استطلاع: غالبية الألمان يرفضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات اليوم على خطوط السكك الحديد    أسوان تتزين لاستقبال ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني| صور    تصل ل 20 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب نوفمبر المقبل    استشهاد وإصابة فلسطينيين بتفجير في بيت لاهيا    جالانت يتخذ قرارا بشأن جمعية «القرض الحسن» التابعة لحزب الله    مجدي عبد الغني ل كهربا: أنت ليك ماضي معروف.. والناس مش نسياه    رئيس جامعة بنها: ندعم أفكار الطلاب وابتكاراتهم    تحذير شديد اللهجة من الأرصاد بشأن طقس اليوم، وهذا ما يحدث من من 6 صباحا إلى 11 ليلا    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته بسوهاج    حقيقة صرف مكرمة ملكية بقيمة 1000 ريال لمستحقي الضمان الاجتماعي في السعودية    قائد القوات البحرية: مصر نجحت في منع الهجرة الغير شرعية منذ 2016    تغطية إخبارية لليوم السابع حول غارات الاحتلال على رفح الفلسطينية.. فيديو    الكلاب في الحضارة الفرعونية.. حراس الروح والرفاق في عالم الآلهة    الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قيادي في حزب الله في دمشق    الفنانة نورهان: اشتغلت مدرسة إنجليزي بعد الاعتزال.. التمثيل كان يسرقني من الحياة    محمد عبدالجليل معلقًا على غرامة كهربا: حذرت لاعبي الأهلي من محمد رمضان    عاجل- كيفية الاستعلام عن موظف وافد برقم الإقامة وخطوات معرفة رقم الحدود عبر أبشر    كسر بالجمجمة ونزيف.. ننشر التقرير الطبي لسائق تعدى عليه 4 أشخاص في حلوان    عاجل - تمديد فترة تخفيض مخالفات المرور وإعفاء 50% من الغرامات لهذه المدة    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين في حادث انقلاب سيارة بأسيوط    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    الصحة اللبنانية تدين تعرض إسرائيل لأكبر مرفقين طبيين في البلاد وتطالب بموقف دولي إنساني    3 مشروبات يتناولها الكثير باستمرار وتسبب مرض السكري.. احذر منها    قصف مدفعي مكثف في عيتا الشعب جنوب لبنان    حل سحري للإرهاق المزمن    قائد القوات البحرية يكشف سبب طُول الحرب في أوكرانيا وغزة    «القابضة للمطارات»: مؤتمر المراقبين الجويين منصة للتعاون ومواجهة تحديات الملاحة    مدحت شلبي يوجه رسائل نارية ل حسين لبيب بعد أزمة السوبر    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    ما حكم استخدام المحافظ الإلكترونية؟ أمين الفتوى يحسم الجدل    نشرة التوك شو| حقيقة زيادة المرتبات الفترة المقبلة ومستجدات خطة التحول إلى الدعم النقدي    بعد منعه من السفر… «هشام قاسم»: السيسي أسوأ من حكم مصر    إسرائيل تتوعد: الهجوم على إيران سيكون كبيرًا وسيجبرها على الرد    كيفية تفادي النوبات القلبية في 8 خطوات..لايف ستايل    عقوبة تخبيب الزوجة على زوجها.. المفتاح بيد المرأة وليس الرجل فانتبه    ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم    التجميد أو البيع.. اجتماع في الأهلي لحسم مصير كهربا    متحدث الصحة: نعمل بجدية ومؤسسية على بناء الإنسان المصري    أبرز موافقات اجتماع مجلس مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأقصر    القصة الكاملة لتدمير القوات المصرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967    مديرة مدرسة الندى بكرداسة تكشف تفاصيل زيارة رئيس الوزراء للمدرسة    الحلفاوي: "الفرق بين الأهلي وغيره من الأندية مش بالكلام واليفط"    أسامة عرابي: الأهلي يحتاج خدمات كهربا رغم أزمته الحالية    شيرين عبدالوهاب تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية (تفاصيل)    شريف سلامة: أتخوف من الأجزاء ولكن مسلسل كامل العدد الجزء الثالث مفاجأة    أبرز المشاهير الذين قاموا بأخطر استعراضات على المسرح (تقرير)    هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ ثروت سويلم يُجيب    رئيس انبي: «حصلنا على 21 مليون جنيه في صفقة حمدي فتحي.. واللي عند الأهلي ميروحش»    ارتفاع جديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 (تحديث الآن)    فى منتصف الأسبوع..سعر الطماطم والبصل والخضار بالاسواق اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    أبو هميلة: توجيهات الرئيس للحكومة بمراجعة شروط صندوق النقد الدولي لتخفيف الأعباء    عاجل - هجوم إسرائيل على طهران.. القناة 14 الإسرائيلية: منازل كبار المسؤولين في إيران أضيفت كأهداف محتملة    عاجل - طبيب تشريح جثة يحيى السنوار يكشف عن الرصاصة القاتلة والإصابات المدمرة (تفاصيل)    الصفحة الرسمية للحوار الوطنى ترصد نقاط القوة والضعف للدعم النقدى    50 جنيهًا تُشعل خلافًا ينتهي بجريمة قتل في كفر الشيخ    ابتعدوا عن 3.. تحذير مهم من محافظة الإسماعيلية بسبب حالة الطقس    الموافقة على تقنين أوضاع 293 كنيسة ومبنى تابعا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بني‏ سويف‏.. محافظة‏ الفقر‏ اللي‏ فيها‏ الست‏ ب‏ 100 راجل‏ !

تعرف إيه عن الصعيد ؟! بدون مبالغة .. كثيرون في القاهرة والاسكندرية ووجه بحري ومدن القناة لو وجهنا لهم هذا السؤال سنجد إجابات مصدرها المسلسلات والأفلام وبعض الاساطير والحكايات الشعبية .. فالصعيد الحقيقي بمساحته الكبيرة وامكانياته الهائلة والملايين من سكانه ومشاكله وطموح اهله .. كل هذا لا يعرفه إلا الصعايدة فقط ,
وخلال السطور القادمة سنصطحبك في زيارة إلي بني سويف والتي تعتبر أفقر محافظات مصر , هناك ناس فقراء .. وآثار مدفونة تحتاج لمن يكتشفها .. وجامعة تحتاج إلي بحث علمي .. وقرية الست فيها ب 100 رجل .. وناس تأكل الجبن القريش مرة كل شهر .. أهلا بكم في ' لؤلؤة الصعيد ' !.
الطالب يدفع 50 جنيها سنويا وعايز لحمة كل يوم .. مرحبا بكم في جامعة بني سويف !
جولتنا في بني سويف بدأت من الجامعة , وأول ما لفت نظرنا هو معرض للكتاب .. فقد رأينا أنه مقصد معظم الطلاب فيها , وداخل المعرض أكد لنا محمد عطية - منظم المعرض - أنه واحد من تجار سور الأزبكية والذين طرحوا فكرة تنقل عدد من معارض الشباب داخل الجامعات المصرية تعويضا عن إلغاء معرض الكتاب هذا العام بسبب أحداث الثورة , وبالفعل عرض الفكرة علي إدارة الجامعات ووافقت عليها , وبدأ عدد من التجار في التواجد داخل الجامعات المصرية , ويتحمل التاجر مصاريف الفراشة وتقوم الجامعة بتوفير الدعاية له داخل الجامعة .
وبالفعل وجدنا إقبالا شديدا من جانب الطلبة علي هذه المعارض والكتب , ورغم أنها مستعملة إلا أنها بحالة جيدة وتناسب الطلبة من حيث الأسعار , وكانت كتب التنمية البشرية والكتب الخاصة بالثورة ومذكرات قادة حرب أكتوبر هي الأكثر رواجا بين الطلبة في هذا الفصل الدراسي , وأكد لنا منظم المعرض أن أسعار الكتب في المعارض الجامعية تتراوح بين 2.5 جنيه و 20 جنيها , وأن الدوريات الكبيرة والموسوعات تباع بأقل من أسعارها الحقيقية بكثير , ولذلك فهناك إقبال كبير بين الطلبة والأساتذة لشرائها خاصة وأنها غير متوافرة في المحافظات , بجانب أن المكتبات بمحافظات وجه قبلي تكون مكتبات دراسية وبها كتب دينية معظمها أما الكتب الفلسفية والعلمية والدراسات والدوريات فلا توجد إلا في المكتبات الكبري بالقاهرة وبالتالي فإن المعارض الموجودة في الجامعات الإقليمية تجد رواجا كبيرا خاصة في جامعات القناة والدلتا نظرا لارتفاع عدد الطلبة بها .
توجهنا بعد ذلك إلي إدارة الجامعة .. وهناك قابلنا الدكتور محمد أمين - نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب - ليحدثنا عن الجامعة ومشاكلها فقال : أهم ما يميز جامعة بني سويف هي الأعداد الكبيرة , ولذلك تلاحظون أن كلية طب بني سويف علي القمة , ولكن هذا لا يعني أن طالب طب بني سويف أفضل من غيره , لأننا ليست لدينا نفس الإمكانيات , بجانب أننا لدينا أعلي نسبة طلاب في كليات آداب وتجارة وتربية , ويوجد تعليم مفتوح , ولكن يجب أن تكون الأعداد أقل حتي يكون هناك تجويد للعملية التعليمية , بجانب أن هذه الأعداد الكبيرة توقعنا في مشكلة أخري وهي الطلاب المغتربون , وخصوصا أن الفيوم والمنيا ليس بهما كليات تجارة أو حقوق , فالطلاب يأتون إلي بني سويف , ولدينا 13% نسبة الاغتراب , والطالب يتكلف 700 جنيه ويدفع 50 جنيها فقط , وهو يريد أن يأكل في المدينة الجامعية لحمة طوال الأسبوع وفي الثلاث وجبات , كما أننا لدينا مشاكل تمويلية في مجال البحث العلمي , وهذه مشكلة مصر كلها لأن الميزانية المخصصة للبحث العلمي في مصر أقل من الدول المحيطة بنا بكثير , كما أن لدينا مشكلة في عدد الأساتذة , ولكن الأمور تسير بتطور طبيعي في الدرجات العلمية منذ أن أصبحت جامعة مستقلة سنة 2005 .
أما عن الأمن داخل الجامعة فقال : الحرس النظامي والشرطة كانت مدربة ومسلحة , وتستطيع أن ( تضبط ) الأمور , ولكن الآن الوضع مختلف , فقد قمنا بتعيين 12 ضابطا متقاعدا , بجانب أننا عملنا إعلانا لطلب شباب يعملون في الأمن وتم اختيار عدد منهم , ولكن فرد الأمن حاليا هو شاب واحد كان يرتدي جلبابا وأصبح يرتدي قميصا وبنطلونا , ولذلك الأمور ليست منضبطة .
والي داخل مبني إدارة الجامعة حيث تجمهر عدد من الطلاب والطالبات أمام مكتب نائب رئيس الجامعة وذلك لمحاولة حل مشكلاتهم , قالت لنا داليا خالد - الطالبة بكلية الصيدلة الفرقة الخامسة - : إنها وزملاءها أول دفعة من خريجي الصيدلة الإكلينيكية , وهو قسم خاص بمصروفات إضافية وصلت إلي 30 ألف جنيه في السنوات الخمس , وهم 300 طالب وطالبة في هذا التخصص علي مستوي الجمهورية , وتضيف : للأسف فوجئنا ونحن في سنة التخرج بأنه لا يوجد أي تمييز لنا كطلبة , وفوجئنا بأن الجامعة ترفض تكليفنا داخل المستشفيات بناء علي تخصصنا وهو أن نكون بصحبة الطبيب , ولكن يتم تكليفنا في الصيدليات العادية , إضافة إلي أن انضمامنا إلي نقابة الصيادلة يكون تحت بند صيدلي وليس بند صيدلي إكلينيكي , ونحن نعتبر بذلك أن الجامعة ضحكت علينا وأخذت فلوسنا لأننا دفعنا مصروفات وكورسات واشترينا كتبا متطورة من أجل الحصول علي بكالوريوس صيدلة إكلينيكية أملا في فرصة عمل في مستشفي لفرع جديد من الصيدلة في مصر , ولكن للأسف الثورة لم تغير أي شيء , وأستاذ الجامعة يري أن كلامه فقط هو الصواب , وإذا حاولنا النقاش مع عميد الكلية يقول : ' قدموا في بلاغا للنائب العام '!!
ومن طلبة كلية الصيدلة الإكلينيكية إلي طالبات كلية التعليم الصناعي وكلية التربية واللاتي مازلن يبحثن عن مكان للسكن داخل المدينة الجامعية وذلك بسبب الازدحام الشديد في المدينة الجامعية لجامعة بني سويف , إضافة إلي الشروط التي وضعتها إدارة الجامعة للتسكين , فكما أكدت لنا نهي حامد الطالبة في كلية التعليم الصناعي أن السكن في المدينة الجامعية ببني سويف صعب وشروطه طويلة خاصة أن هناك عددا كبيرا من الطالبات من بني سويف ولكن من مناطق نائية فيها يتطلب السفر منها واليها 3 أو 4 ساعات وترفض الجامعة تسكينهن , وأوضحت أن التعامل بين الطلبة والأساتذة لم يتأثر بالثورة وأنه مازال هناك فرض علي الطلبة لشراء الكتب الدراسية من الدكاترة , ولكن علي مستوي الانتخابات والتواجد السياسي للتيارات والأحزاب السياسية في الجامعة فان هذا هو الشيء الوحيد الذي تغير بعد الثورة , فالإخوان والسلفيون وشباب 6 أبريل موجودون في الجامعة بكثافة ويقومون بعمل أنشطة مختلفة وندوات , وتمت انتخابات الاتحادات الطلابية بنزاهة , ولأول مرة أصبح من حقهم أن يختاروا من يمثلهم .
أهالي مثل الآثار .. تحت الأرض !
أهناسيا .. كانت عاصمة مصر خلال الأسرتين التاسعة والعاشرة , وفيها توجد منطقة واحدة للآثار , تسمي المنطقة الأثرية , وهي مساحة واسعة محاطة بسور , وهذه المساحة من المفترض أنها تابعة للمجلس الأعلي للآثار , ولكن الغريب أننا بمجرد اقترابنا من هذه الأرض وجدناها بلا حماية تذكر , والجدار المحيط بها متهالك , وقد أكد لنا عطية أحمد من سكان القرية أن هذه المنطقة الخاصة بالآثار تعرضت للحفر والتنقيب من جانب البلطجية والذين جاءوا إليها من محافظات أخري في الصعيد خلال أيام الثورة للتنقيب عن الآثار , وبالفعل ظلوا فيها أكثر من 10 أيام يبحثون عن الآثار ولكنهم لم يجدوا أي شيء ولم يمنعهم أي شخص .
وبعيدا عن منطقة الآثار تحدثنا مع أحد الأهالي في أهناسيا عن أحوال المعيشة .. فيقول محمود ربيع - عامل -: بلدنا فقيرة جدا , ونعتبر أنفسنا تحت الأرض , ولا يوجد أي عمل من بعد الثورة , ولكن المهم أن المصلحة أصبحت تقضي أسرع بعد ما خلصنا من الروتين , ولا يوجد أحد في الصعيد كان يحب مبارك لاننا ' اتشوينا ' في عهده , ولا توجد أي تنمية , والناس مش مرتاحة , واللي مرتاح لازم يكون عنده 5 فدادين علي الأقل , و عددهم قليل في البلد , وأكثر الناس يعملون كمزارعين ب 30 جنيها في اليوم , ولازم يكون عنده ابن في مصر يرسل له كل أول شهر مبلغا لكي يستطيع أن يعيش هو وأولاده , لأن الأكل والشرب اسعارهما غالية , وهناك من يحاول أن يدبر 30 ألف جنيه لكي يسافر للكويت , ومن الآخر يشعر أهل بني سويف بأن المحافظة ( مالهاش لازمة ) في مصر , ولكن ما الذي نفعله ؟ !, وأهم شيء عندنا إننا نعلم أبناءنا فأنا رجل بصمجي وعلمت 5 أبناء , وحتي البنات لازم تتعلم , ولكن تعليم البنت أصبح لا يفرق في المهر , فالمهر يتحدد علي حسب الحالة الاجتماعية حتي ولو معها ابتدائية , المهم هي بنت مين .
قرية الشيخ سليمان .. الست ب 100 رجل !
90% من الشباب إما في ليبيا وإما مجندين في الأمن المركزي بسبب عدم وجود أي عمل وانخفاض مستوي التعليم .. والشباب لا يعرفون الترفيه .. هذا هو حال قرية الشيخ سليمان .. والتي تعتبر أفضل حالا من كثير من قري بني سويف .. نظرا لأن معظم شبابها سافر وعمل بالخارج , ولذلك من الطبيعي أن
تصبح المرأة هي أساس المجتمع فيها , فهي رب الأسرة في غياب رجل البيت .
وقد أكدت لنا إيمان مفتاح - ممرضة في المستشفي العام - أن البنت في هذه القرية تتعلم حتي الدبلوم , وهو الطبيعي هناك , وأن سن الزواج في معظم قري بني سويف هي 18 سنة وسن العنوسة 25 سنة , وهذا نتيجة حرص معظم الأهالي علي إتمام زواج بناتهم وأبنائهم مبكرا , وأوضحت أن أهم المشكلات التي تواجه البيوت في بني سويف هي سفر معظم الرجال للعمل سواء في القاهرة أو ليبيا والكويت والأردن , ومعظمهم يرفض أن يأخذ الزوجة والأبناء وبالتالي تتحمل السيدة كل الأعباء وتضطر إلي تحمل مسئوليات بيت كامل , إضافة إلي أن معظم الرجال في الصعيد يرفضون عمل الزوجات وبالتالي تزيد الضغوط المادية علي الرجل ويضطر إلي العمل فترة أطول .
وأضافت شيماء محمد 20 سنة الفرقة الثالثة كلية الحقوق جامعة بني سويف أن عدد البنات اللاتي يقررن الالتحاق بالجامعة قليل جدا مقارنة بمن يحصلن علي الدبلومات والمؤهلات المتوسطة نظرا للضغط علي البنت للزواج إضافة إلي ارتفاع مصروفات الدراسة في الجامعة , فيفضل معظم الأهالي أن تحصل بناتهم علي الدبلومات الفنية , وأوضحت فتحية حسني ربة منزل أن معدلات الإنجاب أصبحت 3 أو 4 أبناء لكل أسرة بعد أن كانت 10 في الماضي , وذلك لأن صحة السيدات لم تعد مثل الماضي , إضافة إلي أن مصاريف التعليم والدروس الخصوصية أصبحت عبئا كبيرا علي العائلة , وكلما انخفض عدد الأطفال أصبحت تربيتهم أسهل .
أما عن الحياة بشكل عام في بني سويف فيقول الحاج جمال عبد النبي : الحياة هنا لم تختلف بعد الثورة عن قبلها , فنفس الإهمال موجود , ولكن يوجد هدوء والحمد لله , وغير ذلك فالأجور ( تعبانة ), والعيشة غالية , ولا توجد رقابة علي أي شيء , ولكن أسوأ رغيف ممكن نأكله هنا , والشباب صعب أن يتزوج , لأن من عاداتنا إن يتكفل العريس بكل شيء ما عدا المطبخ ولوازم العروس , ولازم يشتري أربع حجرات , بجانب 100 جرام ذهب , وفي الظروف التي نعيشها كل ذلك صعب طبعا , ولكني أريد أن أنفي أن أهل بني سويف يبحثون عن الآثار تحت بيوتهم , فهذا لا يحدث عندنا والحمد لله .
أزمة في البانجو والسلاح في البهسمون !
بلد البانجو .. هذا كان لقب قرية البهسمون في مركز أهناسيا منذ فترة كبيرة , ولكن الوضع الآن مختلف بعد أن قامت الشرطة بحملاتها منذ فترة لتمشيط القرية , وأصبح الأهالي يعيشون في أمان أكثر الآن .. حيث يقول قاسم أمين جاد الله - عامل -: البلد كانت معروفة بتجارة البانجو والسلاح , وكان بها تجار كبار , وكان الأهالي يعيشون في رعب بسببهم , ولكن الحمد لله الآن الوضع تغير , بعد أن قامت الشرطة بتصفية التجار , وأصبح البانجو والسلاح نادرافي القرية , ولكن المهم أن الجميع يعيش في أمان الآن , عكس الماضي , فلم يكن أحد يستطيع أن يدخل هذه القرية من قبل , وكان يمكن أن يتعرض للقتل , ولكن الحال ماشي الآن بلا مشاكل , ولكن القرية مثلها مثل أغلب قري بني سويف تعاني أيضا الإهمال الشديد , وفي حاجة إلي خدمات , بجانب غلاء المعيشة , ولكن الحمد لله علي كل شيء .
في الخليدي .. الشكوي لغير الله مذلة !
وصلنا إلي كفر الخليدي وهي تشبه الكفور في الأفلام المصرية القديمة .. حيث إن بيوتها تتكون من طابق واحد وكلها مبنية بالطوب اللبن , وكل البيوت متهالكة وقديمة جدا , والناس غلابة بمعني الكلمة , والجميع ينام هنا من بعد العشاء , جمال أحمد - 65 سنة - يقول : عايشين والحمد لله , الناس هنا بسيطة فقراء , وبعضهم يعمل في أراض زراعية يملكونها وطبعا هؤلاء يعتبرون أنفسهم علية القوم رغم أن أغني واحد فيهم يمتلك قراريط قليلة , أما باقي الكفر فيعملون أجراء في أراضي الغير , والبعض الآخر موظفون بسطاء , ولكن الحياة في بني سويف كلها صعبة , ولكن الشكوي لغير الله مذلة , هو صحيح لا يوجد أي خدمات والرزق محدود , ولكن الناس راضية بقليلها , حتي الأكل عبارة عن الجبن القريش والفجل , أما اللحمة فنراها كل شهر مرة مثلا , وأسوأ شيء في البلد هو العيش , فلا توجد أي رقابة , فمفتش التموين يدخل المخبز ويحصل علي 80 رغيفا ويمشي , بدون أي حساب أو أي رقابة , فلا نعرف هنا حاجة اسمها ثورة , ولكننا عايشين .
ولو أطلقنا وصف البساطة علي الناس هناك فلن نعطيهم حقهم فمن طبيعتهم التي وصلت إلي حد السذاجة أنهم لا يملكون عقود ملكية للبيوت التي يعيشون فيها بحجة أنها بيوت قديمة وتوارثوها عن أجداد أجدادهم .
الكورنيش : 10 نوادي .. وفسحة المركب ب 20 جنيها !
علي كورنيش محافظة بني سويف الحياة تبدو مدنية بعض الشيء عن القري التي تجولنا فيها طوال اليوم , فأكثر من 10 أندية علي الكورنيش منها ناد للقضاة وآخر للمحامين وناد لضباط القوات المسلحة وهي نواد متاحة للمواطنين بأسعار تذاكر مناسبة , إضافة إلي وجود 4 مراكب شراعية وأربعة أخري تسير بالموتور وسعر الفسحة بها يصل إلي 20 جنيها للنصف ساعة , إضافة إلي وجود عدد كبير من قاعات الأفراح في النوادي , وتتراوح أسعارها بين 1500 جنيه وحتي 7 آلاف جنيه , ويعتبر الكورنيش والنوادي هما المقصد الأكبر لأهالي بني سويف وزائريها وبالرغم من التلوث الكبير الذي يعاني منه شاطئ النيل هنا بسبب الصرف الصحي المعتمد عليه إلا أنه مازال يتمتع بجمال الطبيعة الساحر الذي يجعله مزدحما في الأعياد والمناسبات وإجازة الصيف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.