فاز مرشح حزب "نور أوتان" الحاكم قاسم جومارات توكاييف برئاسة كازاخستان بعد حصوله على 70 في المئة من أصوات الناخبين، ليتولى حكم البلاد لعهدة رئاسية مدتها 5 سنوات، خلفا للزعيم التاريخي للبلاد نور سلطان نزارباييف الذي حكمها منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991م. وقد أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في كازاخستان امس الاثنين النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي جرت اول أمس الأحد لأول مرة في البلاد منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، حيث أدلى الناخبون بأصواتهم في 10 آلاف لجنة انتخابية بطول البلاد وعرضها والتي تتمدد على مساحة 2.7 مليون كيلو متر مربع. وجاء في المركز الثاني أميرزان كوسانوف مرشح الحركة الوطنية القومية الموحدة (لتر تاديري) وحصل على 15 في المئة من أصوات الناخبين، واحتلت السيدة الوحيدة في سباق الرئاسة دانيا اسباييفا مرشحة حزب "آك زول" المركز الثالث وحصلت على 5 في المئة من الأصوات. وتنافس في الانتخابات 7 مترشحين من اتجاهات وتيارات وروابط شعبية وأحزاب شتى، أبرزهم رئيس مجلس الشورى، الغرفة العليا للبرلمان الكازاخي قاسم جومارات توكاييف عن حزب نور أوتان الحاكم، وهو الذي تولي قيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية عقب خروج نزارباييف من السلطة، كما خاضت الانتخابات سيدة واحدة وذلك لأول مرة في البلاد منذ استقلالها، وهي دانيا اسباييفا مرشحة حزب آك زول، إضافة إلى خمسة مرشحين آخرين من أحزاب متنوعة هم : صاديبيك توجيل عن حزب الرابطة الشعبية (يالي دالا قيرانداري)، وتوليتاي رحيمبيكوف عن حزب أويل، وزامبيل أحمدبيكوفم عن حزب الشعب الشيوعي الكازاخستاني، وأميرزان كوسانوف عن الحركة الوطنية القومية الموحدة (لتر تاديري)، وأمانجيلداي تسبيحوف من اتحاد النقابات العمالية في كازاخستان. وقد حظيت الانتخابات الرئاسية في كازاخستان باهتمام عالمي واسع تطلعاً للقائد الجديد الذي سيقود البلاد التي تتربع على عرش منطقة أوراسيا متوسطة قارتي آسيا وأوربا، وهي التي تخلت طواعية عن مخزونها من الأسلحة النووية مقدمة مثالاً حظي بتقدير واحترام العالم، ونجحت خلال العقود الثلاثة الماضية في بناء مكانة مرموقة بين دول العالم، وحققت قفزات تنموية هائلة ارتفع خلالها مستوى المعيشة للمواطن الكازاخي وتم تحديث البنية الأساسية للدولة، وأنشأت عاصمتها الجديدة نورسلطان بديلاً عن عاصمة القديمة آلمآتي ما ساهم في جذب استثمارات خارجية تصل نحو 320 مليار دولار. وتمتلك كازاخستان موقعاً جغرافياً بالغ الأهمية بحدود مع روسيا تصل إلى نحو 7 آلاف كيلومتر وحدود مع الصين تصل إلى نحو ألفي كيلومتر، كما تجاور كلاً من أوزبكستان وقيرغيزستان وتركمانستان، وتطل على بحر قزوين، وتمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز واليورانيوم، والنحاس، وهي ثاني منتج للقمح في العالم.