عانى الإسباني رافايل نادال، المصنف أول، كثيرا قبل أن يحجز بطاقته إلى نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس بفوزه الصعب على البلغاري غريغور ديمتروف الثاني والعشرين 3-6 و7-6 (7-3) و7-6 (9-7) و6-2 أمس في ملبورن. ويلتقي نادال في دور الأربعة السويسري روجيه فيدرر السادس الذي تغلب على البريطاني آندي موراي الرابع 6-3 و6-4 و6-7 (6-8) و6-3. وخسر الإسباني المجموعة الأولى بعد ضربات قوية من البلغاري، ثم حسم المجموعتين الثانية والثالثة بصعوبة بالغة عبر شوطين فاصلين، قبل أن يفرض إيقاعه في الرابعة وينهيها لصالحه بسهولة 6-2 ليبلغ دور الأربعة بعد مباراة استمرت قرابة أربع ساعات. وأشاد نادال بمنافسه قائلا: «لديه كل شيء ليصبح بطلا رائعا، أداؤه يشبه أداء روجيه فيدرر كثيرا». وأضاف: «كنت محظوظا بالفوز بالشوط الفاصل للمجموعة الثالثة، لقد خسر ديمتري نقطة هامة عندما سقطت الكرة على مقربة من الخط، لقد عانيت كثيرا للفوز، ولذلك أنا سعيد جدا للوصول إلى نصف النهائي، وسأحاول أن أكون جاهزا لمباراتي المقبلة مع فيدرر. وتبدو فرصة نادال قوية في إحراز لقبه الثاني في ملبورن بعد عام 2009 خصوصا أن منافسه الرئيسي الصربي نوفاك ديوكوفيتش الأول وبطل الأعوام الثلاثة السابقة خرج من ربع النهائي بخسارته أول من أمس أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا الثامن. وفي المباراة الثانية، قدم فيدرر أداء قويا مرة جديدة ليؤكد تصميمه على العودة إلى التألق الذي غاب عنه في الموسم الماضي الذي كان الأسوأ في مسيرته. وحسم فيدرر المجموعتين الأوليين وكان يرسل للفوز بالمجموعة الثالثة، وحصل على نقطة للفوز بالمباراة لكن موراي حقق الكسر للمرة الأولى في المباراة في الشوط العاشر، ثم سنحت فرصة أخرى للسويسري للتأهل في الشوط الفاصل، إلا أن البريطاني أنهاه 8-6 مبقيا على آماله. ولم يتح فيدرر الفرصة كثيرا لمنافسه لاستثمار معنوياته المرتفعة بعد الفوز بالمجموعة الثالثة، فكسر إرساله مبكرا في المجموعة الرابعة وحسمها 6-3 منهيا المباراة في قرابة ثلاث ساعات. وقال فيدرر عن المجموعة الثالثة: «لم يكن لدي خيار سوى البقاء في الملعب.. كان علي أن أقنع نفسي بأنني مازلت متقدما.. كان أمرا قاسيا أن أخسر المجموعة الثالثة لألعب مجموعة رابعة، فقد كان بوسعي إنهاء المباراة مبكرا. ولكن إرسال آندي كان جيدا مما شكل ضغطا علي». وأضاف: «أصبت بخيبة أمل ولكنني أبقيت الابتسامة على وجهي. أتمتع بثقة أكبر من العام الماضي، كما أن حركتي أفضل كثيرا الآن (بعد معاناته من آلام الظهر في 2013). كانت الأشهر الأربعة الأخيرة جيدة حقا». بينما لم يشكُ موراي من تراجع مستواه بعد إجرائه عملية جراحية في ظهره خلال سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال اللاعب البريطاني: «إنني فخور بأدائي اليوم؛ فقد كان هذا أعلى مستوى من المنافسة بالنسبة لي منذ مدة طويلة». وسيخوض فيدرر نصف نهائي بطولة ملبورن للعام الحادي عشر على التوالي في سعيه إلى إحراز لقب رابع فيها بعد أعوام 2004 و2006 و2007 و2010، وإلى تعزيز رقمه القياسي بعدد ألقاب الغراند سلام (17 لقبا). من جهته، فشل موراي في مواصلة مشواره كما فعل عندما بلغ المباراة النهائية أعوام 2010 و2011 و2013، وعليه انتظار بطولة رولان غاروس الفرنسية التي تنطلق في مايو (أيار) المقبل لمحاولة إحراز لقب ثان في الغراند سلام بعد فلاشينغ ميدوز 2013. يذكر أن موراي كان ابتعد قرابة أربعة أشهر في نهاية العام الماضي بسبب جراحة في الظهر. ولدى السيدات، فقدت البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا المصنفة ثانية لقبها بخسارتها أمام البولندية انييسكا رادفانسكا الخامسة 1-6 و7-5 وصفر - 6 في ربع النهائي. ولحقت أزارنكا بالأميركية سيرينا ويليامز المصنفة أولى والروسية ماريا شارابوفا (الثالثة) اللتين خرجتا من الدور الرابع. وفشلت البيلاروسية بالتالي في أن تصبح أول لاعبة تحرز اللقب في البطولة الأسترالية ثلاثة أعوام متتالية بعد السويسرية مارتينا هينغيس التي حققت هذا الإنجاز بين عامي 1997 و1999، كما أنها لقيت الخسارة الأولى في ملبورن بعد 18 فوزا متتاليا، والأولى لها أمام رادفانسكا في ثماني مباريات جمعت بينهما حتى الآن. وقالت البولندية: «مواجهة أزارنكا تكون صعبة دائما، فقد خسرت أمامها مرارا، ولذلك كان علي اعتماد أداء هجومي، وهذا ما فعلته ونجحت في تحقيقه اليوم». وتلتقي رادفانسكا في نصف النهائي مع السلوفاكية دومينيكا شيبلولكوفا العشرين الفائزة على الرومانية سيمونا هاليب الحادية عشرة بسهولة تامة 6-3 و6 - صفر. وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها شيبلولكوفا (26 سنة) نصف نهائي البطولة الأسترالية، وسبق أن وصلت إلى هذا الدور في بطولة رولان غاروس الفرنسية عام 2009. وقالت السلوفاكية التي أقصت شارابوفا من الدور الرابع: «لدي الخبرة للتعامل مع هذه المباريات المهمة، وكنت أعرف ماذا يجب فعله في الملعب ونفذت كل شيء بإتقان اليوم». بدورها، كانت هاليب بوصولها إلى ربع النهائي تحقق أفضل إنجازاتها في الغراند سلام، وهي حققت نتائج رائعة في العام الماضي وأحرزت فيه ستة ألقاب، وسترتقي إلى نادي اللاعبات العشر الأوليات في التصنيف الجديد الذي سيصدر عقب البطولة الأسترالية. وتجمع المباراة الثانية في نصف النهائي بين الصينية نا لي الرابعة والكندية أوجيني بوشار.
