"من أنا لأقول لكم ما أقول لكم.. أنا مثلكم أو أقل قليلاً".. هذا ما قاله عن نفسه الشاعر الكبير "محمود درويش" وفى ذكراه الرابعة التى احياها الشعراء الشباب (أيمن مسعود, وأحمد خطاب , ومحمد سلامة) فى ساقية عبد المنعم الصاوى ألقوا بعضاً من قصائده مثل (لاعب النرد, وبقية حياة, والآن في المنفى, وأنا آت إلى ظل عينيك) وغيرها من قصائده المتميزة والتى تفاعل معها ومعهم الجمهور خاصة لبراعة الإلقاء من الشعراء الذين كان من الواضح تشبعهم بمعانى المفردات وعشقهم لمعلم قوى ومتمكن. ومن أكثر المقاطع التى تعاطف معها الحضور أرى ما أريد من الشعر:كنا قديماً إذا استشهد الشعراء نشيعهم بالرياحين ثم نعود إلى شعرهم سالمين ... ولكننا فى زمان المجلات والسينما والطنين نهيل التراب على شعرهم ضاحكين ... وحين نعود نراهم على بابنا واقفين .. وقالوا الشعراء الشباب .. هكذا يرى "درويش " موت الشعراء استشهاد ولكن لا يعلم أننا لم نهل عليه التراب ونكتفى بذلك بل نحيي ذكراه كل عام لأن ما قدمه وواجهه "درويش " يستحق أن يذكر ويسجل فى أذهان الأجيال.. هذا الفلسطينى الذى واجه العدو الصهيونى بقلمه واستطاع أن يرهبه لسنوات وسيظل يرهبه بما تركه من أشعار . الاحتفال بذكرى الشاعر محمود درويش وتم ايضا الافتتاح الرسمى لمتحف الشاعر الفلسطينى محمود درويش لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لوفات بحضور رسمى وشعبى بمدينة رام الله . وحسبما ورد بموقع عرب 48 أحيت مؤسسة ومتحف محمود درويش الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر محمود درويش، بحضور رئيس الوزراء سلام فياض ورئيس المؤسسة ياسر عبد ربه، وذوى الشاعر الراحل، وعدد من الوزراء والممثلين عن المؤسسات الثقافية والوطنية، وجمهور غفير من المواطنين وأصدقاء ومحبى درويش. الاحتفال بذكرى الشاعر محمود درويش وأعلن ياسر عبد ربه افتتاح متحف الشاعر الراحل أمام الجمهور يوميا على مدار الاسبوع وبرسوم دخول رمزية مؤكدًا أن صرح محمود درويش سيحتضن أى نشاط فلسطينى إبداعى. وخاطب عبد ربه روح الفقيد قائلا له "لقد فاتك الكثير لتقدمه لقلمك وإبداعك وإلى شباب العرب، وفى مقدمتهم شباب فلسطين، حيث حالة النهوض التى يشهدها الشباب اليوم حاملين رسالتك". ووضعت الشخصيات الرسمية إكليلاً من الزهور على ضريح الشاعر الراحل وقرأت الفاتحة على روحه قبل أن يتجول المشاركون فى متحف محمود درويش وأقسامه المختلفة. وقال سلام فياض إن صرح ومتحف محمود درويش يشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي الفلسطينى بكافة أشكاله ومكوناته وقد يكون الأبرز على مدار السنوات الأخيرة مؤكدًا أن هذا الصرح يليق بالشاعر الراحل الذى كان وسيبقى له باع كبير وعلامة فارقة فى الحياة الثقافية فى فلسطين. الاحتفال بذكرى الشاعر محمود درويش بدوره، قال زكى درويش شقيق الشاعر الراحل إن المتحف أوفى بحق الشاعر الكبير شاكرا كل القائمين على هذا العمل .. مضيفًا: "محمود موجود دائمًا.. وهذا المتحف سيسهم فى تربية الأجيال القادمة على ما قدمه من ثقافة وإبداع لفلسطين والقضية الفلسطينية". ويضم متحف محمود درويش بين أروقته العديد من المقتنيات الشخصية للراحل وصورا له برفقة افراد اسرته مع عدد من الشخصيات السياسية والثقافية الفلسطينية والعربية والعالمية وأعمالًا فنية تستوحى شعره كما يوجد عند مدخله جدارية مكتوب عليها نبذة عن حياته باللغتين العربية والإنجليزية.