كل شيء عدا الأولاد طبعا - تجده هناك وكأنها دولة مستقلة , فيها كل السلبيات والإيجابيات الموجودة في المجتمع المصري , ولأن الثورة نظريا علي الأقل - أثرت في كل مكان أردنا أن نكتشف المدينة الجامعية للبنات من الداخل ونقترب من مشاكل الطالبات , وفوجئنا بوجود مجلس طلابي للمدينة الجامعية مثل اتحاد الطلبة ... لكن لا أحد يعلم عنه شيئا . عند دخولك للمدينة ستكتشف بسهولة أن الأمن غير واضح , ورغم وجود مكتبات وكافتيريات داخل المدينة إلا أن عشرات الفتيات يذهبن في اتجاه واحد وهوالمطعم للحصول علي وجبات الطعام التي لا ترضيهن نهائيا ولكن ما باليد حيلة , أحلامهن تتلخص في التخرج في الجامعة وتأمين وظيفة .. ومن داخل المدينة التي تحتوي علي 4 آلاف طالبة كان هذا التحقيق التالي .. أول طالبة قابلناها كانت أسماء حسن وهي تدرس بالفرقة الرابعة بكلية صيدلة , تقول : حدثت تغييرات كثيرة في المدينة بعد الثورة منها أن هناك طالبات يتحدثن بأسمائنا ولكن توجد بعض الأشياء لم تتغير منها الوجبة الغذائية , فنحن نقف في طابور طويل كي نأخذ الوجبة , وبالنسبة للأمن في المدينة فلايوجد أمن سوي 2 أو 3 أفراد فقط وهم لم يحققوا لنا الأمن والأمان لكننا تعودنا علي ذلك منذ مجيئنا للمدينة , وأمن المدينة هو أمن مدني وليس معهم أسلحة , وهم متواجدون في النهار أما في الليل فتستعين الإدارة بأشخاص من الإدارة الهندسية مثل النجارين لمساعدتهم في الأمن , ويعتبر في نفس الوقت عملا إضافيا لهم , ولكن تظل مشكلة البنات هي الأمن حيث توجد حالات سرقة أمام المدينة وإدارة الجامعة تقول إن التأمين خارج الجامعة ليس من مسئوليتنا . وتقول آلاء محمود طالبة بطب أسنان : التأمين قليل لكن لم تحدث مشكلة والحمد لله , ولكن أحيانا أشعر بالرعب إذا تهجم بلطجية علي المبني ليلا خاصة أن الأمن الموجود أمن مدني وليس معهم أسلحة وعددهم في النهار 2 أو 3 وفي المساء حوالي 6 أشخاص , ولكنهم لم يحققوا لنا الأمان , والطعام سيئ جدا ونييء ولا يتم طهوه جيدا ولكننا مضطرون للأكل من المطعم , وننزل من الأدوار العالية بعد عودتنا للحصول علي الوجبة وأحيانا نجد طابورا طويلا ونفس المأساة تتكرر في تناول وجبة العشاء , وبالنسبة للمجلس الطلابي أنا أري أنه لم يفعل شيئا سوي أنه زرع وردا في حديقة المدينة !! وتقول سارة غريب بكلية تجارة الفرقة الثانية : نحن معزولون عن العالم ولا نشاهد برامج توك شو ولا مسلسلات ولا نقرأ مجلات أو صحفا , فالمكتبة تأتي بالصحف التي توافق عليها إدارة المدينة وتغلق أبوابها منذ الساعة الثامنة مساء كما تغلق في أيام العطلات , وأيضا التليفزيون الموجود في المكتبة لا يتم تشغيله إلا بعد الظهر حتي وإن كنا ليس لدينا محاضرات يتم غلقه في الساعة الثامنة مساء . المدينة الجامعية للطالبات أما زميلتها هبة فتقول : مشكلتنا الكبيرة في المدينة هي المياه المثلجة , فنحن نريد مياها مثلجة بجد هذا حرام خاصة في الصيف , وأيضا مشكلة الغسيل طالبنا بغسالة تنظيف كبيرة مثل الموجودة في محلات التنظيف ومع ذلك لم يردوا علينا فنحن بعد عودتنا من الجامعة نقوم بغسل ملابسنا علي أيدينا وبدون شيء نغسلها فيه وننشر الغسيل في الشبابيك , كما أن الحمامات قليلة , فكل دور به حمام بداخله 5 حمامات و 5 أحواض فقط . وتقول شيماء محمود طالبة بكلية طب صيدلة : المصروفات التي ندفعها 65 جنيها في الشهر لكننا نتمني أن تزيد لكي تتحسن الخدمة , وللعلم إذا لم تدفع الفتاة ال 65 جنيها حتي يوم 10 في الشهر تعطي لها مهلة حتي يوم 15 ثم يتم منعها من الوجبات الغذائية , أيضا يحصلون منا علي 300 جنيه في بداية دخولنا المدينة كل عام من المفروض أن ترد في نهاية العام لكن هذا لم يحدث طوال الأربع سنوات الماضية . وتقول إيمان محمد - طالبة بكلية الصيدلة الفرقة الرابعة وهي ترتدي النقاب : قبل الثورة كانوا يمنعون دخول النقاب إلي المدينة , أما بعد الثورة فتم قبول دخول المنتقبات إلي الجامعة , وأنا لم أكن منتقبة وارتديت النقاب هذا العام لأنها رغبتي منذ سنوات لكن خوفي من حرماني من دخول المدينة كان يمنعني خاصة أن أهلي من المستحيل أن يجعلوني أسكن في سكن خاص خوفا من عدم وجود الأمان في القاهرة الآن , ولا مشكلة في دخولي وخروجي من المدينة لأنه عند دخولنا يتأكدون من الشخصية التي تدخل المدينة وتوجد مشرفة في الاستراحة نكشف لها عن وجوهنا لتتأكد منا . وتقول زينب عثمان الطالبة بكلية صيدلة الفرقة الرابعة : أهم مشكلة في المدينة هي عدم وجود طبيبة وهو ما نتج عنه وفاة زميلة لنا منذ شهرين نتيجة هبوط في الدورة الدموية وعدم سرعة إسعافها , فنحن الآن نشعر بعدم الأمان إذا حدث لأي زميلة حالة مشابهة ماذا سنفعل , والغريب أنهم بعد هذه الواقعة لم تتحرك المدينة . وتضيف هبة الله ممدوح : أسوأ شيء في المدينة هو السكن فالسكن يكون في غرفة صغيرة تضم 4 فتيات , شيء مستحيل أن يتخيله أحد فمن الممكن أن تتأقلم طالبتان معا لكن تتأقلم 4 فتيات معا شيء مستحيل , فالضجيج في الغرفة يجعل المذاكرة والمعيشة صعبة , وتحدث يوميا مشاجرات لا تستطيع أن تتجاوب معها المشرفة . وتقول مريم عبدالستار : التيار الديني ظهر في المدينة الجامعية وأصبحنا نري المئات من الطالبات المنتقبات وبالنسبة للطالبات اللاتي لديهن انتماء سياسي ففي يوم الجمعة وبعد صلاة الظهر تتحدث بعض الطالبات المنتميات لحزب سياسي عن فائدة أن نختار مرشحأ إسلاميا وكلام من هذا القبيل , لكن لم تحدث مشاحنات أو ضغوط لأن الفكر تغير وأصبح الجميع يتحدث ونحن علينا أن نستمع ونفهم ونعي ما يقولونه مع احتفاظنا بآرائنا وتوجهاتنا , لكن المشكلة الكبيرة في المدينة هي القطط وهي موجودة في كل مكان , ففي المطبخ يأكلون معنا وفي الغرف توجد بأعداد كبيرة . مريم حامد الأمينة العامة للمجلس الطلابي وأمينة اللجنة العلمية والثقافية بالمدينة الجامعية تقول : فكرة المجلس بدأت بعد الثورة من زميلتنا سارة مطاوع التي كتبت علي الفيس بوك عن مشاكل وسلبيات المدينة الجامعية فتناقشنا معها وذهبنا الي زميلنا مقرر اللجنة الاجتماعية باتحاد طلاب كلية طب قصر العيني لتوجيهنا ومساعدتنا , فقال لنا : نحن كاتحاد ليس لنا شأن بالمدينة فمن الممكن أن تكونوا اتحادا للمدينة فرحبنا بالفكرة , فقمنا بجمع نحو 800 توقيع وجهزنا نموذجا للائحة الاتحاد وذهب معنا محمد عصام إلي نائب رئيس الجامعة د . عدلي زايد لنقول له إننا نريد أن تكون لنا صفة شرعية نتحدث من خلالها في مشاكلنا وأول طلب يكون لنا ممثلون عنا ويتحدثون عنا مثل اتحاد الطلبة ففوجئنا بأن طلاب الاتحاد من كليات أخري ومجموعة من طلاب المدن الجامعية بالجامعة مجتمعون ويتناقشون في مشاكل الجامعة والمدينة ولكن رفضت إدارة الجامعة إقامة اتحاد ورحبت بعمل مجلس طلابي له نفس صلاحيات الاتحاد لكنه ليس بشكل رسمي , وبدأنا بالتجهيز للانتخابات بعد الثورة وفي شهر أبريل عملنا أول انتخابات طلابية وحدث شد وجذب بيننا وبين إدارة الجامعة وهم بصراحة كانوا متعاونين حتي لم نحتج ل 800 توقيع فرحبوا بالفكرة وكانت هناك خلافات حول هل يكون اتحاد طلبة لأنه لا يصح أن يكون هناك اتحاد طلبة في المدينة فهو معروف أنه في الكلية فسميناه مجلس طلابي . ولدينا 11 مبني فاخترنا أن يكون لكل مبني من يمثله من المجلس وقمنا بعمل المجلس الطلابي للمدن الجامعية علي نهج اتحاد الطلبة وتم تفعيله في مايو 2011 ويتكون المجلس من 39 طالبة وفي كل مبني من المباني الأحد عشر ممثلون عن كل لجنة , لكن بصراحة عدد الطالبات كبير ومن الصعب أن نتواجد مع جميع الطالبات , لكن في المرحلة المقبلة سوف نجد حلا لهذا المشكلة , ونحاول أن نحل معظم المشاكل الموجودة بقدر المستطاع والمشاكل التي قمنا بحلها مشكلة التغذية , فالوجبات التي يقدمونها كمياتها جيدة لكن عدد المطاعم ليس كافيا فهي 3 مطاعم ويوجد 4000 طالبة , كما أن الطعام غير جيد ولا يوجد تنوع في الأكل وكمية الدهون عالية , والمجلس الطلابي حل مشكلة السكن بأن يكون قبل الدراسة بأسبوع وفي طوابير منظمة مثل أرقام البنك , وكانت لدينا أجهزة رياضية في صالة الجيم لكنها صالة مقدسة ممنوع لمسها أو الاقتراب منها , ولا توجد مدربة رياضية ومنذ بداية دخولنا المبني من شهر اكتوبر إلي اسبوعين نخاطب الإدارة بأن يتم تشغيل الأجهزة فيقولون لا يوجد متخصص , كما نطالب بتجديد المكتبة لأن الكتب الموجودة منذ عام 1980 ولم يضف عليها أي جديد !!