«مقالب القمامة هى الجحيم» بالنسبة لأهالى القليوبية، بعدما أصبحت تمثل خطراً داهماً على حياتهم، خاصة الواقعة منها داخل الكتلة السكنية، رغم مساعى المحافظة خلال الفترة الأخيرة للتخلص منها، وتحويلها إلى محطات وسيطة لفرز القمامة، تمهيداً للقضاء نهائياً على ظاهرة الفرز فى الشوارع، ووضع حل جذرى للمشكلة. الأزمة الأكبر بالنسبة للأهالى مصدرها المدفن الصحى فى قرية أبوزعبل، التابعة لمركز الخانكة، الذى لم يعد «صحياً»، بعدما أصبح مصدر الخطر الأكبر على حياة 500 ألف نسمة، هم سكان القرية الأكبر فى القليوبية، ويقع المدفن على مساحة 200 فدان، كما يستقبل كميات تتراوح بين 80 و90 طناً يومياً من كل قرى ومدن المحافظة. خطورة المدفن ظهرت عندما لم يعد قادراً على استيعاب الكميات الضخمة من المخلفات يومياً، وعدم وجود أى مساحة داخله لدفن المزيد منها، فتحول إلى جبال ضخمة من القمامة تنشر الروائح الكريهة والأدخنة فى المنطقة، ما حول حياة سكان أبوزعبل والقرى المجاورة لها إلى جحيم، خاصة مع زيادة معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية. محمود السعيد، أحد أهالى المنطقة المحيطة بالمدفن، قال: «خلال السنوات القليلة الماضية أغلق الأهالى المدفن، وحجزوا سيارات المحافظة المحملة بمخلفات باقى القرى والمدن، ووقتها حصلنا على العديد من الوعود بنقل المدفن خارج الكتلة السكنية، لكن دون أن يحدث شىء، كما سمعنا وعوداً أخرى من المسئولين بالعمل على تطوير المدفن، دون جدوى». أما حسين سمعان، أحد أهالى أبوزعبل، فطالب بنقل المدفن إلى صحراء بلبيس، خاصة أن المحافظة أعلنت بالفعل عن تخصيص 700 فدان فيها لنقل المدفن من أبوزعبل، حرصاً على أرواح سكان المنطقة، مشيراً إلى أن «المدفن الحالى أدى إلى انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة، وتؤذى الأدخنة الناتجة عن حرق القمامة فيه صحة المواطنين ليلاً ونهاراً». وأشار «سمعان» إلى أن «المدفن يشهد حرائق ذاتية للقمامة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما يهدد بحدوث كارثة، خاصة أن المنطقة لا توجد فيها وحدة إطفاء أو مركز صحى مجهز للتعامل مع الحوادث والحروق، الأخطر هو وجود 113 عمارة سكنية تابعة لمشروع الإسكان الاجتماعى فى منطقة عرب العليقات، القريبة من المدفن». من جهته، شدد اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية، على مواصلة العمل لنقل المدفن الصحى فى أبوزعبل إلى صحراء بلبيس، بعد تخصيص مساحة 50 فداناً للمرحلة الأولى، بالإضافة إلى استكمال العمل فى إنشاء مصنعين لتدوير القمامة، مشيراً إلى أنه التقى مجلس إدارة مشروع المدفن الصحى بأبوزعبل، لبحث عملية تطويره، وزيادة الإيرادات، ومناقشة لائحة المشروع، والإطار القانونى له. وأضاف: «تم وضع تصور لتطوير المشروع، خاصة أنه يساهم فى حل مشكلة القمامة، وهى واحدة من المشكلات الموجودة على رأس أولويات المحافظة»، مشيراً إلى أنه «من المقرر إنشاء مصنع جديد لتدوير المخلفات فى الخانكة، بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث تلقينا عرضاً من إحدى الشركات العاملة فى مجال تدوير المخلفات الصلبة، لإنشاء المصنع على مساحة 50 فداناً داخل المدفن العمومى فى أبوزعبل.