فريد شوقي وهدى سلطان أدوارها خالدة في تاريخ السينما المصرية فهي الضريرة في فيلم بورسعيد، والمرأة المسالمة في فيلم الشيخ حسن، ولواحظ الأنثي اللعوب في فيلم امرأة على الطريق.. إنها الفنانة هدى سلطان. بهيجة عبد السلام، أو هدى سلطان، من مواليد 15 أغسطس 1925 بقرية كفر جندي بمحافظة الغربية، وهي الثالثة بين خمسة أشقاء أكبرهم المطرب محمد فوزي، تلقت تعليمها الديني وحفظت القرآن كاملًا وظهرت عليها موهبة الغناء منذ الطفولة. ومن خلال إحدى حفلات المدرسة عام 1937 التي أقيمت على مسرح البلدة تغنت خلالها لأم كلثوم، وقد لاقت نجاحا كبيرا وكان ذلك أول لقاء بينها وبين الجمهور، ومنذ ذلك اليوم أصبح حلم حياتها أن تصبح مطربة شهيرة. وبعد أن احترف فوزي، التلحين والغناء ولمع اسمه انتقلت هدى سلطان، لتعيش معه بالقاهرة، وقد رأت في بيته كبار الفنانين والملحنين، مما ساعدها ذلك في تفتح موهبتها أكثر وأكثر حتى بدأت ممارسة الغناء في الأفراح والحفلات الصغيرة. وفي أحد الأفراح سمعها الموسيقار ريا ض السنباطي، وأعجب بصوتها وتنبأ لها بمستقبل واعد في عالم الغناء، وأبدى استعداده للتلحين لها حتى أنه جعلها بطلة في أول أفلامه حبيب قلبي، عام 1952 مع الفنان محسن سرحان، وتحية كاريوكا. وقد تقدمت هدى سلطان، عام 1949 لاجتياز لجنة اختبار المطربين بالإذاعة المصرية ونجت نجاحا كبيرا، وأصبحت واحدة من نجمات برنامج جلال معوض، أضواء المدينة ومنذ ذلك اليوم لمع اسم هدى سلطان، في عالم الفن. التقت هدى سلطان، بالفنان فريد شوقي، للمرة الأولى وذلك من خلال فيلم «حكم القوي» عام 1951 حيث فوجئت أثناء التصوير بمشهد لقبلة ساخنة مع فريد شوقي، فثارت في وجه المنتج جبرائيل نحاس، لأنه لم يكن مكتوبا في السيناريو ذلك المشهد وذهبت إلى غرفتها غاضبة وجاء إليها المنتج والمخرج حسن الإمام ويخبروها بأنهم قد حذفوا المشهد بالكامل. ومنذ ذلك الحدث وفريد شوقي، حاول التقرب إليها حتى وقع في غرامها، وتزوجا عام 1951، ويعتبر فريد شوقي، هو الزوج الرابع بعد أن تزوجت هدى سلطان، من أول أزواجها ويدعى محمد نجيب، وهو خارج الوسط الفني والموزع السينمائي فؤاد الجزايرلي، وفؤاد الأطرش، شقيق المطرب فريد الأطرش. وعن بداية أزمة الطلاق بين فريد، وهدى حينما سافر فريد إلى لبنان ليمثل عددا من الأفلام هناك وقد طلبت منه هدى سلطان، السفر معه فرفض، وعندما سمعت عن علاقات فريد شوقي هناك معا المعجبات، سافرت إليه لتفاجئه وهناك رأت تهافت الجميلات عليه،فطلبت منه العودة إلى مصر لكنه رفض متحججًا بتعاقداته الكثيرة مع شركات الإنتاج، وعادت هدى وحدها، وهي مصرة على الانفصال، وعاد فريد،وحاول أن يقنعها بالرجوع عن قرارها، كما تدخل عدد من الفنانين وعلى رأسهم الموسيقار محمد عبد الوهاب ولكن دون جدوى. وفى مكتب المحامي الكبير لبيب معوض، تم اللقاء بين هدى وفريد بعد انفصال دام لأربعة أشهر وقد حاول المحامي لبيب التوفيق، بينهما لكن دون جدوى بعد الإصرار الشديد من قبل هدى سلطان. وفى النهاية استجاب فريد شوقي، وتم الطلاق بينهما لتنتهي علاقتهما الزوجية، عام 1971. أخبار اليوم: 10 يناير 1971