المدن الجديدة مناطق تم التخطيط لها بإتقان لتلافي سلبيات وعشوائيات المدن القديمة التي ضاقت بسكانها وضاقوا بها.. ومدينة العبور واحدة من تلك المدن بشوارعها وحدائقها ومبانيها التي شجعت الكثيرين علي النزوح إليها ولكن يبدو أن هذا الوضع لم يعجب البعض فأبي إلا أن يطاردهم ويأتي لهم بواقع جديد أطار النوم من أعينهم. مشروع خرجت به عليهم محافظة القليوبية عبارة عن مدفن للنفايات ضاقت بهم الارض فلم يجدوا له مكانا إلا 65 فدانا أمام شقق الاسكان الاجتماعي التي تضم عددا كبيرا من السكان والعائلات والاطفال بما يتعارض مع خطة الدولة لتحسين الحياة الصحية للمواطنين.. إعترض الاهالي خاصة أن هذا المقلب موقعه الناحية البحرية التي ستجرف إليهم الروائح الكريهة بأنواعها إلي جانب أشياء أخري.. محافظ القليوبية لم يسكت فحاول احتواء غضبة المواطنين بوعد أن المدفن محدود بمدة ثلاث سنوات فقط يتحول بعدها إلي مساحات خضراء وحدائق غناء.. بعدها بيوم واحد فقط تنشر الصحف عن تعاقد مجلس الوزراء مع شركة خاصة لإدارة المدفن 10 سنوات.. يقع المواطنون في حيص بيص لا يعرفون من يصدقون. حدث هذا بدون أي حوار مجتمعي يستطلع آراء الناس.. حدث هذا في بلد ما أوسع صحاريه وأكثر أراضيه.. حدث هذا في وقت تفخر فيه الدولة بانجازات عمرانية غير مسبوقة ولكنه »قليل البخت يلاقي العظم في الكرشة».