استضاف معهد الأهرام الإقليمي العالم المصري الكبير د.فاروق الباز مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية ، والذى يقوم بزيارة قصيرة لمصر ، وذلك في ندوة تحت عنوان ( الشباب المصري وبناء مصر المستقبل ) .. أكد العالم الكبير في كلمته - بحضور شباب صحفيي الأهرام - أن الشباب المصري لديه قدرة علي التميز بشدة في حال توفر الحافز لدية في ظروف تنافسية وخاصة حال وجوده خارج بلدة فيزيد شعوره بالإنتماء لبلده. ويري العالم الكبير أن الدور علي الشباب في نهضة بلده في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها ، علي أن يعمل علي تغيير واقع مجتمعه بيده ، ولا ينتظر أي مساعدات أو دعم حكومي فهذا الدعم لن يأتي ، وعليهم أن يكونوا مجموعات عمل مع بعضهم في كل تخصص للتدريب علي العمل الجماعي . وأكد " لابد من إعداد جيل صاعد من الأن وتربيته علي العمل والفهم والتخطيط واستخدام هذا العلم في استعادة واسترجاع دور مصر العظيم كما كانت مهد الحضارة في مختلف المجالات والعلوم والفنون، فالثورات تقوم لهدم كيانات موجودة وإعادة بناء كيانات جديدة ، وهذا يحتاج لوقت ومجهود كبير علي أيدي الشباب " ، مشيرا لأن من بدأ الثورة عليه أن يكملها ولا يترك نفسة للإحباط لتبعات الثورات. ويؤكد د. الباز أن الشباب دائماً يسألونه " ماذا علينا أن نفعل ونحن لسنا أصحاب قرار " لكنه يرد عليهم بأن من تعلم عليه أن يُعلم غيره ، وهذا محور رئيسي لأي تنمية حقيقية لمصر ، فلا يمكن لأمة أن تنمو بدون أدني قدر من محو الأمية ، فنحن أمه ( أقرأ) ، لابد من محاربة الجهل بالعلم، أعني دور شباب الجامعات المتعلم في قضاء أوقات فراغه في تعليم أهالي قريتهم أو من حولهم ، إلي جانب تكوين مجموعات لتطهير مياه النيل ، فماء النيل كانت مقدسة عند المصريين القدماء وتلويثها يعد من الجرائم التي تمنع المصري القديم من مقابلة الآلهة، فمقولة هيرودوت مصر هبة النيل لم تكن عبثية بل كانت علي حق ، إلي جانب الإندماج في العمل التطوعي في شكل مجموعات تخدم المواطنين المصريين الأكثرا إحتياجا للخدمات ، فهو ينمي الشعور بمعني المواطنة والوطنية بشكل كبير . .. وفي رده علي سؤال حول كيف يمكن للبلد في ظروفها الصعبة الأن الإستفاده من العقليات العلمية في التنمية ، وما هو العائق في تحقيق ذلك .. فأجاب : قياس مدي الإستفادة من العلماء في أي دولة يرجع للنسبة التي تقرها الدولة في ميزانيتها للبحث العلمي ، فمصر تحدد أقل من 3. % فقط من ميزانتيها للأبحاث ، بينما إسرائيل تقدر 4.7% والبديهي أن تقدم أي دولة يأتي بعد إجراء أبحاث تصل لعدة سنوات في المجالات المرغوب تطويرها. وفي سؤال لبوابة الشباب حول حجة بعض الشباب بأنهم لن يستطيعوا المساهمة بشكل فعال أو تحقيق أهداف الثورة إلا عندما يصلوا هم إلي الحكم ، فرد قائلا : ليس بالضرورة أنا أؤمن بنتيجة الديمقراطية أيا كانت مساؤها فالفيصل الصندوق ومن يرفض النظام الحالي علية أن يعمل علي المواطن وخدمته من الأن ليكون هو البديل القادم. وتقدم دكتور شاب اسمه أحمد حنفي مؤسس إتحاد تنمية مصر والذي أخذ علي كاهلة العمل بجدية مع فريق عمل مكون من أكثر من 45 ألف متطوع علي تنفيذ توصيات العالم د. الباز وإقامة مشروع حقيقي يسعي لجمع كل أفكار التنمية الإقتصادية وربطها بمشروع ممر التنمية الذي دعا له الباز ودراسة كل هذه الأفكار والمقترحات ومحاولة تطبيقها علي أرض الواقع ،وأقاموا عدة مشروعات منها المشروع القومي لزراعة ال50 مليون شجرة فاكهه في مصر ، وتقدم الشاب بدعوة العالم الجليل لمتابعة المشروع لتدب روح الأمل في نفوس صغار العلماء والمتطوعين في المشروع وتوجيههم بنصائح علمية من خبرات العالم الباز ، وهو ما أثار فرحة غامرة وسعادة لدي العالم الجليل دفعته للقيام ومعانقة الشاب الطموح وقال الباز هذا ما كنت أسعي لأن أراه في الشباب.