أزمة حقيقية تعيشها كلية الهندسة، جامعة القاهرة الآن.. الكلية التى أصبحت فى مرمى النيران ومستقرا للقنابل المسيلة للدموع حيث لم يعد حرمها آمنا نظار لتكرار الإشتباكات مع قوات الأمن التى لاتتوقف عن محاصرة ميدان النهضة لفض تجمعات طلاب الإخوان .. كانت كلية الهندسة قد استقبلت العام الدراسى الجديد فى مشهد يدعو للرثاء وهو احتراق واحدا من اهم مبانيها التاريخية فى أثناء فض اعتصام الإخوان فى ميدان النهضة.. وكان حادث مقتل الطالب محمد رضا قد ألهب الأوضاع وزادها اشتعالا فى ظل غياب كامل للحقيقة حول أسباب مصرعه متأثرا بطلقات خرطوش. وكان طلاب اتحاد كلية الهندسة قد دخلوا فى اعتصام مفتوح داخل مبنى الكلية وأعدوا بعض الخيام أمس للمطالبة بعدد من المطالب يأتى من ضمنها انسحاب قوات المن من المشهد واحترام الحرم الجامعى الذى بات مستباحا والإفراج عن الطلاب المعتقلين على ذمة الأحداث . وأكد البيان الصادر عن الطلاب أنهم لاينتمون للإخوان وأنهم يعبرون عن رفضهم للممارسات الأمنية بالجامعة حسب وصفهم . . . . وفى تصعيد جديد للأزمة تقدمت إدارة كلية الهندسة عميدا ووكلاء باستقالاتهم إلى رئيس الجامعة، وقد أرجأ الدكتور جابر جاد نصار النظر فيها وكلفهم بتسيير الأعمال فى الكلية وفقا لاختصاصاتهم التى حددها القانون، وذلك حرصا على العملية التعليمية والطلاب العاملين وسلامة الكلية. وقررت الجامعة انتهاء محاضرات الفصل الدراسى الأول بالكلية اليوم 11 ديسمبر على أن تجرى الامتحانات فى مواعيدها المحددة سلفا والتى تبدأ من 28 ديسمبر، وأن يقتصر امتحان الطلاب على القدر الذى تم تدريسه منذ بداية الدراسة ولكافة السنوات والبرامج بالكلية بمرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا . والجامعة تهيب بالجميع سواء أعضاء هيئة التدريس أو العاملين أو الطلاب بالحفاظ على الجامعة والتزام أحكام القانون واللوائح والعمل على استمرار دورها فى خدمة المجتمع. ونشرت الصفحة الرسمية لاتحاد طلاب كلية الهندسة اليوم بيانا شديد اللهجة قال فيه "تبا للمسيرة التعليمية .. أى مسيرة تعليمية يتحدثون عنها أهو التعليم وسط ضبابات من الغاز يوميا أم تعليم وسط عشرات الإغماءات والإصابات أم تعليم وسط دماء تسيل فى شتى بقاع حرم الكلية أم تعليم تحت تهديد السلاح .. بعد المشهد الذى رآه اليوم آلاف من طلاب الكلية والذى لم نشهده سوى فى المستشفى الميدانى بميدان التحرير والذى لا يعد الأول من نوعه بالكلية بل أصبح من المعتاد يوميا سقوط جرحى وقتلى إن لم نبالغ. ودعا البيان جميع الطلاب للاحتشاد بدءا من اليوم أمام مبنى قسم عمارة بالكلية لرفض انتهاكات قوات الأمن المستمرة تجاه الطلاب السلميين داخل حرم كليتهم .. وناشد البيان الطلاب لعدم النزول للاعتصام اليوم لعدم وضوح الأوضاع الأمنية. ومن جانبها أعلنت حركة ثوار كلية الهندسة فى بيان لها أمس أن قوات الداخلية لم تميز بين من تلقي القبض عليهم حسب انتماءهم السياسي ، فكما ألقت القبض على طلاب منتمين للإخوان ، ألقت أيضاً القبض على طلاب منتمين لحزب الدستور، و آخرين منتمين لحركة 6 إبريل .فكلنا طلاب مجنيٌ عليهم .. و الجاني واحد ، و نعرفه جميعاً. وذلك حسب البيان. وكانت هذه الحالة من الفوضى قد دفعت إدارة الكلية لتقديم استقالتها تضامنا مع مطالب الطلاب ورفضا لممارسات الأمن فى ظل غياب القدرة على السيطرة على الأوضاع التى تزداد سوءا مع الوقت وهو ما دفع إدارة الجامعة لإعلان إنهاء العام الدراسى مبكرا.