الرئيس السيسي يحرص منذ توليه الرئاسة على المشاركة فى اجتماعات الأممالمتحدة السيسي يعرض ما حققته مصر داخلياً ..ورؤيتها لقضايا الشرق الأوسط في المحفل الدولي الأهم عالمياً شيوخ الدبلوماسية: مكاسب كبيرة.. ونقل رسالة باحترام مصر للشرعية الدولية عمرو موسي: تقليد مهم.. محمد حجازي: فرصة لعرض الإنجازات.. وجمال بيومي: مناسبة عظيمة للقاءات ثنائية أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الأهم في العالم كل عام.. حيث تعقد في نيويورك الأسبوع القادم أعمال الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الاجتماعات، ومن المقرر أن يعقد الرئيس عدداً من اللقاءات الثنائية مع العديد من زعماء العالم.. وتعد مشاركة الرئيس السيسي في الاجتماعات هي الخامسة له منذ توليه المسئولية، حيث تمثل فرصة كبيرة لعرض وشرح الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر سواء علي المستوي الداخلي أو الخارجي، كما ستكون فرصة لعرض رؤية مصر وجهودها لتحقيق الأمن والاستقرار والتصدي للإرهاب.. والانجازات والمكاسب التي حققتها، وذلك أمام أكثر من 190 دولة تشارك في هذا المحفل الدولي الأهم علي مستوي العالم. أثني شيوخ الدبلوماسية المصرية علي حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي المشاركة في هذا الحدث المهم، لما له من مكاسب كبيرة علي كافة المستويات، ونقل رسالة للعالم باحترام مصر للأمم المتحدة والشرعية الدولية. وفي البداية، أكد عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق والأمين العام للجامعة العربية السابق، أن هناك العديد من القضايا والموضوعات مطروحة علي جدول اعمال الدورة 73 للجمعية العامة، يتم بحثها من كل دول العالم.. وأشار إلي ان هذا المحفل الدولي المهم، تعرض الدول المختلفة من خلاله مشكلاتها والأزمات التي تواجهها، فضلا عن القضايا والموضوعات التي تهم العالم ككل، فلابد أن يكون صوت مصر مسموعاً، مؤكداً ان حضور مصر علي مستوي رئيس الجمهورية لدورة اعمال الجمعية العامة لسنوات متتالية أصبح تقليداً مهماً، لان هناك العديد من القضايا معروضة خلال هذه الدورة، ومن المهم للمجتمع الدولي أن يفهم ويدرك رؤية مصر لتلك القضايا. ومن جانبة أكد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية السابق أن دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة هي بمثابة برلمان العالم، تشارك فيه دول العالم كافة، وبالتالي هي محفل متاح لعرض رؤي مصر السياسية وجهودها لتحقيق الامن والاستقرار والتصدي للارهاب، وايضا فرصة لعرض الانجازات والمكاسب التي تحققت علي الصعيد الداخلي، سواء في مجال تطبيق برنامج اصلاح اقتصادي جاد وتحقيقه نجاحا باعتراف مؤسسات تمويل دولية واشادتها به، اضافة إلي ما حققته مصر علي صعيد معدل النمو القومي وتأهيل قطاعات رئيسية للبنية التحتية والاتصالات والمعلومات والطاقة الجديدة والمتجددة، وكذلك عرض الطفرة المتحققة في قطاع الطاقة والكهرباء والاكتشافات الغازية العملاقة بشرق المتوسط، وكلها نقاط قوة للاقتصاد المصري، تسمح للرئيس بأن يقدم مصر كفرصة استثمارية واعدة مع اعتراف مؤسسات التمويل والتصنيف الدولية، وعلي المستوي الخارجي فمصر رئيس مجموعة ال77 والصين ولها رؤية في تحقيق اقتصاد عالمي اكثر عدالة، وما يتعلق بتحقيق اهداف التنمية المستدامة 2030 وما قامت به مصر من جهد من خلال هذه الرؤية وتحقيق اهداف الاممالمتحدة الانمائية، كذلك لها رؤية سياسية تتعلق بتحقيق الامن والاستقرار واستعادة الدولة القومية. نزاعات القرن الافريقي وأضاف السفير حجازي ان مصر لها رؤية اشمل في مكافحة الارهاب سيتم طرحها، كما يطرحها الرئيس دائما، تشمل المكون الامني والعسكري، فضلا عن المكون الايديولوجي والتنموي والاقتصادي، وتجفيف منابع الارهاب ومحاصرة داعميه، وكذلك ستعرض رؤيتها حول تسوية النزاعات السياسية، سواء دورها التاريخي في تسوية النزاع الفلسطيني وشروط الحل ستكون ضمن حديث الرئيس، وكذلك الاوضاع في سوريا واليمن وليبيا، فضلا عن استعراض مساعيها في تحقيق الاستقرار في المنطقة وشرق المتوسط وافريقيا، ودورها المهم في تحقيق تسوية النزاعات في منطقة القرن الافريقي وشرق القارة، وتصديها الحكيم لمشكلة سد النهضة بما يضمن لاثيوبيا تحقيق التنمية ولمصر الحق في الحياة، وكلها امور تعكس مكانة دولة ومصداقية سياسة واهداف رئيس منذ 2014. كما أوضح مساعد وزير الخارجية السابق أن العلاقات المصرية الافريقية ستكون مهمة جدا، سواء كلمة الرئيس او لقاءاته الثنائية مع قادة دول القارة، خاصة ان اجتماعات الجمعية العامة تأتي قبل اشهر قليلية من تولي مصر رئاسة الاتحاد الافريقي العام القادم، وبالتالي مصر كممثل للمنطقة والشرق الاوسط كذلك افريقيا، ودولة جوار رئيسية لاوروبا، هي عضو فاعل في الأسرة الدولية، فهي رئيس لجنة مكافحة الارهاب في مجلس الامن، وعضو فاعل في الجامعة العربية، ومؤسسات اقليمية ودولية، فمصر تستطيع ان تقدم رأيا صائبا يحترم في كافة قضايا السلم والامن والتي ستكون في اول بنود الدورة ال73 القادمة للجمعية العامة. خطاب سياسة الدولة وفي السياق ذاته، قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية السابق: »نحن كدبلوماسيين عندما نريد ملخص سياسة اي دولة، نقرأ خطابها في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، فمن المهم ان تطلع علي خطاب أي دولة سواء كان من يمثلها وزير الخارجية او رئيس الدولة، وبالتالي كلما احسنت تقديم خطاب يمثل السياسة الخارجية المصرية كان هذا مفيداً لاطلاع العالم علي حقيقة سياسة مصر سواء في الداخل او الخارج، واعطاء اشارات مطمئنة لما يجري في مصر، امام اكثر من 190 دولة في مجتمع دولي كهذا يستمعون إليك». واضاف ان مشاركة الرئيس السيسي في دورات اعمال الجمعية العامة سنويا، هو اظهار احترام مصر للمجتمع الدولي والشرعية للدولية، »حيث نعتبر الأممالمتحدة ركنا اساسيا في سياستنا الخارجية، وهذا يعد رسالة اخري توجهها مصر للعالم». وأوضح أن هناك مكاسب أخري مفيدة لمصر بجانب مشاركتها في مثل تلك المؤتمرات والتجمعات الدولية والتي يمثلها الرئيس، وهو اجراء لقاءات ثنائية مع رؤساء ووزراء خارجية دول مختلفة عديدة، »مما يعد اختصارا للوقت والمجهود الكبيرين اللذين يبذلهما الرئيس في زياراته الخارجية، وبالتالي هي فرصة للقاءات اساسية علي كافة المستويات، ينهي فيها الرئيس كثيرا من الأمور، فدبلوماسية الرئاسة تتسم بسرعة الاقاع وسرعة اتخاذ القرار». كما اضاف ان خريطة السياسة الخارجية لرئيس الجمهورية لم تقتصر علي دول معينة، وقال: »وانا سعيد بذلك، فقد اتجه الرئيس الي افريقيا، والعالم العربي، وروسيا والصين ودول شرق آسيا، وكذلك الاتحاد الاوربي، إلي جانب استقبال رؤساء دول مختلفة كفيتنام والنمسا، وكل هذا يمثل فتح ملفات كانت راكدة، والمدخل هنا هو العودة إلي مستوي الصادرات المصرية كما كانت قبل ثورة 25 يناير، فضلا عن العودة إلي جذب المزيد من الاستثمار، وطمأنة العالم باستقرار البلاد، خاصة مع رفع مستوي التصنيف الائتماني لمصر إلي مستوي اعلي وافضل، وارسال رسالة للعالم بان مصر تشهد حالة تقدم، ولدينا طموح إلي المزيد من التقدم والنمو، خاصة اننا نسعي في الوقت الحالي إلي ما يسمي بعدالة توزيع الدخل ومصر حققت تقدما كبيرا في هذا المجال». مكافحة الإرهاب وحول الحديث حول قضية الارهاب، قال بيومي: »في رأيي أن نقلل من حديثنا عن الارهاب وعدم المبالغة فيه، خاصة اننا لسنا اكثر دولة مهددة علي عكس دول كثيرة اخري، لأن هذا لا يصب في صالح السياحة والاستثمار، فمن الضروري ان نبحث عن هذه القضية خلال مباحثاتنا مع دول اخري للتعاون وقطع دابر الارهاب في كل مكان، خاصة ان مصر واحدة من اكثر البلاد أمناً، لذا يجب ان يدرك علي المستوي السياسي والفني، لكن ليس المستوي الاعلامي، حتي لا يوثر علي سمعتنا السياحية والاستثمارية». وحول خطاب الرئيس خلال أعمال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار السفير بيومي إلي أن الرئيس سوف يتحدث عن مصر داخليا، وتوضيح ان مصر وقفت علي قدميها، وان مؤشرات النمو بخير، ومعدلات الزيادة في الصادرات والسياحة، وتحويلات المصريين بالخارج والاستثمار الذي شهد تحسناً كبيراً، وهي طمأنة مستندة علي حقائق وبيانات، إلي جانب الحديث عن أن مصر ترحب بمن يستثمر فيها، كما سيتحدث الرئيس عن القضايا والمشكلات بالمنطقة العربية، ثم الانتقال والحديث عن علاقاتنا الافريقية، وايضا بالقوي الرئيسية كالصين وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. ازدواجية المعايير ومن جانبه قال السفير أحمد فتحي أبو الخير مندوب مصر السابق لدي الأممالمتحدة: »لا استطيع الجزم بان كل المجتمع الدولي يدرك كل الحقيقة، لأن هناك سياسات وأهداف معينة تسعي اليها قوي دولية لتحقيق مكاسبها منها، حتي وان اعترفت بينها وبين نفسها بذلك، فمن المستحيل ان تعلن ذلك علي المجتمع الدولي ككل، بل تعلن عكسه، وهو ما يسمي بازدواجية المعايير، حيث نجد بعض التحالفات الدولية لا ترجو الخير لمصر تجاه مواقف معينة، فمن الطبيعي ان تقف مثل هذه القوي ضد كل ما ينادي ويقوم به الرئيس السيسي، وما تناضل من أجله مصر والذي يصب في مصلحة البلاد والمنطقة الاقليمية».. واكد انه لا شك في أن ازدواجية المعايير تلعب دوراً كبيرا في سياسات الدول، ومصر حتي الان مازالت تُتهم بانتهاك حقوق الانسان من قبل منظمات حقوق الانسان الدولية ودول أوروبية وغربية، علي الرغم من الشفافية التي تنتهجها مصر وعدالة قضيتها وعدالة النظام القضائي المصري.. واشار إلي ان رؤية مصر سواء علي المستوي الداخلي أو الخارجي لا تنحصر في قضية الارهاب فقط، انما ايضا هناك كثير من المشكلات والقضايا التي يعرضها ويتطرق اليها الرئيس السيسي في الوقت نفسه تتواكب مع رؤية المجتمع الدولي، منها علي سبيل المثال: اجندة التنمية المستدامة 2030، وقضية الهجرة غير الشرعية.