دق الباب ثلاث دقات، وبعفوية أهدم الحواجز بين الشيطان، وأفكارك, كل ما عليك، هو إلقاء ملائكتك خارجا وإغلاق كل النوافذ بإحكام لتترك الظلمة تنبثق بين أحشائك, فاليوم « من أجل الشيطان » سنلتقي سوياً وسرياً لنمر عبر عالمك السفلى. « من أجل الشيطان » سندخل عالم النسيان ونهرع بعيداً عن حدود النور, في كل قصة ستجد الشيطان في لوحة مرسوماً بدقة مبتسماً فاليوم أحيى ذكراه أتقمص شخصيته وأمارس طقوسه..لا تخف ..ادخل من الأبواب الآن .. هذه مقدمة المجموعة القصصية "من أجل الشيطان" الصادرة حديثا عن دار أكتب للكاتب الشاب عمرو الجندى والذى أقام حفل توقيعها فى مكتبة البلد وسط حضور عدد كبير من الشباب، عمرو يصف نفسه على الفيس بوك بأنه أصغر فيلسوف فى الشرق الأوسط، فهو روائى وقاص وشاعر يبلغ من العمر 27 عاماً وله عدد من الأعمال الصادرة : فى البداية نرغب فى أن نتعرف عليك ؟ أنا حاصل على بكالوريوس تجارة وأكملت دراستى بالجامعة الأمريكية، ثم التحقت بالمعهد الفنى البريطانى وأنا فى الأساس من عشاق الأدب الإنجليزى والكلاسيكى, وحالياً أدرس فى جامعة ليفربول بانجلترا (أون ألاين ( وكان أول ظهور لى من خلال مقالة منشورة فى جريدة إنجليزية بعنوان الحب القابع خلف الموت والتى تكلمت فيها عن الحب فى زمن الكوليرا لجابرييل جارسيا ماركيز ومن ثم انطلقت فى عالم الكتابة لأكتب العديد من المقالات الفلسفية ويشرف على موهبتى الدكتور مايك ماير أستاذ الفلسفة الإنجليزي ورئيس الأكاديمية الإنجليزية بدولة الكويت . لماذا تصف نفسك بأنك أصغر فيلسوف فى الشرق الأوسط ؟ الموضوع كله بدأ مع مقالتى "الحب القابع خلف الموت" حيث أثار هذا المقال انتباه وإعجاب الكثير من كتاب وفلاسفة الأدب الإنجليزى ثم كتبت بعد ذلك عدة مقالات ومن هنا بدأت أدخل فى تصنيف الفلاسفة على مستوى الشرق الأوسط وذلك بدعم من جامعة ليفربول التى ستعتمدنى من العام القادم، وأنا فى كل أعمالى دائما أركز على تحليل النفس البشرية وأول كتاب فلسفى خالص سأصدره قريبا بعنوان "البحث عن أنا .. شىء جنونى". ماذا عن كتابك الأول قصة حب سرية ؟ قصة حب سرية كان تعريف بنفسى وهو أول كتاب أصدرته وكان الغرض منه أن أستكشف نفسى وأعرف هل ممكن أن تصل كلماتى للآخرين أم لا والكتاب يضم مجموعة من القصائد الشعرية العاطفية إلى جانب عدد من الخواطر. وماذا عن مجموعتك القصصية الأخيرة "من أجل الشيطان"؟ هذه المجموعة تضم 8 قصص قصيرة وهى : أنا وعزازيل، من أجل الشيطان، غرفة الانتظار، عائدة من الموت، الانتظار ما بين الموت والحياة، لكم أشعر بالبرد، قعدة قهوة، الحادث، وفى الحقيقة فى هذه القصص كنت أكتب عن نفسى وعدد كبير من أبطالها هى "أنا" وباستمرار كنت عايز أحارب الواقع الذى بداخلى بكل مشاكله وهواجسه ومخاوفه بمعنى أننى كنت أرغب فى تغييره حتى أستطيع أن أغير من الواقع الخارجى ولذلك هذه المجموعة أنا أعتبرها بوابة لصراع داخلى بينى وبين الآخر، والآخر هنا هو "النفس" وخلصت فى النهاية إلى حقيقة مهمة جدا وهى أن الحياة متشابكة جدا والأحداث أكثر تعقيدا لكن مع ذلك فإن الاختيار هو الذى يصنع الحياة وهو الذى يؤدى للقدر فى نهاية المشوار وهذا ما نقلته بوضوح فى القصة الأخيرة من المجموعة وهى قصة "الحادث" . فى قصة "قعدة قهوة " تحديدا أردت أن تتكلم عن الشارع المصرى .. فكيف نقلته ؟ لاحظت أن الشارع كله ممكن يتجمع فى مكان واحد وهذا المكان هو القهوة، حيث تجلس كل الفئات وحيث تسمع كل التعليقات وكل الإفيهات وكل التحليلات وكل الأحداث، والقصة تدور بين أربعة من الأشخاص وهم : واحد سلبى وواحد إيجابى وواحد راضى وواحد افتراضى وكان المغزى من الحوار الفلسفى الذى دار بينهم "أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . ما رأيك فى الكتابة الشبابية التى يطلق عليها الكتابة الجديدة حاليا ولماذا لا يصل كتابها بسرعة للشهرة ؟ المشكلة أن أغلب من يكتبون الآن من الشباب ملامحهم غير واضحة يعنى مش عارفين هم عايزين إيه وليست لهم رسالة محددة والغالبية العظمى منهم يميلون إلى الفانتازيا أو الأدب الساخرعلشان الناس تتكلم عنهم وتشترى كتبهم من مجرد العنوان وهذا تفكير تجارى فاشل والدليل أنه لو صدر فى العامين الماضيين 100 كتاب من هذا النوع فإن هذا الرقم تراجع بشدة وهناك كتاب كثيرون من هذه الفئة توقفوا وده كان آخرهم، لكن على كل حال هناك تنوع وتعدد وهذا شىء جيد . هل حصلت على جوائز أدبية من قبل ؟ فى الحقيقة أنا لم أدخل فى مسابقات أدبية من قبل، ولكن وأنا فى الجامعة حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى كتابة الشعر. لمن تقرأ ؟ أنا قرأت كل روايات نجييب محفوظ وأرى أنه كان أكثر الأدباء المصريين قدرة على تحليل وتفسير الواقع المصرى المعاصر بأشخاصه وأبطاله وقضاياه، وعلى مستوى الأدب العالمى أقرأ لشكسبير وتولستوى وأرنست ميللر هيمنجواى أما أكثر من تأثرت بكتاباتهم فهو شارلز ديكنز الذى استطاع أن يسافر بعمق داخل النفس البشرية.