أبرزها فتح أفرع لجامعاتهم بمصر.. وزيرا التعليم العالي والفرنسي يناقشان 3 موضوعات بباريس    محافظ الإسكندرية يستعرض استراتيجية تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء أمام البرلمان    إعلام لبناني: إخلاء المستشفى الحكومي في بعلبك شرقي البلاد    أول تعليق من كونراد ميشالاك على تأهل الزمالك إلى نهائي كأس السوبر المصري    طفل يقود سيارة نقل.. كواليس دهس عامل بالجيزة    العرض العالمي الأول لفيلم "التدريب الأخير" بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة    عاوز تخف من الإنفلونزا بسرعة- طبيب يوصي بتناول هذه الفاكهة    بالصور .. تدريبات بدنية مكثفة للاعبي "المصري" بمعسكره بالمغرب    الأردن داعيا لحظر تسليحها: مذبحة إسرائيل في شمال غزة يتوجب التعامل معها بحسم    استعدادا لرحلات السياح إلى أسوان.. رئيس هيئة السكة الحديد يتفقد محطة بشتيل    مجدي البدوي مشيدا بتصريحات الرئيس السيسي: كاشفة بالأرقام لتحديات واجهت الدولة المصرية    ملك الأردن: وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان ضرورة    أسماء مصابي حادث حي الزيتون بمدينة السادات في المنوفية    وزير الصحة يدير جلسة «التنمية البشرية في أوقات الأزمات» ضمن فعاليات افتتاح المؤتمر العالمي PHDC24    مي فاروق نجمة ختام مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية 32    سائح فرنسي بعد زيارة محطة قطارات بشتيل: «إحنا متأخرين عنكم» (فيديو)    عاجل - تفاصيل مشروع وفاء عامر لدعم الأرامل والمطلقات    خالد داغر مدير مهرجان «الموسيقى العربية»: اعتذار النجوم عن حفلاتهم أربكت حساباتنا    الانشغال بالعبادة والسعي للزيادة.. أمين الفتوى يوضح أهم علامات قبول الطاعة    زوجى يرفض علاجى وإطعامي .. أمين الفتوى: يحاسب أمام الله    رمضان عبد المعز: الإسلام دين رحمة وليس صدام وانغلاق    اهتمام إعلامي دولي بحوار «المصري اليوم» مع وزير الخارجية الإيراني    توقيع الكشف على 241 حالة خلال قافلة طبية بمركز ملوي    استشاري: الدولة وفرت أدوية بالمجان وبأسعار زهيدة لمواجهة فيروس سي    التربية والتعليم توضح الفئات المسموح لها دخول امتحانات الثانوية العامة بنظاميها القديم والجديد    تموين الإسكندرية تكثف حملاتها الرقابية على محطات تموين السيارات    أستاذ تفسير: الفقراء حسابهم يوم القيامة أسرع من الأغنياء    نقيب المعلمين يفتتح الدورة التدريبية 105 لمعلمى كفر الشيخ    ريفالدو يُقيم أداء برشلونة مع فليك وفرص الفوز بلقب الدوري الإسباني    وزير التموين يعقد اجتماعاً مع بعثة البنك الدولى لتعزيز التعاون فى الحماية الاجتماعية    الرئيس السيسي بالمؤتمر العالمى للصحة والسكان: مصر لديها تجربة ناجحة فى تحويل المحنة لمنحة.. والقضاء على فيروس سي أصبح تاريخ نتيجة تحرك الدولة بشكل فعال والبطالة انخفضت ل6.5% وواجهنا تحدى النمو السكانى بشكل جيد    عقد مجلس شؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة رقم 201 بجامعة الفيوم    مباشر السوبر المصري - الزمالك (1)-(1) بيراميدز.. ضغط متواصل    فريق القسطرة القلبية بمستشفى الزقازيق ينجح في إنقاذ حياة 3 مرضى بعد توقف عضلة القلب    القبض على عاطل هارب من إعدام وآخر مطلوب للتنفيذ عليه في 8 أحكام تزوير بالدقهلية    إصابة 4 أشخاص فى حادث تصادم ميكروباص بالمواطنين بشبين القناطر    الرئيس يوجه والحكومة تنفذ لخدمة الأكثر احتياجا.. جميع استثمارات العام المالي المقبل موجهة لاستكمال مشروعات "حياة كريمة"    المجلس الوطنى الفلسطينى:انتهاكات المستوطنين باقتحام الأقصى إرهاب منظم    عبد الغفار: مصر حققت نجاحات في قطاع الصحة بشهادة المؤسسات الدولية    رئيس البرلمان الإيراني: خامنئي هو الركيزة الأساسية للبنانيين    نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى كتاب جديد لمصطفى بكري    وكيل أوقاف الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يفتتحان معرض الكتاب بالمكتبة المركزية    ندب الدكتور حداد سعيد لوظيفة رئيس جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء    رد الجنسية المصرية ل24 شخصًا.. قرارات جديدة لوزارة الداخلية    جامعة الزقازيق تعقد ورشة عمل حول كيفية التقدم لبرنامج «رواد وعلماء مصر»    «شبح الإكس يطاردهم».. 3 أبراج تعتقد أن شريكها السابق أفضل    87 شهيدا ومفقودا وأكثر من 40 مصابا جراء مجزرة الاحتلال فى بيت لاهيا شمال غزة    هاتريك ميسي يقود إنتر ميامي لرقم قياسي في الدوري الأمريكي    رئيس نادي الزمالة السوداني: الاسم أسوة بالزمالك.. ونتمنى ضم شيكابالا مهما كان عُمره    جثة شاب ملقاة بجرجا وآثار طعنات غامضة تثير الرعب.. البحث جارٍ عن القاتل    اليوم.. البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة 50 مليار جنيه    ماذا يحدث فى الكنيسة القبطية؟    استشاري: السيدات أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام «المرض الصامت»    هل يجوز ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب    اليوم.. نظر قضية ميار الببلاوي والشيخ محمد أبوبكر    حسام المندوه يطلق تصريحات قوية قبل السوبر المصري    5548 فرصة عمل في 11 محافظة برواتب مجزية - التخصصات وطريقة التقديم    هشام يكن: الزمالك سيدخل لقاء بيراميدز بمعنويات عالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"لأول مرة د.سمير غطاس يكشف أسباب ظهوره فى الفضائيات العربية بأسم د.محمد حمزةالحلقة الأولى-
نشر في بوابة الشباب يوم 14 - 09 - 2015

أن تعيش باسم حركي أو اسم شهرة في منطقتك فهذا معتاد، ولكن أن يكون لك اسمان وتعريفان مختلفان وتظهر بأحدهما في الإعلام المصري والآخر في الإعلام العربي فهذا أمر غريب، هذه هي حالة الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية وهو التعريف الذي يظهر به في الفضائيات المصرية، وهو نفسه الدكتور محمد حمزة، القيادي السابق في حركة فتح ومستشار الرئيس الفلسطيني، وهذا التعريف يظهر به في الفضائيات العربية.. التقينا به لنعرف منه سبب استمرار هذا التناقض رغم أنه عاد من فلسطين منذ زمن وانتهى دوره في حركات المقاومة الفلسطينية التي كانت تفرض عليه أسماء حركية كثيرة.. فكانت نتيجة هذا اللقاء حوارا ثريا بالمعلومات التاريخية عن فلسطين وحماس وتاريخ المقاومة وتطورها وأيضا تحليلات للوضع المصري الراهن وتقييم أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورجال نظامه في إدارة الدولة وتعاملهم مع الشباب على وجه الخصوص.
- سمير غطاس يكشف أسباب ظهوره حتى الآن في الفضائيات العربية باسم محمد حمزة الفلسطيني
- أشرفت على تدريب حسن نصر الله زعيم حزب الله حاليا، وفتحنا له معسكرا فى بعلبك بتعليمات من ياسر عرفات
- خططت لعملية استهداف مفاعل ديمونة والموساد حاول اغتيالي أكثر من مرة
حوار: هشام المياني
تصوير: محمد عبد المجيد
• الكثيرون لا يعرفون أن الدكتور سمير غطاس من مؤسسي ما يعرف بالثورة الفلسطينية وحركات التحرر في كثير من بلدان العالم.. وكان لك اسم حركي في داخل المقاومة الفلسطينية هو محمد حمزة.. ما تاريخ هذا الاسم ولماذا ما زلت تظهر به على بعض الفضائيات العربية حتى الآن رغم انك تظهر باسم سمير غطاس في الفضائيات المصرية؟
- كي أشرح لك كل ذلك لابد أن أعود بك إلى مرحلة الجامعة فأنا كنت أحد أبرز طلاب الحركة الجامعية، وكنت من قيادات هذه الحركة وربما أنا الوحيد في جيلي الذي اعتقلت سنة 1962 ثم 1968 ثم 1972 ثم 1973 ثم1975 ثم عام 1977 كان مطلوبا القبض علي فخرجت من مصر إلى بيروت وانضممت للثورة الفلسطينية وحركات التحرر والمقاومة التي انطلقت من هناك، وأنا من مواليد القاهرة ولكني في فترة الدراسة حتى الثانوية عشت في السويس، وتأثرت جدا بمناخ السويس، والسويس للأسف هي واحدة من أكثر المدن التي تعرضت لظلم بين، فهي تعرضت لدمار شديد أثناء الحرب، وهي المدينة التي أوقفت شارون على مداخلها، وهي التي تم حصارها ودمرت منازلها وقدمت عددا كبيرا من الشهداء، وأنا خرجت من السويس عام 1967 وحضرت بداية الاحتلال الإسرائيلي لسيناء وبعض مناطق السويس والمقاومة التي بدأت من هناك، وحينما جئت للقاهرة في مرحلة الجامعة لم تنقطع زيارتي للسويس ، ولما حدثت حرب 1967 كنت في المقاومة الشعبية في ذلك الوقت وقبل مغادرة السويس بقرار عبد الناصر بإخلاء مدن القناة حصلت على دورة مكثفة في الصاعقة على يد مدرب من قوات الصاعقة، وأعرف جميع الشباب الذين بدأوا فور هزيمة 1967 في عبور القناة وأصبحوا النواة التي تشكلت بها منظمة سيناء العربية التي احتوتها المخابرات والقيادة العامة للقوات المسلحة وساهمت في عبور قناة السويس في حرب أكتوبر، ومن دافع عن السويس في حرب 67 هم أبناؤها فحينما دخل شارون بقواته واجتاح السويس أوقفته المقاومة الشعبية أمام قسم الأربعين واستشهد عدد كبير من المقاومة وتم إحراق عدد كبير من دبابات إسرائيل وهى لاتزال موجودة بالسويس حتى الآن، وهذه المدينة أعطتني الكثير وساهمت في تكويني النضالي والفكري وأفخر بانتمائي لهذه المدينة المقاومة، ومن المفارقات أنني شهدت إيقاف شارون مرتين، مرة في السويس سنة 1967 ومرة أخرى في بيروت عام 1982 في حرب بيروت عندما التحقت بالمقاومة الفلسطينية، ففي عام 1977 كان مطلوبا القبض في مظاهرات ما يسمى بانتفاضة 17 و18 يناير فقررت الخروج من مصر، وكان لي في الجامعة أصدقاء فلسطينيون كانوا قد تركوا دراستهم وتوجهوا عام 1965 للانضمام للثورة الفلسطينية وأصبحوا كوادر في فصائل المقاومة، وحينما تركت القاهرة وتوجهت لبيروت تقابلت مع أحدهم وقدمني للشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" وهو من مؤسسي حركة فتح وكان نائبا لأبو عمار ياسرعرفات، والمسئول عن العمل العسكري داخل وخارج فلسطين، وأنا المصري الوحيد وغير الفلسطيني الذي تقلد مهاما خاصة وخطيرة داخل الثورة الفلسطينية، حيث أوكل لي في البداية رئاسة مكتب باسم مكتب حركات التحرر وكنت مسئولا عن الجانب السياسي فيه وكان هناك آخر يتولى الجانب العسكري، وكان المكتب يتولى تدريب وتسليح ومساعدة كل الحركات فى كل أنحاء العالم، ومن خلال هذا المكتب تقابلت مع مئات من حركات التحرر في العالم وأشرفت على تواصل العلاقة السياسية معها، ومنها حركات في أمريكا اللاتينية وحركات في الشرق الأوسط ومن أبرزها حركة الثورة الإيرانية وأشرفت على تدريب قيادات الثورة الإيرانية، وممن أشرفت على تدريبهم حسن نصر الله زعيم حزب الله حاليا، حيث إنه بالاتفاق مع ياسر عرفات أنشأنا حركة أمل وتدرب فيها حسن نصرالله وفتحنا له معسكرا في بعلبك واستشهد 18 شخصا أثناء التدريب.
.....
• معنى هذا أنك كنت قياديا كبيرا في حركة فتح وفصائل المقاومة الفلسطينية بينما حسن نصرالله كان لا يزال يخطوا خطواته الأولى في عالم المقاومة؟
- نعم كان لا يزال يتدرب في حركة أمل التي كانت تشرف على تدريبها حركة فتح، ثم بعد ذلك تم تكليفي بإنشاء ورئاسة تحرير المجلة العسكرية الفلسطينية، وهذا أيضا كان حدثا مهما لأنني كنت غير الفلسطيني الوحيد الذي يؤسس ويرأس تحرير المجلة العسكرية الفلسطينية وكانت مجلة دراسات استراتيجية فلسطينية، وتوليت بعد ذلك عدة مهام أخرى، وفي سنة 1981 تفرغت بالكامل للعمل مع أبوجهاد في الأرض المحتلة، وتوليت في البداية مهمة متابعة شئون الأسرى في سجون الاحتلال وهذه كانت مهمة خطيرة للغاية لأن الفلسطينيين أبدعوا نظاما يتم من خلاله تهريب الرسائل من السجن من وإلى الأسرى رغم الإجراءات الأمنية الرهيبة التي تتبعها إسرائيل في تأمين المعتقلات ولكن كلما اكتشفت طريقة كنا نبتكر طريقة أخرى وجديدة، وكان مثلا يتم تهريب الرسائل داخل كبسولات صغيرة، والسجون والمعتقلات الإسرائيلية كانت ومازالت هي مكان إعداد كوادر المقاومة الفلسطينية وتأهيلهم وزيادة صلابتهم، ولدى التحاقي بالأرض المحتلة كنت مشرفا على شئون الأسرى بجهاز فلسطيني يسمى "الجهاز الغربي" نسبة إلى الضفة الغربية وكان هذا الجهاز مهما للغاية وخطيرا وأغلب قياداته استشهدوا لأن إسرائيل استهدفتهم كما استهدفتني أيضا في عدة محاولات فاشلة لاغتيالي، ثم لاحقا انتقلت للعمل بالتنفيذ على الأرض بالتخطيط للعمليات وتنفيذها وشاركت في عمليات كثيرة للمقاومة المسلحة وقتها، ومن أهم العمليات التي أعتز بها أنه في عام 1983 قامت مجموعة تابعة لي بأسر 8 جنود إسرائيليين في البقاع بين لبنان وسوريا، وكانت المجموعة مكونة فقط من 4 فدائيين، وهذا العدد لم تأسره أكبر الجيوش العربية، ومازلت أحتفظ ب 6 من هويات هؤلاء الجنود حتى الآن، وأنا وقتها الذي أشرفت على التحقيق معهم، وجرت عملية تبادل للأسرى بعد ذلك حيث بادلنا الجنود ب 5500 أسير فلسطيني ولبناني وهذه أكبر صفقة تبادل أسرى في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وكنت أنا ونبيل أبوردينة الذين نقوم بالتفاوض وخلال المفاوضات أعطانا أبو جهاد تعليمات بأن تتضمن الصفقة تحرير مكتبة لكتب الدراسات والبحوث الإسرائيلية كانت إسرائيل قد صادرتها خلال المداهمات للأراضي الفلسطينية، وحينما سألت أبو جهاد عن سبب ذلك لأن كل هذه كتب ودراسات إسرائيلية في الأساس ونحن ترجمناها وحللناها فقط، قال :" إحنا بنعلم إسرائيل أهمية الكتب والثقافة للقضية الفلسطينية وأننا نتعامل مع الكتب شأنها شأن الأسير الفلسطيني"، وبالفعل حررنا الأسرى مع مكتبة كتب مركز الدراسات الإسرائيلية، وبعد ذلك قامت انشقاقات كبيرة واشتباكات في سوريا فتم طردنا من الأراضي السورية عام 1983 فانتقلنا إلى تونس ومن هناك استأنفنا عملنا، وكان لي الشرف عام 1985 أنني أشرفت على واحدة من كبرى العمليات في تاريخ المقاومة الفلسطينية، حيث سفينة انطلقت من الجزائر وكان على متنها 21 فدائيا انتحاريا ونزلوا في 3 زوارق وكان مفترضا أن يهاجموا وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيت يم بهدف اغتيال شارون وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها وحصل اشتباك عنيف وتم استشهاد عدد من القوة واعتقال عدد آخر ، وحتى عام 1988 استمررت بجانب أبو جهاد في الإشراف على عمل المقاومة داخل الأراضي المحتلة، وكانت آخر عملية أشرف عليها أبو جهاد هي استهداف مفاعل ديمونة الإسرائيلية وهي أهم عملية للمقاومة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي كله وليس الفلسطيني الإسرائيلي فقط، فهذا هو المكان المقدس عسكريا وأمنيا بالنسبة لإسرائيل، ولكن أبو جهاد أعطاني توجيهات بأننا لازم نوصل لهذا المفاعل، وكانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى بدأت وهي انتفاضة الحجارة وكان أبو جهاد مهندس هذه الانتفاضة ، وكان يرى أنه لاشيء يكسر معنويات إسرائيل إلا أسر الجنود الإسرائيليين حيث نحرر بهم الأسرى الفلسطينيين ونرفع معنويات الشعب الفلسطيني ، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى قال أبو جهاد إن الوصول الى ديمونة سيحرر كل الأسرى الفلسطينيين ويطيل عمر الانتفاضة ويعطيها مدى أبعد، فبدأنا ندرس تاريخ إنشاء المفاعل، وتم ترتيب مجموعة فدائية كان لا يمكن أن تصل للمفاعل إلا عبر أتوبيس الخبراء الذي ينقلهم من تل أبيب للمفاعل وبالفعل تم الاستيلاء على الأتوبيس والتحرك به تجاه المفاعل،ولكن الطائرات والمدرعات الحربية الإسرائيلية أوقفت الأتوبيس قبل 6 كيلو على بعد المفاعل وهذه أقرب نقطة للمفاعل لم يصل إليها من قبل أي جيش عربي في تاريخ الصراع مع إسرائيل، وبدأت عملية التفاوض وكان عدد الفدائيين الذين استولوا على الأتوبيس 3 فقط، وخلال المفاوضات غدرت بهم إسرائيل وأطلقت الرصاص فتم الاشتباك فاستشهد الفدائيون الثلاثة وقتل عدد من الخبراء الذريين الإسرائيليين وعدد من جنود إسرائيل، وهذه العملية كان لها صدى كبير، وأشعلت الأضواء الحمراء عند إسرائيل بضرورة اغتيال أبو جهاد لأنهم يعلمون أنه مهندس الانتفاضة الفلسطينية والمشرف العسكري على عمليات المقاومة، وبالفعل تم اغتياله في 18 أبريل 1988 في واحدة من كبرى العمليات التي جندت لها إسرائيل أفضل ما عندها من قوات، وبالمناسبة الذي أطلق الرصاص من مسدسه على أبو جهاد في عملية الاغتيال هو وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي موبي يعلون وكان قائد وحدة الأركان وهذه أفضل وحدة عمليات خاصة في إسرائيل ولا تخرج إلا في تنفيذ الاغتيالات الخطيرة، وكان يشرف على العملية إيهود باراك الذي كان وزيرا للدفاع في هذا الوقت، واستشهد أبو جهاد بالفعل في العملية التي تمت بمقر إقامته بتونس.
• وماذا فعلت أنت بعد ذلك؟
- أنا بقيت في تونس حتى عام 1996 وأبو عمار دخل غزة في 1994 واستمررت عامين بعدها في تونس ثم دخلت غزة عام 1996 مع آخر دفعة سمحت لها إسرائيل بدخول غزة.
....
• وماذا عن لقب محمد حمزة الذي ما زلت تتعامل به حتى الآن؟
- هذا يعود لأن كل شخص في الثورة والمقاومة الفلسطينية كان له لقب أو اسم حركي يتحرك به، يعني أبو عمار لم يكن اسمه أبو عمار ولا ياسر عرفات وكان اسمه محمد عبد الرؤوف، وبالتالي أغلب القيادات كانت لها أسماء حركية، وأنا كان اسمي الحركي محمد حمزة ولم يكن الاسم الوحيد لي بالمناسبة ولكن هذا ما عرفت به في فلسطين، وكنت أتعامل به كرئيس تحرير المجلة العسكرية الفلسطينية وكتبي الأربعة الفلسطينية صدرت باسم محمد حمزة وأحد ميزات القيادة الفلسطينية أنها لا تضطرك للتحرك باسمك الحقيقي وكانت تسمح لك باسم حركي، يعني أنا استخدمت ما لا يقل عن 5 جوازات سفر بأسماء مختلفة عربية وغير عربية ولكن اسمي في السجلات الفلسطينية كلها محمد حمزة، و كان عندي جواز سفر جزائري باسم نديم شرف الدين، وجواز يمني باسم آخر وجوازات أجنبية، لأن الموساد كان يلاحقنا فطوال الوقت لابد أن تغير اسمك وجواز سفرك وإقامتك وهكذا، وظللت في غزة منذ عام 1996 وأسست جهاز مقدس للدراسات الاستراتيجية وكنت قريبا من أبو عمار وعدت لمصر في عام 2001 وحصلت على جواز سفري المصري ثم عدت إلى غزة مرة أخرى في يناير 2005 وخرجت منها قبل الانتخابات التي فازت فيها حماس في بداية 2006 وبعدها لم أدخل إلى غزة ولكن دخلت رام الله أكثر من مرة وحصلت على أعلى وسام فلسطيني من الرئيس أبو مازن وأنا حاليا مستشار غير رسمي للرئيس أبو مازن، وقصة ظهوري حتى الآن باسم محمد حمزة على فضائية العربية فقط، أنني حينما كنت في فلسطين لم يكن هناك فضائيات كثيرة هناك، وكانت فقط فضائيتي إم بي سي وأبو ظبي، فتعاملوا معي هناك باعتباري محمد حمزة، وقناة إم بي سي ظهرت منها قناة العربية ونفس المذيعين فمكانش ممكن آجي هنا أقولهم أنا مش محمد حمزة اللي اتعاملتوا معاه سنين وأنا سمير غطاس، وأيضا حينما عدت لمصر في بداية عودتي حافظت على اسم محمد حمزة، وكمان بسبب متابعة إسرائيل لي حتى لا يربطوا بين الاسمين، و ومع استقراري في مصر بدأت استخدم اسمي الحقيقي سمير غطاس، وفقط فى قناة العربية استخدم اسم محمد حمزة بناء على طلبهم لأنهم قالوا: إن جمهورهم تعود أن يراني منذ سنوات باسم محمد حمزة كي لا تحدث له عملية تشويش.
• هل تركت غزة وعدت لمصر لخلافك مع فكر حماس بعد توليها السلطة أم أنه لم يصبح لك دور هناك؟
- عدت لأن حماس كان يمكن أن تغتالني مثلما اغتالت عددا كبيرا من قيادات المقاومة، فهم نجحوا في الانتخابات وتركناهم يشكلوا الحكومة وفشلوا في تشكيلها، وحدث خلاف ثم حصلت محاولات مصالحة باتفاق مكة في فبراير 2007 فعادوا قبل الاتفاق مباشرة إلى غزة ونقضوا كل شيء وقاموا بعملية عسكرية وضربوا كل السلطة وطردوها واغتالوا ألف فلسطيني وألقوا شابا من الطابق 14 وصورته عندي، ولم يكن ممكنا وقتها أن استمر في غزة لأن هؤلاء أناس لا يمكن الحوار معهم لأنهم لا يعرفون إلا لغة الاغتيالات والقتل والسحل ويرتبكون جرائم لا توصف بحق الشعب الفلسطيني.
فى الحلقة القادمة:
- أحمد دومة تدرب على يد حماس في غزة وكان يتقاضى 6 آلاف شيكل في الشهر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.