لم تنفذ حتى الآن، والثانى "ياحلاوة المولد"، وكان آخر إصدار لى عقب الثورة هو كتاب "إزاى" حيث لاحظت الاكتئاب يسيطر على الجو العام، فقررت كتابة شيء عن كيفية التعامل مع الحياة وسط الضغوط.- بصراحة ،هل لجأت لدراسة الأبراج لمجرد حبك للمجال أم لمساعدتك فى العمل الصحفى؟ لمساعدتى فى العمل، خاصة أننى أحب دراسة أبعاد الشخصية من جانب مختلف لم يتطرق إليه أحد من قبل، فدراستى للأبراج أعطتنى خطا عريضا للشخصية واستخدم ذلك في الحوارات الصحفية لمعرفة ردود الأفعال، ولكن لكل شخص طباعا وطريقة تربية مختلفة ولانستطيع التعميم، فمثلًا برج الثور عنيد لكن إلى أى مدى درجة عناده؟ وهل إذا تعاملت معه بحنية ورقة سوف يلين، وهل إذا فعل موقفا وتم الرد عليه بموقف أقوى هل سيزداد عناده، وبعد ذلك درست الأحلام فكل منهما ساعدنى قى العمل الصحفى. - لماذا تتعاملين بسخرية مع الكثير من الأمور؟ لأننى أشعر أنها خط الدفاع الخاص بى فهى لا تجعلنى أركز فى الأشياء السلبية وأيضًا تمنحنى ثقة كبيرة بالله، فالدنيا فانية لذلك أضحك طوال الوقت وعند ضيقى ابتسم لأن الله معى و أترك حمولى كلها عليه. - كيف تكون حنان مفيد فى المنزل؟ أكون أما فقط، فإذا زارنى أحد لايعرفنى فى المنزل لايمكن أن يتخيل أننى مذيعة، فسيجدنى شخصية عادية تقوم بالغسيل والطبخ والكى ونشر الملابس وأعمال تنظيف المنزل، فأنا أحب منزلى جدًا بكل ما فيه من جدران وأرضيات وكل شيء، وأحب المحافظة عليه ولا أقتنع بشيء إلا إذا فعلته بنفسى، وكل ما أتمناه من الله الاستقرار النفسى والأمان وأن يحمى عائلتى وأحبابى. - تحبين التميز والإثارة فهل ستفاجئينا قريبا بشىء جديد؟ أنا "فجائية ومحدش يتوقعنى" وأخشى أن أفاجئكم قريبا بالتمثيل، فغالبية الناس حاليًا تنصحنى بالاتجاه للتمثيل، ولا أعرف الأسباب لكن ربما لشخصيتى الساخرة أو الارتجالية، يرانى البعض ممثلة فى مسلسل ست كوم . - هل لو عاد بكِ الزمن للخلف سوف تسلكين نفس الطريق؟ لاأعرف فهذا سؤال صعب جدًا ، لكن أعتقد أننى كنت سأحتاج التفكير أكثر فى خطواتى وأحسبها بطريقة صحيحة بعيدًا عن الانفعالية فى المشاعر، سأخبرك بسر أننى منذ فترة قصيرة وأنا أترك أمورى على الله فمن قبل كنت أخطط لكل شيء، وعندما انهارت أمامى أمور كثيرة وجدت أن ما أفعله ليس له قيمة فالحياة لاتستحق والدنيا لحظة، ففى البداية كنت أعتقد أن كل شيء استطيع تنظيمه لكن منذ حوالى 8 سنوات أرسل لى الله رسائل أن أجتهد فى دورى البشرى لكن لابد ألا أغفل عن الدور الإلهى. وأتمنى أن أحذف كل الأحزان من حياتى وكل الاختيارات الخاطئة التى لم استعن بها باستشارة الخالق، وكل شيء فعلته اعتمدت خلاله على اجتهادى الشخصى ضد إرادة ومشيئة الله، لا أقصد ان كل مافعلته خطأ لكن بعض الاختيارات.